تواصلت الإدانات العربية والإسلامية لتفجيرات شهدتها السعودية، أمس الإثنين، وأسفرت عن سقوط 9 قتلى بينهم 4 رجال أمن.
ففي طهران، أدان المتحدث باسم الخارجية، بهرام قاسمي، اليوم الثلاثاء، تفجيرات السعودية، وقدّم مواساته لأسر الضحايا، حسب وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا).
وقال إنه “مثلما جري الإعلان مراراً من قبل الجمهورية الإسلامية الإيرانية، فإن الإرهاب مُدان بشدة بأي شكل كان، وفي أية نقطة من العالم، ويجب التصدي الحازم والجاد من قبل جميع الدول لمصادره وأسبابه والضالعين فيه”.
وأضاف “الإرهاب منفلت الزمام الذي نشهده اليوم خاصة في المنطقة، أثبت بأن هذه الظاهرة البغيضة لا تعرف حدوداً ولا جنسية، ولا حل لها سوي إيجاد إجماع وتضامن دولي وإقليمي ضدها”.
وإيران الشيعية والسعودية السنية، القوتان الإقليميتان الكبيرتان، على خلاف، بسبب عدد من القضايا الإقليمية، وخصوصاً النزاع في سوريا واليمن.
وقطعت الرياض علاقاتها الدبلوماسية مع طهران، في يناير/كانون ثان الماضي، بعد مهاجمة متظاهرين، كانوا يحتجون على إعدام السعودية لرجل دين شيعي، لسفارتها في طهران، وقنصليتها في مدينة مشهد الإيرانية.
وفي بغداد، أدانت وزارة الخارجية العراقية تفجيرات السعودية.
وقال أحمد جمال، المتحدث باسم الخارجية في بيان إن “العراق يدين وبشدّة الاعتداءات الإرهابية التي تعرض لها المسجد النبوي الشريف بالمدينة المنورة، ومسجد محلي في مدينة القطيف السعودية، ويشير إلى أن مثل هذه الجرائم النكراء، التي تستهدف الاماكن المقدسة ودور العبادة والمساجد، تبيّن انحراف وشذوذ الفكر الذي تحمله العصابات التكفيرية كداعش وغيرها من التنظيمات المتطرفة”.
جمال أضاف أن “الحواضن الفكرية التي وفّرت المنابر لأئمة التكفير وخطباء التحريض هي المسؤولة عن انتهاك حرمة مقام الرسول الأكرم (خاتم المرسلين) ومن الواجب التصدي لها والقضاء عليها”.
أيضاً، أدان التفجيرات إئتلاف “متحدون للإصلاح” في البرلمان العراقي بزعامة أسامة النجيفي.
الائتلاف (وهو كتلة سنية تضم 25 نائبًا في البرلمان العراقي المكون من 328 نائبا) قال في بيان له: “منذ البدء كنّا نؤكد أن الاٍرهاب لا دين ولا جنسية له، وأن الارهابيين لا يعترفون بحدود أو سقف لجرائمهم”.
وتابع: “اليوم وحين تمتد اليد السوداء لتنفذ هجمات انتحارية جديدة في المملكة العربية السعودية الشقيقة، فإن هذه الجرائم تؤكد أن الدم المسال في العراق هو ذات الدم المسال في السعودية، والقوة العمياء التي تقف وراء هذا النهج الدموي هي ذاتها؛ ما يقتضي ان يكون الجهد الذي ينتصر للحق والمبادئ واحدا متعاونا متناسقا”.
وفي لبنان، أدانت وزارة الخارجية الهجمات في السعودية.
وقالت في بيان تلقت الاناضول نسخة منه: “ندين بأشد العبارات الهجمات الإرهابية الغاشمة التي استهدفت المملكة العربية السعودية”.
وأضافت “مجدداً، نكرر بأن القوى الظلامية ومن يقف وراءها لن تتمكن من النيل من عزيمة شعوبنا التي ستتصدى بشجاعتها ووحدتها لوحش الإرهاب الذي لا يعرف حدودا ولا يعترف بدين”.
ورأت أن هذه “الهجمات وما تحمله من رسائل في أكثر من اتجاه، ولاسيما الإرهاب الأعمى الذي ضرب المدينة المنورة، هدفها إثارة النعرات الطائفية والمس بالمقدسات الدينية”.
واعتبرت أن هذه الهجمات الارهابية “تعيد إلى الواجهة ضرورة تكاتف دول المنطقة إزاء مسلسل إراقة الدماء وجرائم الإرهاب المتربص شراً بها”.
وأكدت “تضامنها الكامل مع المملكة العربية السعودية الشقيقة ودعمها للجهود التي تبذلها في تثبيت الأمن والاستقرار ودرء أي سوء قد يطال أرضها واستقرارها”.
أيضا، أدان التفجیرات “حزب الله”، وقال فی بیان بثته قناة “المنار” التابعة له عبر موقعها الإلكتروني، إن هذه “التفجیرات التی استهدفت أقدس الأماكن فی بلاد الحرمین الشریفین، فی أقدس الأوقات، فی الأیام الأخیرة من شهر رمضان المبارك، هی مؤشر آخر علي استخفاف الإرهابیین بكل مقدسات المسلمین، وبكل ما أجمعوا علي احترامه من أیام وأماكن، بما یؤكد انسلاخهم عن الأمة والدین الحنیف”.
ورأى أن “ما قام به هؤلاء الإرهابیون مساء الإثنين، وما قاموا به خلال الأیام الماضیة من جرائم بشعة فی تركیا والعراق وبنغلادش ولبنان وغیرها، یؤكد أن هذا الوباء الخطیر بات بحاجة إلي معالجة جدیة ومختلفة وتضامن سیاسی وشعبی واضح لاجتثاث هذا الورم الخبیث من جذوره”.
وشدد “حزب الله” على “أن استفحال الإجرام التكفیری ینبغی أن یدفع الدول والحكومات والمنظمات الدولیة والإقلیمیة إلى مراجعة فكریة شاملة لموقفها من الإرهاب وتسلیحه وتمویله ودعمه سیاسیاً وإعلامیاً وتغطیة جرائمه وایجاد المبررات لها، خاصة بعدما تبین أن بعض الجهات الداعمة والمؤیدة له أصبحت بدورها من أبرز ضحایاه”.
وتعتبر السعودية “حزب الله” اللبناني الشيعي أحد أذرع إيران في المنطقة.
وإضافة إلى قوات من “الحرس الثوري الإيراني”، يخوض الحزب، الذي يتمتع بنفوذ سياسي قوي في لبنان، معارك إلى جانب قوات نظام بشار الأسد، الذي تسعي السعودية إلى الإطاحة به.
وفي 19 فبراير/شباط الماضي، أعلنت السعودية إجراء مراجعة شاملة لعلاقاتها مع بيروت، وتضمن ذلك وقف المساعدات السعودية للجيش وقوى الأمن في لبنان؛ احتجاجا على “المواقف اللبنانية المناهضة للمملكة على المنابر العربية والإقليمية والدولية في ظل مصادرة ما يسمى حزب الله اللبناني لإرادة الدولة”.
وفي 11 مارس/آذار الماضي، قرر مجلس وزراء الخارجية العرب، في نهاية اجتماعه بمقر الجامعة العربية بالقاهرة، اعتبار “حزب الله” “منظمة إرهابية”.
وقبلها في الثاني من الشهر ذاته، قررت دول “مجلس التعاون لدول الخليج العربية” اعتبار “حزب الله”، بكافة قادته وفصائله والتنظيمات التابعة له والمنبثقة عنه، “منظمةً إرهابية”.
وزارة الخارجية التونسية من جهتها، أدانت “بشدة” تلك التفجيرات، وقالت في بيان إن “تونس تجدّد دعوتها إلى المجتمع الدولي بأسره للتوحد لمحاربة هذه الآفة التي لا حدود إنسانية أو أخلاقية أو دينية لإجرامها، وإحباط مخططات الإرهابيين الهادفة إلى زعزعة أمن الدول واستقرارها”.ووفق البيان، أكّدت تونس تضامنها الكامل مع المملكة العربية السعودية في جهودها الرامية إلى مكافحة آفة الارهاب، وتأييدها لكل الإجراءات التي تتخذها لضمان سلامة أراضيها وأمن مواطنيها وزوار بيت الله الحرام.
الهيئة العليا للمفاوضات لقوى الثورة والمعارضة السورية، هي الأخرى أدانت التفجيرات ووصفتها بـ”العدوان الإرهابي المتصاعد على المملكة العربية السعودية”، مؤكدة وقوفها مع “أشقائها وأخوتها في المملكة”.
وفي بيان صدر عن الهيئة وصل الأناضول نسخة منه، قالت: “ندرك أخطار استهداف الأماكن المقدسة، ومنها المسجد النبوي الشريف”، مشيرة إلى أن تلك التفجيرات “هي جرائم مريعة ينبغي أن يهب العالم كله لردعها وإيقافها، و كبح جنون من يخططون لها ويدعمون تنفيذها”.
وشددت على أن”التهديدات المعلنة تشير إلى المجرمين، وعلى دول العالم كله أن تقف بحزم وحسم لصد هذا العدوان الذي يريد تحويل المنطقة كلها إلى ساحات دماء، بدوافع طائفية و توسعية لدى من يحملون أحقاداً تاريخية ومشاريع عدوانية، تهدف إلى السيطرة على البلدان العربية والإسلامية”.
وفي فلسطين، أدانت حركة “حماس” تفجيرات االسعودية، ووصفتها بـ”الإجرامية”.
وقالت الحركة في بيان وصل الأناضول نسخةً منه إن “استهداف المسجد النبوي هو تحدٍ لكافة المسلمين في بقاع الأرض، واستفزاز لمشاعرهم، لما تمثله هذه البقعة الطاهرة من رمزية دينية كبيرة لكل المسلمين”.
ووصفت “حماس” التفجيرات بـ”الإجرامية”، مؤكدة وقوفها إلى جانب السعودية في مواجهة هذا الإجرام والاستهداف لعقيدة الأمة.
من جانبه، قال نائب رئيس الحركة الإسلامية في إسرائيل كمال الخطيب، للأناضول إن “الإرهاب الداعشي الذي استهدف مدينة رسول الله وبلاد المسلمين مثل تركيا هدفه ضرب مقومات الرسالة الحضارية التي يحملها الإسلام”.
وحذّر الخطيب من أن “موسم الحج القادم سيكون مساحة للتخريب من هؤلاء حيث طالب أولياء أمر الحج أخذ التدابير لتفادي ما يخطط له”.
بدوره، قال رئيس البرلمان العربي أحمد الجروان، في بيان اطلعت الأناضول على نسخة منه، إن هذه “العمليات والمحاولات اليائسة للعبث في أمن بلاد الحرمين جرائم لا تمت لأي دين بصلة، بل تخالف صريح الدين بضرورة الحفاظ على أمن وسلامة الأراضي المقدسة”.وأمس الإثنين، أدانت كل من الأردن ومصر والإمارات والبحرين، وجامعة الدول العربية، والاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، ومنظمة التعاون الإسلامي، والمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، التفجيرات ذاتها.
ووقعت 3 تفجيرات “انتحارية” في ثلاث مدن سعودية، على مدار يوم الإثنين، أحدها قرب القنصلية الأمريكية في جدة (غرب) وأسفر عن مقتل “الانتحاري”، والثاني قرب الحرم النبوي في المدينة المنورة (غرب) وأسفر عن مقتل “الانتحاري” منفذ الهجوم و4 من رجال الأمن، والثالث قرب مسجد في القطيف شرق المملكة، ونتج عنه سقوط 3 قتلى (لم تعرف هويتهم)، حسب بيان لوزارة الداخلية السعودية.
وحتى الساعة 13.20 تغ من اليوم الثلاثاء، لم تعلن أية جهة مسؤوليتها عن تلك التفجيرات.
+ There are no comments
Add yours