قال رئيس الوزراء التركي، بن علي يلدريم، إن حكومته كانت تنتظر من الديمقراطيات المتقدمة تضامنها معها على خلفية محاولة الانقلاب الفاشلة، من خلال مجيء الجميع إلى تركيا، إلا أنهم لم يفعلوا ذلك.
جاء ذلك في كلمة ألقاها يلدريم خلال مأدبة عشاء أُقامها في قصر “جانقايا” بالعاصمة التركية أنقرة، على شرف رؤساء البعثات الدبلوماسية الأجنبية المقيمة في تركيا.
وقال يلدريم: “كنا ننتظر من أصدقاءنا أن يستنكروا بشدة ذلك الانقلاب فوراً، وأن يعربوا عن تضامنهم مع ديمقراطية تركيا ونجاحها بالشكل الأمثل”، معربًا عن شكره للدول المتضامنة مع بلاده ضد الانقلابيين.
وأشار يلدريم إلى أن المجموعة الإرهابية المتمثلة بمنظمة “فتح الله غولن (الكيان الموازي)” الإرهابية، “حاولت إسقاط الحكومة الشرعية المنتخبة عبر إراقة الدماء بالدبابات والمدافع والأسلحة، واستهدفت الديمقراطية التركية، إلا أنها فشلت في تحقيق هدفها بسبب عدّة أمور لم تحسب لها أي حساب”.
وأضاف يلدريم: “من بين الأمور التي لم يحسب الانقلابيون لها الحساب، وجود رئيس جمهورية منتخب يحب شعبه أكثر من نفسه، وحكومة تعتبر الحفاظ على أمانة الأمة وظيفة كرامة بالنسبة لها، فضلًا عن 79 مليون مواطن يتمتعون بالاستقلال الكامل”.
من جهة أخرى، أشار يلدريم إلى استمرار منظمة “بي كا كا” الإرهابية في تنفيذ الهجمات الإرهابية وقتل المدنيين والشرطة والجنود بوحشية ودون تمييز بين الأطفال والنساء والرجال، معربًا عن إدانته لجميع الممارسات التي تنتهجها التنظيمات الإرهابية ضد الأبرياء في أنحاء العالم لخلق الفوضى والعنف.
وشهدت العاصمة أنقرة ومدينة إسطنبول، منتصف يوليو/تموز الماضي، محاولة انقلاب فاشلة نفذتها عناصر محدودة من الجيش تتبع منظمة “فتح الله غولن”، وحاولت خلالها السيطرة على مفاصل الدولة ومؤسساتها الأمنية والإعلامية.
وقوبلت المحاولة الانقلابية باحتجاجات شعبية عارمة في معظم المدن والولايات التركية؛ إذ توجه المواطنون بحشود غفيرة تجاه البرلمان ورئاسة الأركان بالعاصمة، والمطار الدولي بمدينة إسطنبول، ومديريات الأمن في عدد من المدن؛ ما أجبر آليات عسكرية كانت تنتشر حولها على الانسحاب، وساهم بشكل كبير في إفشال المخطط الانقلابي.
جدير بالذكر أن عناصر منظمة “فتح الله غولن” قاموا منذ أعوام طويلة بالتغلغل في أجهزة الدولة، لا سيما في الشرطة والقضاء والجيش والمؤسسات التعليمية؛ بهدف السيطرة على مفاصل الدولة، الأمر الذي برز بشكل واضح من خلال المحاولة الانقلابية الفاشلة. ويقيم غولن في الولايات المتحدة منذ عام 1999، وتطالب تركيا بتسليمه، من أجل المثول أمام العدالة.
+ There are no comments
Add yours