كتب- أبوبكر أبوالمجد
لم تعد الأرض مقابل السلام، ولا السلام مقابل السلام؛ بل السلام دون مقابل يذكر.. فقط حتى لا نؤلب عليكم العالم ونحرمكم من أبسط أمور السيادة، اقبلوا أي شيء وهيا طبعوا مع دولة الاحتلال!
هكذا تجري الأمور هذه الأيام، في ظل استعدادات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لخوض انتخابات الرئاسة، وتقديم نفسه على أنه راعي صفقات السلام الكبرى، وبعد تطبيع وسلام الإمارات فالبحرين مع دولة الاحتلال الإسرائيلي، ها هي الولايات المتحدة تبتز السودان لتجبرها على الانضمام لقطار التطبيع ضمن مخطط لتركيع العرب، وليس مجرد تطبيع للعلاقات.
ليس سرًا
زار وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، الخرطوم لعدة ساعات في 25 أغسطس الماضي، وتناول موضوع حذف اسم السودان من القائمة الإرهاب الأمريكية للدول الراعية للإرهاب، وملف تطبيع العلاقات مع “إسرائيل”.
وضغط بومبيو على السودان لتطبيع العلاقات مع “إسرائيل”، وفقًا لمسؤولين أمريكيين؛ لكن رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك أبلغ بومبيو أنّ “حكومته لا تملك تفويضًا لاتخاذ قرار بشأن التطبيع مع إسرائيل”، كما أعلن المتحدث باسم الحكومة السودانية، في وقت تزامن فيه بومبيو الخرطوم، مع غضب شعبي من هذه الزيارة.
وفي الخامس من سبتمبر الجاري، كشف وزير الخارجية السوداني المكلف عمر قمر الدين، أن الإدارة الأمريكية وعدت بدراسة إمكانية رفع اسم السودان من القائمة الأمريكية للدول “الراعية للإرهاب”، مقابل تطبيع علاقاتها رسميًا مع “إسرائيل”.
وأضاف قمر الدين، في مقابلة مع صحيفة “التيار” السودانية، أن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، جاء إلى الخرطوم وطرح ملفين، الأول التطبيع بين السودان و”إسرائيل”، والثاني حذف اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، “ووضع الملفين في سلة واحدة”.
ولفت قمر الدين إلى أن “رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، طرح، ردًا على عرض بومبيو، سؤالًا مفاده ماذا يجني السودان اقتصاديًا أو متى يرفع من قائمة الإرهاب؟”.
وأشار وزير الخارجية السوداني، إلى أنه حسب اعتقاده، فإن “بومبيو، لا يمانع حذف السودان من قائمة الإرهاب مقابل التطبيع، بجانب دخول كبرى الاستثمارات الأميركية إلى السودان وقد سمى بعض الشركات”، منوهاً إلى أن “بومبيو رد بأن حكومته ستدرس الأمر مع الجانب الإسرائيلي ومن ثم ترد”.
وأوضح قمر الدين أن “بومبيو لم يتحدث عن الجانب الإسرائيلي المعني بالتطبيع، لكن لم يقدم الالتزام الواضح، مثلًا يحدد سقف زمنيًا لرفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب الأمريكية، وطبعًا تحدث عن معونات أمريكية وهي شئ لا يستحق الذكر”، مؤكدًا أن “قضية إزالة اسم السودان من قائمة الإرهاب أصبحت قضية رأي عام أمريكي، والإعلام الأمريكي المؤثر يقول إن الوقت قد حان لحذف اسم السودان من قائمة الإرهاب”.
ابتزاز
الولايات المتحدة كما يبدو تستغل قائمة الإرهاب للابتزاز، ولا تمتلك أسبابًا موضوعية، بقدر ما يعود الأمر للمزاج الأمريكي والمنافع التي تنتوي الإدارة تحقيقها.
فأمريكا تريد إلزام الخرطوم ببعض الشروط لحذفها من قائمة الدول الراعية للإرهاب، وكانت مجلة “فورين بوليسي” قد نقلت عن أعضاء في مجلسي الشيوخ والنواب الأمريكيين، قولهم إنّ إدارة الرئيس دونالد ترامب، توصلت إلى اتفاق مبدئي مع الحكومة الانتقالية في السودان، يقضي بأن تدفع الخرطوم تعويضات بقيمة 335 مليون دولار لشطب اسم السودان من القائمة؛ لكن هذا لم ولن يكون الشرط الوحيد، وربما ليس التطبيع أيضًا؛ بل ستكون شروطًا أخرى يتختلقها في قابل الأيام.
+ There are no comments
Add yours