يتوجه الناخبون الأمريكيون غدا الثلاثاء، إلى صناديق الاقتراع، في نهاية حملة انتخابية استمرت شهورا، لانتخاب رئيس جديد للبلاد.
وسيتضح غدا ما إذا كان الأمريكيون سيصوتون لصالح مرشحة الحزب الديمقراطي، وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون، أم لصالح مرشح الحزب الجمهوري دونالد ترامب، ليكون الرئيس الـ 45 للولايات المتحدة.
وبالإضافة لانتخاب الرئيس، سيصوت الناخبون أيضا لانتخاب جميع أعضاء مجلس النواب البالغ عددهم 435 عضوا، وثلث الأعضاء الـ 100 لمجلس الشيوخ، كما سينتخبون أعضاء عدد من المجالس المحلية.
ويتم اختيار الرئيس الأمريكي مرة واحدة كل أربع سنوات، بينما يتم اختيار أعضاء مجلس النواب (الغرفة الأولى للبرلمان) مرة كل سنتين، وأعضاء مجلس الشيوخ (الغرفة الثانية للبرلمان)، مرة كل ست سنوات (تجرى الانتخابات كل سنتين لتجديد ثلث الأعضاء).
ويبدأ التصويت في أوقات متفرقة نتيجة وجود ثلاث مناطق زمنية في الولايات المتحدة، وتفتح المراكز الانتخابية أولا في الساحل الشرقي في السادسة صباحا، وتغلق أبوابها بداية من السابعة مساء في بعض الولايات في حين تستمر عملية التصويت حتى منتصف الليل في ولايات أخرى.
وبدأ التصويت المبكر في 37 ولاية أمريكية بالإضافة إلى العاصمة واشنطن، إعتبارا من 26 أكتوبر/ تشرين أول الماضي، وأدلى حوالي 40 مليون ناخب بأصواتهم خلاله، ومن غير المتوقع أن تكون نسبة المشاركة في الانتخابات مرتفعة، حيث ينتظر أن يدلي 150 من أصل 230 مليون ناخب مسجل بأصواتهم.
وشهدت الانتخابات الرئاسية الأمريكية السابقة أيضا نسبة مشاركة منخفضة، ويعتقد أن عدم الاقتناع بالمرشحين هو السبب وراء عزوف كثير من الناخبين عن الإدلاء بأصواتهم.
ووفقا للنظام الانتخابي الأمريكي، قد لا يكون الحصول على النسبة الأكبر من الأصوات كافيا للفوز بالرئاسة، إذ أن من يختار الرئيس هو المجمع الانتخابي المكون من 538 عضوا، والتي تمثل فيه كل ولاية بعدد من الممثلين يساوي عدد أعضائها في مجلسي النواب والشيوخ، كما تمثل فيه العاصمة واشنطن بثلاث مندوبين، ولابد للفائز من الحصول على أصوات 270 مندوبا على الأقل.
وبما أن جميع الولايات الأمريكية ما عدا ولايتي مين ونبراسكا، تمنح أصوات جميع مندوبيها للمرشح الحاصل على النسبة الأعلى من أصوات ناخبي الولاية، فإنه قد يحدث أن يفوز بالرئاسة مرشح لم يحصل على أغلبية أصوات الناخبين في جميع أنحاء البلاد.
وهكذا فإن التركيز سينصب غدا، ليس على نسبة الأصوات التي يحصل عليها كل مرشح، وإنما على عدد الولايات التي فاز بها، خاصة الولايات ذات عدد المندوبين الكبير والتي تأتي كاليفورنيا على رأسها بـ 55 مندوبا، تليها تكساس التي يمثلها 38 مندوبا في المجمع الانتخابي.
ويولي مرشحا الرئاسة أهمية كبيرة للولايات المتأرجحة، التي يتذبب تأييد ناخبيها بين الحزبين، ومن أهمها في الانتخابات الحالية أوهايو، وفلوريدا، وكارولاينا الشمالية، وفيرجينيا، وبنسلفانيا.
وتشير استطلاعات الرأي التي أجريت مؤخرا على مستوى الولايات المتحدة إلى تقدم المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون.
وأظهر استطلاع للرأي أجرته NBC News بالتعاون مع وول ستريت جورنال، بين 3 و5 نوفمبر/ تشرين ثاني الجاري، حصول كلينتون على 44% وتقدمها بأربع نقاط على ترامب، وحصول مرشح حزب “الليبرتاري” (التحرريين) “غاري جونسون” على 6% من الأصوات، ومرشحة حزب الخضر “جيل ستاين” على 2%.
إلا أن استحواذ المرشح الحائز على أعلى نسبة من أصوات الناخبين في الولاية، على جميع أصوات مندوبيها في المجمع الانتخابي، لا يترك أي فرصة لفوز جونسون وستاين.
وتقدمت كلينتون أيضا في استطلاع رأي أجرته واشنطن بوست و ABC News بين 1 و4 نوفمبر/ تشرين ثاني الجاري، حيث حصلت على 48% متقدمة بخمس نقاط على ترامب.
وتستمر كلينتون وترامب في الدعاية الانتخابية اليوم الاثنين أيضا، إذ تزور كلينتون ولايات كارولاينا الشمالية، وميتشغان، وبنسلفانيا، فيما يزور ترامب فلوريدا، وكارولاينا الشمالية، وبنسلفانيا، ونيوهامبشاير، وميتشغان.
وسيتابع كلينتون وترامب نتائج الانتخابات من مركزي حملتيهما في مدينة نيويورك، ومن المخطط أن يلقي كل منهما خطاب النصر أو الهزيمة هناك.
وتجرى الانتخابات الرئاسية الأمريكية كل أربع سنوات، في الثلاثاء الأول من شهر نوفمبر/ تشرين ثاني. واختار يوم الثلاثاء لإجراء الانتخابات في منتصف القرن التاسع عشر، حيث كانت رحلة الناخبين من المناطق البعيدة إلى المدن للإدلاء بأصواتهم ثم العودة إلى مساكنهم في الريف قد تستغرق 3 أيام على ظهور الخيل، ولرغبة المشرعين في الابتعاد عن يوم الأحد الذي يذهب فيه الأهالي إلى الكنائس، وجدوا أن يومي الثلاثاء والأربعاء هما الأنسب، ونتيجة لإقامة الأسواق الأسبوعية في العديد من المدن يوم الأربعاء وقع الاختيار على يوم الثلاثاء لإجراء الانتخابات.
+ There are no comments
Add yours