كل تداعيات الهجوم الإسرائيلي على سوريا وجنوب لبنان حتى الآن

1 min read

أبوبكر أبوالمجد

كان للهجوم الإسرائيلي الأخير على سوريا وجنوب لبنان تداعيات حكومية وشعبوية، حيث نفت إيران أن تكون قواتها في سوريا هي من تلقت الضربة الإسرائيلية، كما حذر رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، من تداعيات اختراق الأجواء اللبنانية، وسقوط أو إسقاط طائرتين مسيرتين إسرائيليتين، وفي ذات السياق دانت كلا من حركتي الجهاد وحماس الهجوم الإسرائيلي الأخير، كما توعد حزب الله بالرد.

وفي وقت سابق أعلن الجيش الإسرائيلي اليوم الأحد، أن مقاتلاته نفذت غارات في سوريا لمنع قوة إيرانية من شن هجوم على الدولة العبرية بواسطة طائرات بدون طيار محملة بالمتفجرات.

وعقب ساعات على الغارات الإسرائيلية في سوريا، كشف مسؤول في حزب الله اللبناني أن طائرة اسرائيلية مسيرة سقطت فجر اليوم الأحد، وأخرى انفجرت في ضاحية بيروت الجنوبية، دون معرفة الأسباب.

ونقلت الـقناة اللبنانية LBCI، عن المسؤول الذي لم تكشف اسمه، قوله: انه قرابة منتصف الليل سقطت طائرة استطلاع اسرائيلية في منطقة معوض بالضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية، فوق سطح أحد المباني وقد تمكن عناصر من الحزب من سحب الطائرة الى مكان آمن.

وبحسب المسؤول في الحزب فإن "العدو الاسرائيلي أرسل طائرة استطلاع ثانية الى المكان نفسه انفجرت من دون معرفة الاسباب وسقطت في بؤرة خالية ما ادى الى نشوب حريق في المكان".

حزب الله

نفى محمد عفيفي، المسؤول الإعلامي في "حزب الله"، في تصريح لوكالة الأنباء اللبنانية الرسمية، إسقاطهم لأي طائرة من دون طيار إسرائيلية، انفجرت فجر الأحد، في معقله بالضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت. جاء ذلك على لسان، موضحًا أن "الطائرة الأولى سقطت من دون أن تحدث أضرارا، في حين أن الطائرة الثانية كانت مفخخة وانفجرت، وتسببت بأضرار جسيمة في مبنى المركز الإعلامي التابع لحزب الله، في الضاحية الجنوبية".

ووصف عفيفي، ما حصل بـ "الانفجار الحقيقي"، مشيرًا أن "طائرة الاستطلاع الأولى التي لم تنفجر، وهي الآن في عهدة الحزب، الذي يعمل على تحليل خلفيات تسييرها، والمهمات التي حاولت تنفيذها".

وأشار المسؤول الإعلامي، إلى أن "الحزب سيرد بشكل قاسٍ عند الساعة 17: 00 بالتوقيت المحلي (14: 00 ت.غ) في كلمة الأمين العام للحزب حسن نصرالله، في بلدة العين".

وفي سياق متصل، أفادت قيادة الجيش اللبناني، أنه على الساعة 2.30 بالتوقيت المحلي من فجر الأحد (23: 30 ت.غ من ليلة السبت)، وأثناء خرق طائرتي استطلاع إسرائيليتين الأجواء اللبنانية، فوق منطقة معوض – حي ماضي، في الضاحية الجنوبية لبيروت، سقطت الأولى أرضاً، وانفجرت الثانية في الأجواء متسببة بأضرار اقتصرت على الماديات".

وأفادت قيادة الجيش في بيان، أنه "على الفور حضرت قوة من الجيش وعملت على تطويق مكان سقوط الطائرتين، واتخذت الإجراءات اللازمة، كما تولت الشرطة العسكرية التحقيق بالحادث بإشراف القضاء المختص".

"الجهاد" و"حماس" تدينان

دانتا كلا من حركتي الجهاد الإسلامي، وحماس الهجوم الإسرائيلي على الأراضي السورية، والضاحية الجنوبية بلبنان، فقالت حركة "الجهاد الإسلامي" الفلسطينية، اليوم الأحد، أنها تدين قصف مقاتلات إسرائيلية لأهداف داخل الأراضي السورية، مضيفة أن "استمرار الاٍرهاب والعربدة والانتهاكات الصهيونية سيؤدي إلى زيادة التوتر وتفجر الأوضاع في المنطقة".
وكشفت "الجهاد" أن رئيس الوزراء الإسرائيلي يسعى لتحقيق مكاسب سياسية وانتخابية على حساب أمن واستقرار المنطقة وحياة شعوبها.

وفي ذات السياق، دانت حركة "حماس"، الأحد، ما وصفته بـ "العدوان الإسرائيلي" على لبنان عقب سقوط طائرة استطلاع مفخخة في حي سكني بالضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت.

وقالت الحركة في بيان صحفي، إن "سقوط طائرة مفخخة على الضاحية الجنوبية لبيروت يعتبر عملا عدوانيا واستفزازيا من قبل العدو الصهيوني، وانتهاكا واضحا للسيادة اللبنانية".

وشددت الحركة على وقوفها إلى جانب لبنان والمقاومة اللبنانية ضد أي اعتداء إسرائيلي.

محللون

وحول التغير في سياسة التصريحات الإسرائيلية، اعتبر محللون إسرائيليون، أن اعتراف إسرائيل الفوري بمسؤوليتها عن الغارات التي استهدفت مواقع تابعة لفيلق القدس الإيراني، ولميليشيا شيعية في دمشق، تغيير جوهري في سياسة مواجهة ما تسميه "التموضع الإيراني في سوريا".

فليلة السبت/الأحد، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مسؤولية تل أبيب عن هجوم استهدف فيلق القدس وميلشيات شيعية في دمشق.

وكتب نتنياهو، تغريدة على حسابه الرسمي على تويتر، "بجهد عملياتي كبير، أحبطنا هجومًا من قبل فيلق القدس والميليشيات".. "إيران ليس لها حصانة في أي مكان.. وقواتنا تعمل في كل اتجاه ضد العدوان الإيراني".. واختتم بيانه بالقول: "أصدرت تعليمات للاستعداد لكل سيناريو، سنواصل العمل ضد إيران والمنظمات التابعة لها بتصميم ومسؤولية".

وصباح الأحد، قال وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس، لهيئة البث الرسمية إن هدف هذه العملية هو نقل رسالة لطهران مفادها لا حصانة لها في أي مكان.

وأضاف كاتس، "لولا النشاطات الإسرائيلية على مدى السنوات الأخيرة، لوصل عدد المقاتلين الإيرانيين في سوريا الى 100 ألف".

وقال "الهدف من العملية هو ضرب رأس الأفعى، وإيران هي رأس الأفعى".

وتابع "ويجب نزع أنيابها؛ وهما فيلق القدس، وقائده قاسم سليماني".

من ناحيته، قال وزير الطاقة يوفال شتاينتس، في مقابلة مع إذاعة "103 FM" العبرية، إن "المعركة ضد إيران واسعة وطويلة، لأن طهران تحاول السيطرة على كل الشرق الأوسط، لتكون قادرة على توجيه الضغط ضد إسرائيل".

وذكّر شتاينتس، بما وصفها "معركة إسرائيل ضد البرنامج النووي الإيراني التي لا تقل أهمية عن المواجهة في سوريا".

رسالة إلى روسيا

محلل الشؤون العسكرية في صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية رون بن يشاي، قال إن "المواجهة المستمرة بين إسرائيل وإيران تتوسع".

وأوضح بن يشاي، "تركز عمليات إسرائيل ضد أهداف إيرانية في العراق دفع طهران إلى محاولة تنفيذ هجوم غير مسبوق ضد إسرائيل انطلاقا من الأراضي السورية".

واعتبر أن "القصف الإسرائيلي الذي أحبط هذه العملية والإعلان عنه، رسالة من إسرائيل إلى قائد فيلق القدس قاسم سليماني، حول ما يمكن أن يواجهه في المستقبل إذا تصاعدت المواجهة".

وأضاف بن يشاي، أن قرار إسرائيل الإعلان عن مسؤوليتها عن الهجوم هدفه ردع الإيرانيين من تكرار محاولات شن هجمات ضدها، ولتوجيه رسالة لإيران عن حجم الاختراق الاستخباري الذي يعانون منه.

لكن المحلل العسكري الإسرائيلي لم يستبعد أن تواصل إيران محاولاتها للانتقام رغم إدراكها لحجم الاختراق الاستخباري في صفوف قواتها، لذلك يرى بن يشاي أن الهجوم الإسرائيلي ليس الكلمة الأخيرة في المواجهة بين الطرفين.

وتابع بن يشاي، أن هناك سببا آخر لكشف إسرائيل عن مسؤوليتها عن الهجوم، وهو للكشف لروسيا وللعالم عن مواصلة استخدام إيران الأراضي السورية كقاعدة لتسوية حسابها مع إسرائيل، حتى من داخل مساحة الثمانين كيلومترا التي تعهدت روسيا بأنها ستمنع تنفيذ عمليات ضد إسرائيل انطلاقها منها.

من ناحيته، قال محلل الشؤون العسكرية في القناة 12 العبرية روني دانييل، إن الهجوم الإسرائيلي والإعلان عنه أنهى حالة الغموض التي كانت تتبعها إسرائيل في حملتها العسكرية ضد التموضع الإيراني في سوريا.

وأضاف أن هذا التطور قد يكون تغييرا في استراتيجية إسرائيل في مواجهة إيران.

وقال دانييل، إن "العملية تضع متخذي القرار السياسي في تل أبيب أمام أسئلة كبيرة مثل: هل ستتبنى إسرائيل سياسة الإعلان عن الهجمات التي تنفذها؟ وهل ستسعى لتجنيد دعم دولي خاصة من قبل الولايات المتحدة، من أجل زيادة الضغط على إيران؟ وهل سيحول الإيرانيون سوريا إلى قاعدة لهم لشن هجمات على إسرائيل؟

وتابع دانييل، "ستبقى هذه الأسئلة ماثلة أمام الجميع في منطقة الشرق الأوسط، والتصعيد الحقيقي قد يكون واردا، بالمقابل قد تؤدي هذه العملية إلى ردع إيران وأتباعها في سوريا".


والليلة الماضية، أعلن الجيش الإسرائيلي، ‏‎إحباطه عملية خطط لتنفيذها ‎"فيلق القدس" الإيراني وميليشيات شيعية ضد أهداف إسرائيلية من سوريا.
وقال الجيش في بيان: "أغارت مقاتلات جيش الدفاع على عدد من الأهداف الإرهابية في قرية عقربا جنوب شرق دمشق".
وذكر أن الغارة "جاءت ضد نشطاء فيلق القدس الإيراني وميليشيات شيعية حرصت في الأيام الأخيرة على تنفيذ عملية إرهابية ضد أهداف إسرائيلية انطلاقا من الأراضي السورية". 

أبوبكر أبوالمجد https://asiaelyoum.com

صحفي وباحث متخصص في شئون آسيا السياسية والاقتصادية

قد يعجبك أيضاً

المزيد من الكاتب

+ There are no comments

Add yours