قال ضابط في الجيش العراقي، إن 12 مدنيا قتلوا اليوم السبت، في قصف وقع عن طريق "الخطأ" لطائرات التحالف الدولي، استهدف منازل شمالي مدينة الموصل، التي تشهد معارك بين قوات الجيش ومسلحي تنظيم "داعش" الإرهابي.
وتؤمن طائرات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، غطاء جويا للقوات العراقية التي تتقدم في الموصل خلال حملة عسكرية بدأت قبل نحو ثلاثة أشهر لاستعادة المدينة من قبضة التنظيم المتشدد.
غارة
وقال النقيب في قوات الرد السريع بالشرطة الاتحادية، عبد الملك حسين المشهداني، للأناضول، إن "طائرة حربية للتحالف وجهت صباح اليوم نحو 5 ضربات جوية على ثلاثة منازل في حي العربي، شمالي الموصل".
وأوضح المشهداني، أن "الغارة أسفرت عن مقتل 12 مدنيا، بينهم أربعة أطفال، وإصابة 18 آخرين، فضلا عن تدمير المنازل وإعطاب نحو 8 سيارات".
وتابع: "جميع القتلى والمصابين جرى نقلهم لتلقي العلاج في مواقع القوات العسكرية على تخوم منطقة الكندي من قبل أهالي الحي".
ولم يوضح المشهداني كيف جرى نقل القتلى والجرحى لمناطق خاضعة لسيطرة القوات العراقية على اعتبار أن الحي العربي لا يزال في قبضة "داعش".
وفي سياق آخر، حث الجيش العراقي، المدنيين في المناطق التي تم تحريرها اليوم عبر مكبرات الصوت إلى التزام منازلهم وعدم الخروج منها لحمايتهم من هجمات قد يشنها "داعش".
القوات العراقية
وقال الملازم أول سعد محمود الخفاجي، للأناضول، إن "قوات الجيش طلبت اليوم عبر مكبرات للصوت من الأهالي في أحياء شرقي الموصل التزام منازلهم وعدم الخروج خشية شن داعش هجمات بقذائف الهاون تستهدف المناطق المحررة".
وأضاف أن "بعض الأهالي التزموا بتعليمات القوات الأمنية واكتفوا بالتلويح من أعلى المنازل بالرايات البيضاء".
أما في الشأن الميداني، بدأت القوات العراقية بقصف مواقع "داعش" البارزة في حيي "الكفاءات الثانية" و"الكندي" المجاورين، شمالي المدينة، تمهيداً لشن هجوم بري.
وقال المقدم نجيب سعد الدليمي، مسؤول شعبة استخبارات الفرقة 16 في الجيش العراقي، للأناضول، إن "وحدة المدفعية في الفرقة وبتنسيق عال مع قوات التحالف الدولي، وجهت ضربات (بصواريخ ذكية) نحو أهداف التنظيم ووحداته الاستراتيجية والتكتيكية وتجمعات مقاتليه".
الدليمي
وأوضح الدليمي، أن "عمليات القصف تمت بناء على معلومات استخباراتية حصلت عليها الطائرات المسيرة للتحالف الدولي عن أهداف التنظيم وأوردتها لوحدة المدفعية العراقية".
وتابع: "الهدف من عمليات القصف المدفعي هو تدمير قدرات التنظيم القتالية والحد من إمكانيته في مواجهة القوات بحيي الكفاءات الثانية والكندي التي تستعد القوات المسلحة العراقية لاقتحامهما في الساعات القادمة".
وأضاف الدليمي، أن "الخسائر التي تكبدها التنظيم جراء القصف كانت كبيرة جدا، وأن المعلومات الأولية الواردة لغرفة الاستخبارات تفيد بأن عددا من القيادات البارزة المحلية والأجنبية قُتلت بهذه العملية".
وعن الاشتباكات في حي الحدباء المجاور لحي الكفاءات الثانية، أشار الدليمي إلى أن "القوات تواصل حرب الشوارع ضد مسلحي التنظيم الذي اتخذوا من المبانِي العالية والمواقع السكنية مقرات لهم في مواجهة قوات التحرير".
ودعا الدليمي سكان الحدباء والكفاءات الثانية والكندي إلى "التزام منازلهم وعدم الخروج منها إلى حين وصول القوات إليهم وأبلغهم بأنهم تحرروا".
ولفت إلى أن "خروج المدنيين إلى الشوارع قبل وصول القوات، يعيق التقدم ويوقع الجنود بأخطاء قد تكون كبيرة ومؤثرة على سير المعارك".
ولقي مئات المدنيين حتفهم وسط المعارك العنيفة التي تدور في الموصل، بينما فر نحو 178 ألف مدني من المدينة وأطرافها منذ انطلاق الحملة العسكرية في الـ17 من أكتوبر/تشرين أول الماضي، وفقاً لإحصائيات الهجرة العراقية، وتم إيوائهم في مخيمات أنشأتها الحكومة العراقية بالتنسيق مع الأمم المتحدة قرب المدينة.
وتتوقع الأمم المتحدة، نزوح ما يصل إلى مليون مدني من أصل 1.5 مليون شخص، يقطنون في الموصل، وسط تحذيرات من كارثة قد تواجه النازحين في مخيمات النزوح نظرا لعدم توفر الخدمات الرئيسية من قبيل وسائل التدفئة وسط البرد القارس.
+ There are no comments
Add yours