يتوقع الخبير الإسرائيلي في الشؤون العربية البروفيسور «يارون فريدمان» صعود «التيار السلفي» في «الشرق الأوسط» خلال العقد القادم. فشوكتهم قويت خلال السنوات الأخيرة، وهم ينتظرون لحظة الانطلاق فحسب. وحذَّر مما أسماها استراتيجية السلفيين الهادفة«لاستعادة الإمبراطورية الإسلامية» للسيطرة على المنطقة، مؤكدًا أنَّ الوضع السائد في المنطقة العربية يقول «وداعا للإخوان المسلمين وأهلا بالسلفيين».
وعزى «فريدمان» تسامح الأنظمة العربية مع الجماعات السلفية على عكس سياساتهم تجاه «جماعة الإخوان المسلمين»، إلى تبني الزعماء العرب القاعدة السلفية القائلة بإنَّ «حاكمًا مستبدًا أفضل من الفوضى ».
وقال «فريدمان» في مقاله التحليلي الذي نشرته صحيفةي«ديعوت أحرونوت» الإسرائيلية الناطقة باللغة العبرية: بإنَّ السلفيون سيسارعون لرفع العلم الأسود والانضمام للمنظمات الجهادية،والسيطرة على الأرض في اللحظة التي يستشعرون فيها ضعف أو تراجع الأنظمة العربية مثلما حدث في أفغانستان، وليبيا، وسوريا، والعراق.
وتابع «الخبير الإسرائيلي» القول: بإنَّه رغم أنَّ أعداد أتباع التيار السلفي غير معروفة بدقة في البُلدان التي قوى فيها مثل مصر، والأردن، والسلطة الفلسطينية، ولبنان؛ لأن جزءًا كبيرًا من أعمالهم تتم بصورة «سرية»؛إلاَّ أنَّ الشباب العربي الصغار يتسارعون بالانضمام إليها؛ فهم يعتبرونها طريقًا وسطًا بين فكر «جماعة الإخوان المسلمين »، وتنظيم الدولة المعروف اعلاميًا باسم «داعش».
ويرى «فريدمان »أنَّ الدعم المالي الذي تحظى به الجماعات السلفية في مصر، والأردن، ولبنان، وسوريا وفلسطين، فضلًا عن، الحرب التي تشنها الأنظمة العربية ضد «جماعة الإخوان المسلمين» يدعم رأيه القائل: بإنَّ «السلفيين» هم الحركة الإسلامية الأكثر وزنًا في منطقة «الشرق الأوسط» خلال العقد القادم.
وأشار «الخبير الإسرائيلي »إلى أنَّ السلفيين، وعلى عكس «جماعة الإخوان المسلمين»، يعلنون عداءهم للشيعة وإيران –بخاصة- ، وهم يخططون لمواجهة «العدو الصهيوني» في مواجهة لاحقة.
وأوضح أنَّ السلفيين يخضون معارك على ثلاث جبهات أساسية: الجبهة الأولى داخلية سنية ضد المنظمات المعتدلة على شاكلة «جماعة الإخوان المسلمين» ، والثانية ضد «إيران، والثالثة ضد «الغرب».
ويخلص القول: بإنَّ الهدف النهائي للجماعات السلفلية هو استعادة «الإمبراطورية الإسلامية للسيطرة على «الشرق الأوسط» بأكمله. لافتًا إلى أنَّ خطورة تلك الجماعات تكمن في كونها لا تتبنى المفاهيم الليبرالية والديموقراطية، وتعتمد في المقام الأول على «مبدأ التكفير» على حد قوله.
+ There are no comments
Add yours