قال رئيس حكومة الوفاق الوطني في ليبيا فايز السراج إن مشاركته في مؤتمر لندن حول ليبيا جاءت بهدف البحث عن مخرج من الأزمات التي تعيشها البلاد.
وأكد السراج عقب مشاركته في جلسات اليوم الأول من المؤتمر؛ أنه قدم تصورا عن الوضع في بلاده أمام ممثلي الدول المشاركة في المؤتمر.
كسر الجمود
واستضافت العاصمة البريطانية خلال اليومين الماضيين مؤتمرا دوليا دعت إليه الولايات المتحدة وبريطانيا لبحث تعقيدات الأزمة الليبية وسبل حلحلتها في إطار اتفاق الصخيرات.
ويشارك في المؤتمر وفد ليبي يرأسه السراج ووزراء خارجية بريطانيا والولايات المتحدة وإيطاليا والإمارات، بالإضافة إلى ممثلين عن كل من فرنسا والسعودية.
وتتحدث مصادر دبلوماسية في لندن عن مساعي غربية لكسر الجمود الحاصل في الملف الليبي والتفكير في إيجاد حلول للتأزم السياسي المستمر.
وبالموازاة مع انعقاد المؤتمر حذر سفير بريطانيا في ليبيا بيتر ميليت من تفاقم الوضع الأمني وحدوث فوضى وفراغ في المؤسسات في حال لم تتوصل أطراف الأزمة الليبية إلى توافق سياسي.
وحدد بيان للسفير البريطاني نشره مركز الإعلام والتواصل التابع للحكومة البريطانية؛ أهداف مؤتمر لندن في “التأكيد على دعم الأطراف الدولية لاتفاق الصخيرات وكسر الجمود في تنفيذه وإيجاد حلول للمشكلات الاقتصادية التي تواجهها البلاد”.
ويدخل هذا اللقاء في خضم التحركات الإقليمية والدولية للضغط على أطراف الأزمة الليبية من أجل تنفيذ مقتضيات الاتفاق السياسي الذي رعته الأمم المتحدة.
وتوقفت عجلة الاتفاق بعدما رفض البرلمان المعترف به في طبرق التشكيلة الحالية لحكومة الوفاق ومنح السراج فرصة تشكيل حكومة بديلة وتقديمها له من أجل التصويت عليها.
لكن وبينما كان السراج يستعد لبدء مشاورات تشكيل الحكومة الجديدة أطلت حكومة “الإنقاذ” برأسها وشكلت تحالفات مع بعض التشكيلات الأمنية للسيطرة على طرابلس وخلط أوراق السراج.
وينتظر فايز السراج من حلفائه الدوليين مساعدته في استعادة زمام الأمور في طرابلس أمنيا وسياسيا واقتصاديا كي يتمكن من مواصلة مساعي تشكيل حكومة جديدة. غير أن نتائج لقاءات ومؤتمرات سابقة لا تشي بأن مؤتمر لندن سيضيف جديدا على مستوى الأزمة السياسية المستعصية. وهو ما أشار إليه سفير بريطانيا في طرابلس عندما قال “إن دور المجتمع الدولي هو فقط تسهيل الحوار بين الليبيين”.
إنعاش الاقتصاد
وقد خصص اليوم الثاني من لقاء لندن لوضع خطط تسمح بإعادة تنشيط الاقتصاد الليبي وتوجيه الموارد الاقتصادية نحو توفير الخدمات الأساسية للسكان.
ويعاني الاقتصاد الليبي من تبعات الحرب الأهلية والأزمات السياسية المتتالية.. وتشهد البلاد نقصا حادا في السيولة وضعفا في الخدمات الضرورية ما كان له تأثير كبير على حياة الليبيين، حسب توصيف البنك الدولي.
ويقول السراج إنه أطلع المشاركين في اللقاء على التحديات التي تواجه الاقتصاد المحلي. وتحدث السفير البريطاني في ليبيا عن خطة استعجالية تم بحثها خلال المؤتمر تتضمن دعم الاقتصاد عبر توفير السيولة وتقديم التمويلات لبعض المشاريع الحيوية.
المبعوث الأممي إلى ليبيا مارتن كوبلر أبدى ارتياحه لنتائج اللقاء خاصة فيما يتعلق بالشق الاقتصادي. وقال كوبلر في تغريدات على وسائل التواصل الاجتماعي إن “اللقاء كان مثمرا وفعالا” و”تطرق لكيفية إيصال الأموال للشعب الليبي”.
ويبدو أن حكومة السراج هي التي طلبت التركيز على الجانب الاقتصادي خلال لقاء لندن حيث تسود ليبيا حالة من الاستياء جراء عجز حكومة الوفاق عن تأمين الخدمات الأساسية.
وزادت حدة الأزمة بعدما فقدت السيطرة على النفط الذي يعتبر الشريان الرئيسي للاقتصاد الليبي.
ولم يتضح على الفور بصورة دقيقة شكل التدخل الغربي لإنعاش الاقتصاد الليبي؛ لكن خبراء يتوقعون أن تقدم الدول الغربية هبات مالية وتمويلات تمكن حكومة الوفاق من ضمان تشغيل المرافق الحيوية لقطع الطريق على خصومها في حكومة “الإنقاذ” الذين يسعون للسيطرة بشكل كامل على العاصمة بحجة عجز الوفاق عن خدمة الشعب.
+ There are no comments
Add yours