قال وفد نيابي تركي “متعدد الأحزاب” اليوم الجمعة، إن المحاولة الانقلابية الفاشلة التي تعرضت لها بلادهم منتصف يوليو/تموز الماضي، أظهرت مدى الوحدة والوئام بين كافة أطياف الشعب التركي.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده النواب الأتراك، علي أرجشكون، وفوزي شافويردي، من (حزب العدالة والتنمية)، وألطان تان (حزب الشعوب الديموقراطي المعارض) وسيردال كويوجولو (حزب الشعب الجمهوري المعارض) في ختام برنامج زيارتهم للمملكة الأردنية، التي بدأوها أمس الأول الأربعاء.
وأضاف “أرجشكون” في المؤتمر الذي عقد بمقر السفارة التركية بعمان “هدفنا الأساسي من الزيارة هو إلقاء الضوء وإعطاء المعلومات الصحيحة للشعب الأردني عن محاولة الانقلاب الفاشلة (…) وقد أفشلت المحاولة بفضل توحد الشعب التركي بكل أطيافه دون النظر للاختلاف السياسي”.
وتابع “النقطة التي لابد من الإشارة اليها، هي أن كل وسائل الإعلام كانت ضد محاولة الانقلاب، ونحن ممتنون لهم جميعاً، فزملاؤكم في تركيا تصدوا لهذه المحاولة بكل مهنية”.
وأشار أن “المحاولة الانقلابية أثبتت لنا أنه لا فرق بين منظمة (فتح الله) غولن، و(تنظيم) داعش، والمنظمات الإرهابية الأخرى في العالم”.
وأردف “منذ تلك الليلة تم ترتيب مظاهرات داعمة للحكم الشرعي في 81 مدينة تركية مؤيدة للحكم، وقد جاءت من أجل الدفاع عن الديموقراطية واستمرت حتى 14 أغسطس/آب وهو وقت المظاهرة الكبيرة التي شارك بها رئيس الجمهورية (رجب طيب أردوغان) وسياسيو الدولة، والشعب، وقد شارك في المظاهرات التي عمت أنحاء البلاد نحو 15 مليون تركي”.
وتابع “نحن نثمن إغلاق الأردن للمدرسة التابعة لمنظمة غولن قبل محاولة الانقلاب، وقد كانوا سباقين في مبادرة منهم، والمدرسة تابعة لشركة، وهذه الشركة لا زالت عاملة في الأردن، والتي قد تؤثر على العلاقات الثنائية في المستقبل”.
من جانبه قال سيردال كويوجولو، إن “المجتمع التركي اتحد في هذه الفترة بكل ألوانه وأطيافه من أجل الوطن والديموقراطية (…) ونحن في إعادة تأسيس الجمهورية ولا يمكن لحزب واحد أن يقوم بهذا، وبعد 15 يوليو / تموز أثبتنا أنه بإمكاننا أن نقوم بهذه المبادرة”.
من جهته ، لفت ألطان تان، إلى أن “أول قاعدة أساسية في الديموقراطية، هو أن تقوم بما تود به ضمن معايير ديمقراطية، لذلك نحن تصدينا لهذه المحاولة (الانقلابية) منذ البداية، لأنها لو نجحت لأدخلت تركيا في مرحلة الحرب الأهلية، وأعتقد أنها الحدث الأول والمرة الأولى التي تحدث في المنطقة، وهي أن جميع الأحزاب اتحدوا من أجل الوطن”.
وتساءل فوزي شافويردي، عن سبب قيام هذه المحاولة مع وجود حكومة حصلت على نسبة 50% وحققت نجاحات في مختلف المجالات، “فعلى الرغم من أن الدول الأوروبية تواجه مشاكل اقتصادية على مستوى النمو حققت تركيا النمو (…) المحاولة ليست مشكلة تركية فقط وإنما مشكلة للمنطقة، وهناك بعض الكيانات والأطراف في المنطقة لا يسرها نموذج تركيا الناجح (…) ولكن اللعبة التي يريدون لعبها في المنطقة باتت مكشوفة”.
وفي معرض رده على الأسئلة التي وجهها الصحفيون للنواب الأتراك، أوضح أرجشكون “أن تطوير العلاقات مع دول الجوار وضع طبيعي، وهذا ما يجب أن يكون، وفيما يخص الملف السوري من الضروري أن نقوم بخطوات مشتركة مع دول الجوار، والخط الأحمر بالنسبة لنا هو النيل من وحدة الأراضي السورية والعراقية”.
ولفت “أرجشكون” إلى أن “تركيا في علاقاتها لم تتحرك لمصالحها فقط وإنما للحقوق والعدالة أيضاً، لذلك سنستمر في هذا المنظور بعلاقاتنا مع فلسطين وإسرائيل”.
يشار إلى أن الوفد النيابي التركي وصل الأردن في ساعة متأخرة من مساء الأربعاء الماضي، وبدأ برنامج زيارته الخميس، بإجراء لقاءين منفصلين مع لجنتي “الصداقة الأردنية التركية” و “الشؤون الخارجية” في مجلس الأعيان (الغرفة الثانية للبرلمان)، أعقبه لقاء مع رئيس تحرير جريدة الرأي (حكومي) ونقيب الصحفيين طارق المومني، كما شارك في حلقة نقاشية حول تحولات السياسة الخارجية التركية، واختتم الوفد برنامج اليوم، وسيغادر صباح الغد.
وشهدت العاصمة أنقرة ومدينة إسطنبول، منتصف الشهر الماضي، محاولة انقلاب فاشلة نفذتها عناصر محدودة من الجيش، تتبع لمنظمة (فتح الله غولن) الإرهابية، حاولوا خلالها السيطرة على مفاصل الدولة، ومؤسساتها الأمنية والإعلامية.
وقوبلت المحاولة الانقلابية باحتجاجات شعبية عارمة في معظم المدن والولايات التركية؛ إذ توجه المواطنون بحشود غفيرة تجاه البرلمان ورئاسة الأركان بالعاصمة، والمطار الدولي بمدينة إسطنبول، ومديريات الأمن في عدد من المدن، ما أجبر آليات عسكرية كانت تنتشر حولها على الانسحاب مما ساهم بشكل كبير في إفشال المخطط الإنقلابي.
جدير بالذكر أن عناصر منظمة “فتح الله غولن” الإرهابية قاموا منذ أعوام طويلة بالتغلغل في أجهزة الدولة، لا سيما في الشرطة والقضاء والجيش والمؤسسات التعليمية؛ بهدف السيطرة على مفاصل الدولة؛ الأمر الذي برز بشكل واضح من خلال المحاولة الانقلابية الفاشلة. –
+ There are no comments
Add yours