مصادر إسرائيلية تتساءل عما إذا كانت الحركة تمتلك الآليات التي تمكنها من الانتقام لمقتل فقهاء، وإذا ما كانت السلطة الفلسطينية قادرة على المشاركة في إحباط أية عملية.
أعلنت الأجهزة الأمنية بدولة الاحتلال الإسرائيلي أنها رفعت درجة التأهب تحسبًا لحلول عيد الفصح اليهودي، وسط تقديرات بأن حركة حماس بصدد تنفيذ عمليات انتقامية داخل إسرائيل، ردًا على اغتيال القيادي بالذراع العسكرية للحركة مازن فقهاء، أحد الأسرى المحررين ضمن صفقة الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط عام 2011.
وطبقًا لتقرير القناة الإسرائيلية العاشرة، تمتلك حماس قناعات تامة بأن عملية الاغتيال التي وصفتها بـ”الاحترافية”، نفذت بواسطة عملاء تابعين لإسرائيل، مشيرة إلى تأكيدات قادة الحركة بأنها عازمة على الانتقام لاغتياله، مضيفة أن الهدف الأساسي بحسب التقديرات الأمنية، هو ضرب السياح الإسرائيليين في شبه جزيرة سيناء.
عمل انتقامي وشيك
القناة الإسرائيلية تساءلت عما إذا كانت الحركة تمتلك الآليات التي تمكنها من الانتقام لمقتل فقهاء، وإذا ما كانت السلطة الفلسطينية قادرة على المشاركة في إحباط أية عملية من هذا النوع.
ونقلت القناة عبر موقعها الإلكتروني، اليوم السبت، عن مصادر إسرائيلية، أنه بعد أسبوع من اغتيال قيادي بكتائب عز الدين القسام، عملت وحدة الدعاية التابعة لحماس ساعات طويلة من أجل إعداد مقاطع فيديو تهدد باغتيال مسؤولين كبار في إسرائيل وتنفيذ عمليات انتقامية.
وتابعت أن المؤسسة العسكرية الإسرائيلية نظرت إلى هذه التهديدات على أنها ملموسة، وأن التقديرات الأساسية تشير إلى أن حماس تريد أن تبعد العملية الانتقامية عن قطاع غزة، بمعنى ألا يكون الرد على شكل إطلاق صواريخ أو محاولات تنفيذ عمل انتقامي عبر التسلل من القطاع، حيث تريد الحركة أن تنفذ عملية داخل العمق الإسرائيلي انطلاقًا من الضفة الغربية.
وأشارت المصادر إلى أن جهاز الأمن العام “الشاباك” والجيش الإسرائيلي رفعا درجة التأهب إلى القصوى تحسبًا لحلول عيد الفصح، في حين نشر مكتب مكافحة “الإرهاب” الأسبوع الماضي تحذيرًا مشددًا يحث الإسرائيليين على عدم التوجه إلى سيناء ومغادرتها فورًا، مع أن التحذير تطرق لاحتمال قيام خلية تابعة لتنظيم داعش المتشدد بهذه العملية.
ولا تجد مثل هذه التحذيرات اهتمامًا كبيرًا من جانب السياح الإسرائيليين، حيث وصلت أعداد هؤلاء السياح في أعياد الفصح السابقة إلى قرابة 20 ألف إسرائيلي يقضون فترة الأعياد، التي يُحتفل بها لمدة سبعة أيام، ابتداءً من منتصف نيسان/ أبريل، لذا تبحث الأجهزة الإسرائيلية المعنية غلق معبر طابا خلال هذه الأيام، وفي الوقت نفسه إبلاغ الجانب المصري بالصورة الكاملة منعًا لتأثير ذلك على العلاقات.
خلط الأوراق
وتخلط الآلة الإعلامية الأوراق بشكل ملحوظ في هذه القضية، حيث تربط بين المزاعم الخاصة بتخطيط حماس لتنفيذ عمل انتقامي في عيد الفصح وبين اغتيال فقهاء، على الرغم من أن ناداف أرغمان، رئيس جهاز “الشاباك”، كان قد حذر قبيل الاغتيال بأيام، من أن ثمة استعدادات تجري على قدم وساق من قبل تنظيمات، منها حماس، لتنفيذ عمليات خلال عيد الفصح.
ولفت أرغمان خلال جلسة استماع عقدت بلجنة الخارجية والدفاع التابعة للكنيست قبل عشرة أيام، إلى أن الهدوء الحالي يخفي ما يحضر وراء الكواليس في هذا الصدد.
ووصف رئيس “الشاباك” الأوضاع بأنها “هدوء خادع”، وقال في مستهل الجلسة إن حركة حماس في قطاع غزة، والتنظيمات التابعة للفكر الجهادي العالمي “تركز يوميًا على محاولات تنفيذ عمليات داخل إسرائيل”، مضيفاً أن ثمة استعدادات تجري على قدم وساق قبيل عيد الفصح اليهودي، لتنفيذ عمليات ضد أهداف إسرائيلية، ولا سيما بواسطة حركة حماس، مضيفًا أن الحركة “ستحاول إعطاء زخم على الأرض وتنفيذ اعتداءات”، وأن هدف الجهاز الذي يرأسه هو “مرور عيد الفصح بهدوء”.
انتخاب السنوار
وتوقع مراقبون إسرائيليون منذ شباط/ فبراير الماضي أن انتخاب يحيى السنوار رئيسًا للحركة في قطاع غزة، ينذر بصعود شخصيات متطرفة سوف تجرف الحركة ومعها الساحة الفلسطينية بأسرها نحو مغامرات مدمرة، وقالوا إنه “يتبنى خطًا معاديًا بلا هوادة ضد السلطة الفلسطينية، ويعد أحد القادة البارزين فيما يتعلق بتعميق أيديولوجيا المقاومة ضد إسرائيل، ويؤمن أن الحرب ضد الصهيونية لا ينبغي أن تتوقف، وأنه لا يوجد سبب لعدم الحرب المستمرة ضد إسرائيل”.
وقال مراقبون إسرائيليون وقتها: إن رؤية السنوار إزاء مسألة الحرب المستمرة بلا توقف ضد إسرائيل “تجعل منه شخصية في غاية الخطورة”، واصفين إياه بأنه “شخص يصعب توقع خطواته التالية”.
تهديدات حماس
وتناقلت وسائل إعلام عبرية أمس الأول الخميس، أنباء عن ظهور ملصقات ومقاطع فيديو نسبتها لحماس، تضم أسماء سفراء إسرائيل في الولايات المتحدة الأمريكية والصين ونيوزيلندا وسنغافورا، بينما تظهر وجوههم وقد أصبحت في مرمى نيران القناصة، الأمر ذاته الذي تكرر مع وزير الدفاع أفيغدور ليبرمان.
وتحدثت وسائل الإعلام الإسرائيلية، عن فيديو بثته الحركة، يتوعد باغتيال وزير الدفاع الإسرائيلي ورئيس هيئة الأركان العامة غادي أيزنكوت، وسفراء إسرائيل في الدول المشار إليها، كما ورد ذكر أسماء هؤلاء السفراء بشكل دقيق، كما ظهرت صور رئيس الموساد يوسي كوهين، ووزير الأمن الداخلي جلعاد إردان.
وبثت الحركة فيديو آخر يهدد باغتيال قيادات المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، حيث ضم قائمة تحمل صور وأسماء قادة عسكريين إسرائيليين، من بينهم أيزنكوت، والذي ظهر وجهه أيضًا وكأنه في مرمى نيران القناصة.
ولفتت مصادر إسرائيلية إلى أنه لا يمكن التقليل أو السخرية من خطورة ما ورد في مقاطع الفيديو التي بثتها الحركة، مضيفة أن المؤسسة العسكرية الإسرائيلية تضع بالاعتبار أن هذه التهديدات قد تكون جادة، ومع ذلك أكدت أن هذا الأمر لا يعني أن الفترة القادمة ستشهد تشديد عمليات الحراسة حول الشخصيات التي ورد ذكرها في مقاطع الفيديو الخاصة بحماس.
الاحتلال يتأهب
وشهد مطلع شباط/ فبراير الماضي قيام جيش الاحتلال بتدريبات عسكرية تحسبًا لتسلل عناصر كوماندوز تابعة لحركة حماس. وأشارت وسائل إعلام عبرية إلى أن ما تسمى “فرقة غزة” التابعة للمنطقة العسكرية الجنوبية، أجرت مناورات كبرى، بمشاركة مئات من جنود الاحتياط، لمحاكاة تسلل عناصر خاصة تابعة لحماس.
وبحسب تقارير، استهدفت المناورات التصدي لعناصر خاصة من حماس، سواء عبر البحر أو السياج الأمني، أو حتى عبر الجو. وفي الحالة الأخيرة، يبدو وكأن الأمر يأتي في ظل مخاوف إسرائيل من إمكانية إرسال طائرات بدون طيار تمتلكها الحركة، وكانت قد نجحت في إرسالها للعمق الإسرائيلي في حالات سابقة.
+ There are no comments
Add yours