تركيا، هذا البلد الذي اكتسح أسواق الدراما حول العالم، ليصبح ثاني بلد مصدّر للمسلسلات التلفزيونية بعد الولايات المتّحدة الأمريكية، يعتزم رفع حصّته من السوق العالمية، عبر الزيادة في إيراداته المقدرة سنويا بنحو 350 مليون دولار لبلوغ المليار دولار بحلول عام 2023، وفق غرفة تجارة إسطنبول «إيتو».
إلهان سويلو ومحمود أوزدن، عضوان بلجنة غرفة تجارة إسطنبول المكلفين بالترويج لـ «المنتوج التركي» في معرض «ميبكوم»، والذي اختتم فعالياته أمس بمدينة «كان» الفرنسية، تحدّثا للأناضول عن تطور سوق الدراما التركية وأهدافها بحلول 2023، في إطار الدورة 32 من هذا المعرض المخصص للإنتاج السمعي البصري حول العالم.
ويعتبر سوق «ميبكوم» الذي انطلق الإثنين الماضي، من أهمّ الأحداث التي تجمع المتخصّصين في قطاع الإعلام والترفيه، بهدف تعزيز فرص التعاون واكتشاف قنوات جديدة لإطلاق وتطوير المشاريع.
أوزدن أشار إلى أنّ سوق الدراما التركية تنعقد تحت راية لجنة «ميبكوم» لغرفة تجارة إسطنبول «إيتو»، والتي أنشئت العام الماضي بمناسبة اختيار تركيا ضيف شرف في هذه التظاهرة الدولية. وأضاف أنّ هذه اللجنة التي تضم أبرز المنتجين الأتراك، علاوة على بعض كوادر الوزارات والجامعات، وتمكّن من «وضع استراتيجية مشتركة» للقطاع بأكمله، تعدّ الأولى من نوعها في تركيا.
وعن الدور المحوري لهذه اللجنة، أوضح أوزدن أنّ منتجي المسلسلات التركية تمكّنوا، من خلالها، من «الاستماع إلى بعضهم البعض وتحقيق مصالحهم المشتركة»، ضمن تعاون يبدو ضروريا بشكل متزايد، مع بلوغ مسلسل تركي واحد إلى بلد معيّن، ما يسهّل تبعا لذلك عملية بيع مسلسلات أخرى للدولة نفسها».
* الأتراك نظّموا نصف تظاهرات «ميبكوم» المرتبطة بالمسلسلات التلفزيونية: رغم أن اليابان تعتبر ضيف شرف الدورة الحالية من المعرض الدولي، إلاّ أنّ تركيا تظلّ واحدة من البلدان الأكثر نشاطا في مهرجان «ميبكوم»، وفق سويلو.
عضو لجنة غرفة تجارة إسطنبول، لفت إلى أنّ «حضور اليابان بدا غير مرئي تقريبا مقارنة مع الأنشطة التي قامت بها تركيا العام الماضي»، أي حين كانت ضيفة شرف التظاهرة.
ومثالا على ما تقدّم، تطرّق سويلو إلى الإعلانات التركية المعروضة على طول شارع الـ «كروازيت»، حيث يقع قصر مهرجان «كان»، إلى جانب التظاهرات المنتظمة في العديد من الفنادق المطلة على هذا الشارع». الأتراك هم من قاموا بتنظيم نصف هذه التظاهرات»، يتابع، «ما نجم عنه حضور باهر بنظر الدول المشاركة، (خصوصا وأن) هذه الأماكن تخضع لمبدأ الانتقائية ويصعب بالتالي الوصول إليها بالنسبة للغالبية العظمى» من المشاركين.
حضور بارز فسّره أوزدن بأن الاستعانة بتركيا لم تكن من أجل إنتاجها الدرامي فحسب، وإنما أيضا لخبرتها في مجال التسويق.
وأشاد بحصول شركة الإنتاج التركية «انتر ميديا»، الاثنين الماضي، على حقوق مبيعات الأعمال السمعية البصرية لشركة «سيكوا» الإسبانية العاملة في قطاع الإنتاج، إلى جميع أنحاء العالم باستثناء البلدان الناطقة بالإسبانية، ما يعد مثالا لنجاح «الخبرات التركية»، على حدّ تعبيره. الدراما التركية تستهدف المليار دولار: وعن الأهداف المستقبلية للدراما التركية، قال سويلو إن القطاع يسعى إلى تحقيق إيرادات بقيمة مليار دولار، في تقدير وصفه بـ «المتحفّظ» نظرا لإمكانات هذا المجال، وللنقلة النوعية التي حققها من خلال «قفزه من الصفر تقريبا على مستوى عائداته إلى 350 مليون دولار في غضون عقد من الزمن، ما يعني أن الوصول إلى المليار أمر يسير». وتابع: «يمكن تجاوز هذا الرقم، في حال تلقّى القطاع الدعم عبر الإجراءات القانونية والمالية». ويأمل المنتجون الأتراك تبسيط الإجراءات الإدارية في تركيا أو التخفيض في تكلفة التصوير في إسطنبول، هذه المدينة التي احتضنت مواقع التصوير للسواد الأعظم من المسلسلات التركية المصدّرة للخارج.
سويلو أعرب أيضا عن استعداد المنتجين للوصول إلى أسواق شرق آسيا وجنوبها، حيث من المنتظر أن يشارك وفد تركي في «منتدى تلفزيون آسيا» (Asia TV Forum) الذي سيعقد، في ديسمبر القادم بسنغافورة، ما يشكّل فرصة أولى لدخول أسواق جديدة.
ووفق المصدر نفسه، فإنّه بإمكان الدراما التركية الوصول إلى مثل هذه الأسواق، وذلك اعتمادا على الشعبية الواسعة التي تحظى بها المسلسلات الآسيوية في تركيا. وأضاف «سويلو» أنه «اذا كان المسلسل القادم من بلد أجنبي يحظى بشعبية في وطنك، فمن البديهي أن تزيد بالتالي فرصة تحقيق مسلسلاتك شعبية في ذلك البلد، خاصة وأن الدراما التركية اقتحمت البلقان وأوروبا إلى حد ما، علاوة على الشرق الأوسط وآسيا الوسطى وأمريكا اللاتينية، بمعنى أن اجتياح المناطق الآسيوية سيمكن مسلسلاتنا من زيادة تأثيرها في العالم بأسره».
المسلسل التركي.. هل يصبح علامة تجارية مسجّلة؟ علاوة على ما تقدّم، تهدف غرفة تجارة إسطنبول أيضا إلى ضمان استدامة الدراما في العالم، ما من شأنه أن يجعل من المسلسل التركي علامة تجارية.
وخلافا للمسلسلات التي بلغت ذروة شعبيتها في تسعينيات القرن الماضي، لم تعد الدراما التركية تولي أهمية للتصوير من داخل الاستديوهات بل توجّهت نحو المدينة والحياة اليومية.
وتختلف المسلسلات التركية الحديثة، إلى حد كبير، عن تلك المصورة في الماضي، بفضل تنوع المواضيع التي تتناولها، وفق سويلو.
+ There are no comments
Add yours