كتب- أبوبكر أبوالمجد
تعرض مجمع كابيتول هيل الذي يضم مقرات الكونغرس الأمريكي لأكثر من محاولة اقتحام؛ إلا أن الاجتياح الذي تعرض له في 6 يناير 2021 على يد أنصار الرئيس دونالد ترامب، هو الأقوى والأشرس عبر تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية.
وأثارت حادثى الاقتحام للكونغرس الذي يعد قدس اقداس الديمقراطية والرمز الأكبر لها في العالم للعديد من التساؤلات والشماتات، حتى صار كثيرون يتساءلون ما إذا كانت الديمقراطية لا زالت قادرة على حماية كيان الدول وحفظ استقرارها؟
وبعيدًا عن اللغط الدائر حول الديمقراطية، ومدى صلاحيتها للحكم في قابل الأعوام، فإن اقتحام مبنى الكونجرس سبقة اقتحامات للعديد من البرلمانات حول العالم، نرصد أبرزها في العقد ونصف الماضية.
هنغاريا
في عام 2006 اقتحمت عصابة من اليمين المتطرف مبنى البرلمان في هنغاريا واشتبكت لأسابيع مع الشرطة في الشوارع، وهو ما شكل بداية صعود اليمين الشعبوي ورئيس الوزراء الحالي فيكتور أوربان.
برلمان أرمينيا
أثار وقف إطلاق نار جديد بين أرمينيا وأذربيجان في 10 نوفمبر 2010 احتجاجات صاخبة في العاصمة الأرمينية، حيث اقتحم متظاهرون مبنى البرلمان وقاموا بإلقاء الأثاث وألحقوا أضرارًا بالمبنى.
وأفادت وسائل إعلام محلية حينها، أن رئيس البرلمان تعرض للضرب.
تايبيه
حاول متظاهرون في 7 نوفمبر 2015، اقتحام برلمان تايبيه في الوقت الذي ينتظر فيه وصول رئيس تايوان ما يينغ-جو إلى سنغافورة ليعقد قمة تاريخية مع رئيس الصين شي جيبينغ.
وحاول 100 متظاهر يرفعون يافطات كتب عليها “استقلال تايوان” اقتحام مبنى البرلمان لكن الشرطة منعتهم؛ بينما بقي عشرة منهم جالسين أمام المبنى لصباح اليوم التالي.
العراق
شهد العراق في العام 2015 احتجاجات شعبية استمرت لعدة أسابيع قبل أن تنتهي باقتحام تيار من المحتجين لمبنى مجلس النواب العراقي في حادثة مشابهة تمامًا لم جرى في الكونغرس الأمريكي، وفي حينها تعرض عدد من النواب العراقيين لاعتداءات جسدية ولفظية، إلى جانب أضرار مادية؛ لكن لم تسجل أي حالات وفاة أو إصابات خطيرة.
مقدونيا
في 28 إبريل 2017، أصيب العشرات بجروح في أعمال عنف وقعت في برلمان مقدونيا، عندما اقتحم محتجون قوميون مبنى البرلمان وسط موجة غضب من التصويت لانتخاب رئيس جديد للبرلمان.
واندلعت أعمال الفوضى، عندما اقتحم عشرات المتظاهرين ومن بينهم مجموعة من الرجال المقنعين حاجز الشرطة ودخلوا البرلمان وهم يلوحون بالأعلام المقدونية وينشدون النشيد القومي.
وأظهرت صور من البرلمان تطاير الكراسي وسط تبادل اللكمات في غرفة الصحافة، كما بدا زوارن زائيف رئيس الحزب الديموقراطي الاشتراكي المعارض والدماء تسيل من رأسه، وشوهد شخص يشد شعر نائبة من الحزب الاشتراكي الديموقراطي بينما حاولت أخريات الفرار.
وجاء في بيان لوزارة الداخلية حينها، أن 102 أشخاص أصيبوا ويعالجون في المستشفيات ومن بينهم نواب ورجال شرطة.
وجاء الحادث وسط أزمة سياسية مستمرة منذ عامين في مقدونيا، حيث نظم المتظاهرون القوميون الذين يدعمون حزب المحافظين آنذك احتجاجات كل ليلة منذ انتخابات ديسمبر التي لم تسفر عن نتيجة حينها.
السلفادور
اقتحمت قوات من الجيش والشرطة مدججة بالسلاح، في 10 فبراير 2020، مقر البرلمان السلفادروى، خلال جلسة استثنائية، فى حدث غير مسبوق منذ انتهاء الحرب الأهلية في البلاد عام 1992.
وفى تطور غير مسبوق في ظل اشتداد التوتر بين النواب والرئيس نجيب أبو كيلة، الذى طلب منهم المصادقة على قرض مخصص لتجهيز القوات المسلحة.
واقتحم العسكريون المسلحون مقر البرلمان للموافقة على مشروع القرض (قرض قيمته 109 ملايين دولار يريدها الرئيس لتعزيز خططه لتحسين تجهيز الشرطة والجيش لمكافحة الجريمة).
كردستان العراق
اقتحم مجموعة من المتظاهرين في محافظة السليمانية، 6 يوليو 2020، مبنى مكتب برلمان إقليم كردستان احتجاجًا على تأخر صرف الرواتب.
بلغراد
وفي 7 يوليو 2020، اعتقلت الشرطة عشرات الأشخاص بعدما اشتبكت معها مجموعة من المتظاهرين العنيفين أمام البرلمان الصربي، وهاجموا العديد من الصحفيين وأي شخص يصور المشهد.
ووقعت الاشتباكات عندما قامت مجموعة من الشباب، وهم يهتفون بشعارات وطنية، بتجاوز المتظاهرين الذين يعارضون العنف، وأبعدوا الحواجز المعدنية وعبروا الباب الأمامي غير المحمي لمبنى البرلمان في بلغراد.
وقامت الشرطة المنتشرة داخل مبنى البرلمان بدفعهم للخلف وأقامت طوقًا حول الرصيف الصغير في الأمام.
ثم تحملت نحو نصف ساعة من القصف من المهاجمين الذين ألقوا عليهم الزجاجات والمشاعل والحجارة.
وحمل بعض المتظاهرين ألواحًا كبيرة من الخرسانة من أماكن أخرى وألقوها على الشرطة.
ولم تطلق الشرطة في البداية أي قنابل غاز مسيل للدموع في أي مكان خارج المبنى؛ لكنهم استخدموا الغاز المسيل للدموع والهراوات في النهاية لوضع حد للعنف الذي بدأته مجموعة من الشباب وصفت بـ”القوميين” أو “المشاغبين”.
تونس
في 8 ديسمبر 2010، بثت قناة العربية الحدث مشاهد من أمام البرلمان التونسي، لممثلي منظمات حقوقية نسوية أثناء اشتباكهم مع بعض نواب حركة النهضة، ومحاولتهم اقتحام مبنى البرلمان.
ألمانيا
قبل اقتحام الكونغرس بشهور قليلة، شهدت ألمانيا حادثة مماثلة ففي شهر أغسطس 2020، حيث اندفع محتجون ضد إجراءات الوقاية من كورونا على درج البرلمان الألماني (البوندستاغ) محاولين اقتحامه، والكثير من هؤلاء المحتجين الذين حاولوا اقتحام البوندستاغ كانوا يحملون علم الرايخ بلونيه الأحمر والأسود والذي يعود إلى عهد القيصر.
وصحيح أن المحتجين في ألمانيا لم يسافروا إلى العاصمة برلين من أماكن بعيدة كما حصل في الولايات المتحدة حيث أتى كثيرون من ولايات ومدن بعيدة إلى واشنطن للمشاركة في الاحتجاج واقتحام الكونغرس، لكن نظرا للماضي النازي في ألمانيا كانت الصدمة في برلين كبيرة.
وعلق وزير الخارجية الألماني، هايكو ماس، على ما جرى في الكونغرس مقارنا إياه بما حصل في برلين بالقول “الكلمات المحرضة تتحول إلى أعمال عنف على درج البوندستاغ والآن في الكابيتول”.
كذلك علق الرئيس الألماني، فرانك فالتر شتاينماير على الحدث مقارنا إياه بما حصل في برلين، وقال موجها كلامه للألمان “الكراهية والتحريض خطر على الديمقراطية، الأكاذيب خطر على الديمقراطية، العنف خطر على الديمقراطية”.
+ There are no comments
Add yours