أكد بيير كرينبول، المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، عزمهم تكثيف حملة "الكرامة لا تُقدر بثمن" خلال شهر رمضان، والتي أُطلقت في وقت سابق ردا على قرار الولايات المتحدة بخصوص إعلان القدس عاصمة لإسرائيل، وتقليصها المساعدات التي تقدمها للوكالة، لافتا إلى أهمية الدعم الذي ستقدمه تركيا للحملة.
جاء ذلك في تصريح أدلى به كرينبول للأناضول، تناول فيه مجريات سير الحملة الرامية لتأمين الحماية والاحتياجات الأساسية اللازمة للاجئين الفلسطينيين.
وأشار كرينبول إلى اللقاء الذي جمعه بالرئيس رجب طيب أردوغان، الثلاثاء الماضي، بالمجمع الرئاسي بالعاصمة أنقرة، حيث لفت إلى أنه تقدم بالشكر للرئيس التركي جراء المواقف الإنسانية التي اتخذتها بلاده لمساعدة اللاجئين، والدعم الذي تقدمه لفلسطين.
وأضاف المفوض الأممي بأنه أطلع أردوغان على الخطوات التي اتخذتها الأونروا لمساعدة الفلسطينيين في كل من القدس الشرقية، والضفة الغربية، وغزة، فضلا عن الأردن، ولبنان، وسوريا، وذلك منذ تأسيسها عام 1949.
وأردف: "أخبرني الرئيس أردوغان بضرورة أن تلقى نشاطات الأونروا المزيد من الدعم، كما لفت إلى أن موضوع القدس واللاجئين يمران بمرحلة حرجة في الآونة الأخيرة، وأن إعلانه بأن تركيا ستقدم دعما كبيرا للأونروا مهم جدا بقدر ما هو مشجع بالنسبة لنا".
– حملة "الكرامة لا تُقدر بثمن"
أوضح كرينبول أنه عقب إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب القدس عاصمة لإسرائيل، قررت واشنطن تقليص المساعدات المزمع تقديمها للأونروا من 360 مليون دولار إلى 60 مليون دولار، في يناير/ كانون الثاني الماضي، ما دفع الوكالة لإطلاق حملة عالمية بعنوان "الكرامة لا تُقدر بثمن".
وأضاف أن الحملة تهدف لجمع 450 مليون دولار من الكثير من الدول والشركات والمؤسسات وأصحاب الأعمال الخيرية حول العالم، ممن يودون التضامن مع اللاجئين الفلسطينيين.
وأكد على أهمية الدعم الذي ستقدمه تركيا للحملة من جوانب عدة، حيث يمكنها المساهمة في حماية مناطق مسؤولية الأونروا في الجمعية العامة للأمم المتحدة، كما أنها تقدم لفلسطين مساعدات من الطحين والأغذية، فضلا عن إعلانها مؤخرا بمؤتمر في روما أنها ستتبرع بـ 10 مليون دولار للحملة، ما يشكل رسالة تضامن قوية".
وأعرب كرينبول عن امتنانه جراء تصريح أردوغان بشأن أن تركيا ستقدم الدعم لحملة الأونروا طيلة شهر رمضان القادم.
واستطرد المسؤول الأممي أنه بالرغم من أن الدول تأتي في مقدمة داعمي وكالة الأونروا، إلا أنه يمكن للشركات والمواطنين أيضا تقديم التبرعات من خلال الموقع الإلكتروني للوكالة، لافتا إلى أن الأونروا ستواصل حملتها في تركيا طوال شهر رمضان.
وتابع القول بأنه مع حلول شهر رمضان، فإن الأتراك الذين يرتبطون بمشاعر قوية مع الفلسطينيين، سيقدمون على المشاركة بالحملة بسخاء كبير وفق الآلية التي ستجهزها الحكومة التركية لهذا الغرض.
وأوضح أن عدد الطلاب الفلسطينيين ممن تتراوح أعمارهم بين 6 و16 عاما في 700 مدرسة تابعة للأونروا يبلغ نحو نصف مليون طالب، مؤكدا على أن التعليم هو الأمل الوحيد بالنسبة لهم لبناء مستقبل واعد.
– قرار ترامب حول القدس
أفاد كرينبول بخصوص قرار ترامب حول القدس، أنه أدى إلى قلق عميق لدى اللاجئين الفلسطينيين، مضيفا أن قرار تقليص المساعدات الذي أعقبه ساهم في توليد المزيد من القلق.
ولفت إلى أن هذه التطورات أفضت إلى خروج مظاهرات عديدة في غزة، ما دفع الأونروا لإطلاق حملة عالمية لكي لا تشهد المنطقة أزمة أخرى قد تفضي إلى عجز الوكالة عن تقديم الأغذية لنحو مليون شخص في غزة، أو انقطاع نحو نصف مليون طالب عن التعليم بشكل مفاجئ.
وأشار إلى أنهم أطلقوا الحملة لبعث رسالة تهدئة للاجئين الفلسطينيين، والتأكيد على أن العالم يهتم لأمرهم، ويحميهم، ولم ينساهم.
وقال كرينبول "أعتقد أن تركيا ستلعب دورا فعالا في الحملة، إذ أكد الرئيس أردوغان على أنه سيتواصل مع أعضاء منظمة التعاون الإسلامي لدعوتها لدعم الحملة".
– دفتر الطفلة رؤى
أشار كرينبول إلى أنه عثر على دفتر للطفلة رؤى (حينما كانت بعمر 13) خلال تفقده الأماكن المهدمة إبان الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة عام 2014، وأن الدفتر كان يتضمن شعرا عن الأمل، أثّر فيه بشدة،
ولفت إلى أنه التقى بالطفلة بعد عدة شهور، وعندما قدم لها دفترها المفقود، رفضت أخذه وطلبت منه أن يصطحب الدفتره معه أينما ذهب لإيصال صوتها لكافة القادة والمسؤولين الذين يلتقيهم حول العالم.
وأضاف بأنه وعدها بحمل الدفتر معه وقص حكايتها وقراءة شعرها في كل مكان يذهب إليه، موضحا بأنه أبلغ أردوغان خلال لقائهما قبل أيام، بحكاية الطفلة رؤى، والشعر الذي كتبته عن الأمل.
+ There are no comments
Add yours