شهدت بعض المدن الأوروبية، اليوم السبت، مسيرات ووقفات نظمها مواطنون أتراك ومن جنسيات أخرى، أمام ممثليات دبلوماسية تركية، رفضًا للمحاولة الانقلابية الفاشلة، التي شهدتها البلاد أمس.
وبحسب مراسلنا، تجمع حوالي 200 تركي، أمام السفارة التركية في العاصمة البلجيكية بروكسل، بينهم سياسيون من أصول تركية، وأعضاء في منظمات المجتمع المدني.
وعبّر المتظاهرون، بالتصفيق والهتافات، عن دعمهم للحكومة الديمقراطية في تركيا، ضد المحاولة الفاشلة للانقلاب عليها، وسط ترديد هتافات مناهضة للانقلاب والانقلابيين.
وعلى صعيدٍ آخر، وفي العاصمة البريطانية لندن، تجمع مئات الأشخاص أمام مقر رئاسة الوزراء، ورفعوا الأعلام التركية، ولافتات مكتوب عليها شعارات من قبيل “لا للانقلاب”، “يحيا أردوغان”، “تحيا الديمقراطية”، “غولن (زعيم منظمة إرهابية تحمل اسمه) الخائن”.
وشارك في الاحتجاج أعضاء منظمات مجتمع مدني إسلامية في البلاد، كما وأعرب المارة عن تأييدهم ودعمهم للمحتجين.
كما تجمع آلاف الأشخاص، أمام السفارة التركية في العاصمة الألمانية برلين، معربين عن إدانتهم الشديدة ورفضهم للانقلاب الفاشل.
وفي إيطاليا، تجمع حوالي 200 شخص، أمام مبنى القنصلية التركية العامة في مدينة ميلانو شمالي البلاد، وهتفوا بشعارات داعمة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وللحكومة التركية، وأعربوا عن إدانتهم للمحاولة الانقلابية الفاشلة.
ورفعت المجموعة أعلام تركيا وإيطاليا والجزائر، ودعت بالرحمة لمن فقدوا أرواحهم خلال تصديهم للانقلاب الدموي الفاشل.
إلى ذلك تجمع مئات من البوسنيين والأتراك، في ميدان “باشتشارشيه”، بسراييفو عاصمة البوسنة والهرسك، وأعربوا عن رفضهم لمحاولات الانقلاب على الديمقراطية في البلاد، وتأييدهم للشرعية.
وشهدت العاصمة أنقرة ومدينة إسطنبول، في وقت متأخر، من مساء أمس، محاولة انقلابية فاشلة، نفذتها عناصر محدودة من الجيش، تتبع لـ”منظمة الكيان الموازي” الإرهابية ( جماعة فتح الله غولن)، حاولوا خلالها إغلاق الجسرين اللذين يربطان الشطرين الأوروبي والآسيوي من مدينة إسطنبول (غرب)، والسيطرة على مديرية الأمن فيها وبعض المؤسسات الإعلامية الرسمية والخاصة، وفق تصريحات حكومية وشهود عيان.
وقوبلت المحاولة الانقلابية، باحتجاجات شعبية عارمة في معظم المدن والولايات، إذ توجه المواطنون بحشود غفيرة تجاه البرلمان ورئاسة الأركان بالعاصمة، والمطار الدولي بمدينة اسطنبول، ومديريات الأمن في عدد من المدن، ما أجبر آليات عسكرية كانت تنتشر حولها على الانسحاب مما ساهم بشكل كبير في إفشال المخطط الانقلابي.
وفي وقت سابق اليوم، عقد البرلمان التركي، جلسة اسثنائية لمناقشة التطورات الأخيرة لم قام به الإنقلابيون، ألقى خلالها رئيس الوزراء، بن علي يلدريم، كلمة قال فيها إن “الـ15 من تموز/يوليو (يوم المحاولة الانقلابية) بات عيدًا للديمقراطية في البلاد، والدفاع عنها”، مشيرا أن من “محاولة الانقلاب انقلبت على منفذيها”.
وأعرب البرلمان، عن إدانته الشديدة للمحاولة الانقلابية الفاشلة، وقصف الانقلابيين لمقره، رافضًا المساس بإرادة الشعب.
جاء ذلك في بيانٍ مشتركٍ، أصدرته اليوم عقب انتهاء الجلسة الاستثنائية، الأحزاب السياسية الأربعة الممثلة في البرلمان، وهى “العدالة والتنمية” الحاكم، و”الشعب الجمهوري” زعيم المعارضة، و”الحركة القومية”، و”الشعوب الديمقراطية” المعارضين.
ومن المنتظر أن يعقد رئيس البرلمان، إسماعيل قهرمان، جلسة الثلاثاء المقبل، في تمام الساعة 15: 00 بالتوقيت المحلي، (12: 00 غرينتش)، لمناقشة تداعيات الأحداث. –
+ There are no comments
Add yours