قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الجمعة، إن منظمة الكيان الموازي الإرهابية (يتزعمها فتح الله غولن)، لا تُشكل تهديداً لتركيا فحسب، بل باتت مصدر تهديد لكل الدول التي تنشط فيها”، في إشارة إلى أوقاف ومؤسسات وهيئات تديرها المنظمة في مجالات سياسية وثقافية وتجارية وتعليمية، في كافة أنحاء العالم.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي مشترك عقده أردوغان اليوم، مع نظيره الكازاخي، نور سلطان نزارباييف، عقب اجتماع ثنائي في القصر الرئاسي بالعاصمة أنقرة، التي بدأ الأخير زيارة رسمية لها في وقت سابق اليوم.
وأضاف الرئيس التركي “مجموعة من الإرهابيين يرتدون بزة عسكرية تغلغلوا في صفوف قواتنا المسلحة، وشكلوا تنظيماً بسرية ونفاق كبيرين منذ نحو 40 عاماً، وبأوامر من زعيمهم القابع في (الولاية الأمريكية) بنسيلفانيا (في إشارة إلى غولن)، نفذوا محاولة انقلابية (منتصف يوليو/تموز الماضي) من خلال استهداف الحكومة الشرعية، والديمقراطية واستهدافي أنا شخصيًا”.
وأردف قائلًا “المنظمة الإرهابية كشفت عن وجهها الظلامي، وخططها الماكرة، ونواياها الحقيقية من خلال المحاولة الانقلابية”، لافتًا أن “عناصر ينتمون للمنظمة، منهم موظفون سابقون في السلك الأمني، ومدنيون، وموظفون في مختلف المؤسسات الحكومية، إلى جانب موظفين في السلك القضائي والإداري، دعموا تلك المحاولة”.
وفي سياق آخر لفت أردوغان أنه بحث مع “نزارباييف” خلال الاجتماع الثنائي، تعزيز التعاون بين بلديهما، وسبل الارتقاء بالعلاقات الاقتصادية، ليصل حجم التبادل التجاري إلى ما قيمته 10 مليار دولار.
وأكد الرئيس التركي الأهمية الرمزية البالغة لزيارة نزارباييف، كأول رئيس دولة يزور تركيا عقب المحاولة الانقلابية الفاشلة، وإظهار تضامنه مع الشعب التركي بشكل جلي وبكل وضوح.
وأشار أن منظمة “غولن” لها 33 مدرسة في كازاخستان، وأنهم قدموا قائمة بأسماء تلك المدارس إلى الرئيس نزارباييف، مبيناً أنه من خلال التعاون بين الوزارات والمؤسسات المعنية في البلدين، سيتخذون الخطوات اللازمة بخصوص تلك المدارس.
من جانبه أكد الرئيس الكازاخي، أن بلاده لن تدعم أحداً يعمل ضد تركيا، وأن ذلك ليس من صالح كازاخستان، مبيناً أنهم اتفقوا مع الجانب التركي بهذا الخصوص، وأن وزارتي التربية والتعليم في البلدين ستُشكلان مجموعة عمل لإعادة النظر بتلك المدارس (التابعة للكيان الموازي)، و”إذا ثبت علاقة تلك المدارس بالمنظمة، سنقوم بإعادة المعلمين إلى تركيا، ونطلب من أنقرة معلمين آخرين”.
وشهدت العاصمة أنقرة ومدينة إسطنبول، منتصف يوليو الماضي، محاولة انقلاب فاشلة نفذتها عناصر محدودة من الجيش، تتبع لمنظمة (فتح الله غولن)، حاولوا خلالها إغلاق الجسرين اللذين يربطان الشطرين الأوروبي والآسيوي من مدينة إسطنبول (شمال غرب)، والسيطرة على مديرية الأمن فيها، وبعض المؤسسات الإعلامية الرسمية والخاصة.
وقوبلت المحاولة الانقلابية باحتجاجات شعبية عارمة في معظم المدن والولايات التركية؛ إذ توجه المواطنون بحشود غفيرة تجاه البرلمان ورئاسة الأركان بالعاصمة، والمطار الدولي بمدينة إسطنبول، ومديريات الأمن في عدد من المدن، ما أجبر آليات عسكرية كانت تنتشر حولها على الانسحاب مما ساهم بشكل كبير في إفشال المخطط الانقلابي.
جدير بالذكر أن عناصر منظمة “فتح الله غولن” الإرهابية – غولن يقيم في الولايات المتحدة منذ عام 1999- قاموا منذ أعوام طويلة بالتغلغل في أجهزة الدولة، لا سيما في الشرطة والقضاء والجيش والمؤسسات التعليمية؛ بهدف السيطرة على مفاصل الدولة؛ الأمر الذي برز بشكل واضح من خلال المحاولة الانقلابية الفاشلة. –
+ There are no comments
Add yours