أبوبكر أبوالمجد
كشف سفير كازاخستان بالقاهرة، والسفير غير المقيم بدولتي تونس والجزائر، أرمان إيساغالييف، اليوم الإثنين، عن تعهدات بلاده بانتخابات رئاسية نزيهة وشفافة، والإجراءات المتخذة لإثبات صدق هذه التعهدات، وعن أهمية هذه الانتخابات ليس لكازاخستان وحسب، وإنما لجيرانها والدول الصديقة لها وعلى رأسها مصر.
تجدر الإشارة أن الانتخابات الرئاسية ستجرى في التاسع من يونيو المقبل، ويتنافس فيها سبعة مرشحين من بينهم امرأة، وهي الأولى من نوعها في البلاد منذ أكثر من 30 عامًا.
ومن جانبه، قال إيساغالييف، أنه على غرار التعديلات الدستورية التي جرت في مصر قبل أيام، تشهد كازاخستان هي الأخرى تغيرات سياسية هامة، حيث تجرى فى التاسع من يونيو القادم الانتخابات الرئاسية بكازاخستان، ويعد هذا واحدًا من أهم الأحداث فى الحياة السياسية بالبلاد، حيث أن رئيس الدولة هو الذى يحدد مسار التنمية بالبلاد، ويكلف الحكومة بمهامها، ويحدد أولويات السياسة الداخلية والخارجية. مشيرًا، أن هذه التجربة تعد الأولى من نوعها منذ أكثر من 30 عامًا.
وأضاف، السفير الكازاخي، أن الانتخابات القادمة ستكون الأكثر تنافسية فى تاريخ كازاخستان المستقلة، لافتًا إلى أن المنافسة ستكون بين سبعة مرشحين على منصب رئيس الجمهورية هذه المرة، وللمرة الأولى تنافس سيدة للفوز بهذا المقعد، وهى “دانيا يسبايفا”، ممثلة حزب “أق جول”.
ولفت إيساغالييف، إلى أن كازاخستان تقع فى منطقة يسيطر فيها الرجال على الحياة السياسية؛ ولكنها اتخذت خطوات ملموسة منذ سنوات لتحسين المساواة بين الجنسين وتعزيز دور النساء فى مجتمع الأعمال والسياسة، واليوم نرى ثمار هذه الجهود، فإلى جانب “يسبايفا”، تتولى النساء فى كازاخستان العديد من المناصب المهمة مثل رئيسة مجلس الشيوخ، ونائبة رئيس الوزراء ووزيرة التعليم والعلوم، كما يمثل النساء ما يقرب من ربع أعضاء البرلمان الكازاخي.
وهناك سمة أخرى مميزة للانتخابات القادمة وهي التنافسية وعدالة العملية الانتخابية، وتحقق هذا بفضل التنمية الفعالة للمؤسسات الديمقراطية التى تضمن العدالة وانفتاح العملية الانتخابية فى البلاد.
وحول ضمان نزاهة هذه الإنتخابات، أوضح سفير كازاخستان بالقاهرة، أن رئيس كازاخستان الحالي، قاسم-جومارت توقايف، تعهد شخصيًا بضمان إجراء انتخابات نزيهة تطابق أعلى المعايير العالمية.
وعن الإثباتات والإجراءات التي تم اتخاذها لضمان صدق تعهدات الدولة الكازاخية بنزاهة هذه الانتخابات، كشف إيساغالييف، أن أول هذه الإثباتات قبول ترشح أميرجان قوساناف، لهذا المنصب الرفيع، وهو الذى ظل فى صفوف المعارضين للحكومة لما يقرب من 20 عامًا، كما أن كافة المتنافسين على منصب الرئيس، بما فيهم قوساناف يمارسون حملاتهم الانتخابية بشكل منفتح ويكافحون من أجل الفوز بأصوات الناخبين.
ثانيًا، سيتم استقبال 1000 مراقب للانتخابات يمثلون 10 منظمات دولية من بلدان عديدة حول العالم، ليدونوا ملاحظاتهم خلال فترة الانتخابات المقررة.
كما وجهت الحكومة الكازاخية الدعوة للعديد من المنظمات الدولية لمراقبة الانتخابات، ومن بينهم ممثلي مكتب المؤسسات الديمقراطية وحقوق الإنسان التابع لمنظمة الأمن والتعاون فى أوروبا، ورابطة الدول المستقلة وغيرها من المنظمات الأخرى.
وقد انتشرت هذه البعثات بالفعل فى كل أنحاء البلاد.
وبحسب، إيساغالييف، فإن الانتخابات القادمة تمثل أهمية كبيرة ليس فقط لكازاخستان؛ ولكن أيضا لجيرانها وشركائها حول العالم، حيث لا يخفى على أحد أن كازاخستان تشارك بشكل فعال فى حل المشكلات العالمية، بما فى ذلك تسوية الأزمة السورية، وعلى الصعيد الداخلي فإن الدولة الكازاخية مهمومة بالملف الاقتصادي دائمًا وينتظر الحكومة المقبلة إجراءات حاسمة لتحسين مناخ الاستثمار فى البلاد لكى تجعل منه القطاع الأول من حيث جاذبيته للاستثمار فى المنطقة.
وأضاف السفير الكازاخي بالقاهرة، أن هذه الانتخابات مهمة أيضًا لمصر، التى ترتبطها بكازاخستان علاقات سياسية، واقتصادية، واجتماعية، وثقافية وطيدة، حيث يرتبط البلدان بعلاقات تاريخية تمتد للسلطان الظاهر بيبرس، ابن السهوب الكازاخية، الذى حكم مصر والشام فى القرن الثالث عشر الميلادي، ويعد رمزًا للعلاقات التاريخية بين البلدين. وأن حجم التبادل التجاري والتعاون في كل المجالات يتزايد بشكل مضطرد منذ زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي لكازاخستان في فبراير 2016.
+ There are no comments
Add yours