يسعى نحو نصف مليون طفل أراكاني في مخيمات النزوح ببنغلاديش إلى العثور على آبائهم وأمهاتهم، بعد أن اضطروا للهروب من اضطهاد الجيش والمليشيات البوذية المتطرفة في ميانمار.
ونقلت صحيفة الغارديان البريطانية، عن منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، إن "غالبية الفارين من إقليم أراكان غربي ميانمار، إلى بنغلاديش من الأطفال، ويصل عددهم إلى نحو نصف مليون طفل".
وأضافت الصحيفة أن "قسما كبيرا من الأطفال إما أنهم أيتام، أو فقدوا أسرهم خلال رحلتهم إلى بنغلاديش".
وأشارت إلى أن الفتاة "صوفارا" البالغة من العمر 8 أعوام، وصلت إلى مخيم "كوتوبالونغ" مؤخرا، وهي تحمل أختها في ذراعيها الصغيرتين "جيكارا" وهي تصيح باكية: "لقد قتل الجنود أسرتي".
من جانبه قال كبير أحمد، عم الطفلة صوفارا، إن "جنودا من جيش ميانمار، داهموا قريتهم في أراكان، وقتلوا شقيقه جعفر، بحسب الغارديان.
وأضاف أن زوجة شقيقه المقتول كانت قد ولدت حديثا ولا تستطيع الهرب من اضطهاد الجيش.
وأشار إلى أن زوجة شقيقه توارت عن الأنظار أثناء هربها من المليشيات البوذية.
وأشارت الغارديان، إلى أنه ووفق مصادر منظمة "أنقذوا الأطفال"، فإن بعض الأطفال لجؤوا إلى أقاربهم أو جيرانهم.
وأوضحت في هذا الإطار، أن عددًا من الأطفال غيروا أسماءهم لأسباب أمنية، كالطفلة فاطمة (14 عاما).
وقالت فاطمة: "جاء الجنود إلى منزلنا في مدينة موانغداو بإقليم أراكان، وطلبوا من والدي مرافقتهم إلى وجهة مجهولة".
وأضافت أنها رافقت عائلة أراكانية في رحلتها إلى بنغلاديش، دون أن تدري مصير والدها.
وأكدت الصحيفة أن "عددا كبيرا من الأطفال المسجلين في مخيمات النازحين، لا يوجد لديهم معيل".
وبحسب اليونسيف، يعاني عدد كبير من الأطفال الفارين من إقليم أراكان، من سوء تغذية حاد.
ومنذ 25 أغسطس/ آب الماضي، تشن قوات الجيش والشرطة ومليشيات بوذية في ميانمار، حملة عسكرية بحق مسلمي الروهنغيا في إقليم أراكان غربي البلاد.
وأسفرت الحملة العسكرية عن مقتل الآلاف من الروهنغيا، حسب مصادر وإفادات وتقارير محلية ودولية متطابقة.
ومؤخرا، أعلنت منظمة الهجرة الدولية أن مجموع عدد لاجئي الروهنغيا في مخيمات بنغلاديش وصل 820 ألف لاجئ.
وتعتبر حكومة ميانمار المسلمين الروهنغيا "مهاجرين غير شرعيين" من بنغلادش، فيما تصنفهم الأمم المتحدة "الأقلية الأكثر اضطهادا في العالم".
+ There are no comments
Add yours