يصل رئيس الوزراء التركي، أحمد داود أوغلو، اليوم الأربعاء، إلى قطر في زيارة رسمية، تستغرق يومين.
وقال بيان صادر عن رئاسة الوزراء التركية، إن “داود أوغلو، سيلتقي خلال زيارته التي تستمر يومين، كلاً من أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، ورئيس الوزراء، وزير الداخلية، الشيخ عبدالله بن ناصر بن خليفة آل ثاني”.
وأوضح البيان، أن داود أوغلو، سيبحث خلال الزيارة العلاقات التركية القطرية، إضافة إلى التطورات الإقليمية والدولية.
وفي إطار الزيارة، سيلتقي رئيس الوزراء التركي، مع رجال أعمال أتراك وقطريين، ويزور القوات التركية في الأراضي القطرية، ويلقي محاضرة في جامعة قطر.
وكانت لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان التركي، قد صادقت في 5 مارس / آذار 2015، على “اتفاق تعاونٍ عسكري” بين تركيا وقطر، يتيح تبادل خبرات التدريب العملياتي، وتطوير الصناعات العسكرية، مع إمكانية تبادل نشر قوات مشتركة بين البلدين إذا اقتضت الحاجة، وإجراء مناورات عسكرية مشتركة.
وهذه الزيارة هي الأولى لمسؤول تركي إلى قطر بُعيد تولي أنقرة رئاسة الدورة الحالية للقمة الإسلامية التي عقدت، في 14-15 إبريل/ نيسان الجاري، بمدينة إسطنبول، وشارك فيها أمير قطر، ما يشكل فرصة هامة لبحث سبل تعزيز التعاون بين الدول الإسلامية، والمضي قدما في سبيل تحقيق أهداف منظمة “التعاون الإسلامي”.
ويُعد اللقاء المرتقب بين داود أوغلو، وأمير قطر، الثاني خلال أسبوعين، والثالث خلال 3 شهور، حيث سبق أن التقيا على هامش القمة الإسلامية، في إسطنبول يوم 15 إبريل/ نيسان الجاري، وذلك بعد نحو شهرين من لقاء جمعهم في ذات المدينة، يوم 12 فبراير/ شباط الماضي، وجرى خلالهما بحث العلاقات الثنائية ومناقشة عدد من القضايا الإقليمية والدولية.
وتأتي زيارة داود أوغلو، إلى قطر، بعد أقل من 5 أشهر من الزيارة التي قام بها الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إلى الدوحة، في 1 ديسمبر/ كانون أول الماضي، وتم خلالها انعقاد الاجتماع الأول لـ”الجنة الاستراتيجية العليا” بين البلدين، التي أُسست بعد توقيع زعيما البلدين، مذكرة تفاهم مشتركة بهذا الخصوص، في العاصمة أنقرة، في 19 من الشهر نفسه، عام 2014.
وترجمة للتعاون المتنامي، تم خلال تلك زيارة أردوغان، توقيع 17 اتفاقية بين البلدين في عدة مجالات.
وعلى هامش الزيارة نفسها، وقعت كل من شركة “خطوط أنابيب نقل البترول التركية” (بوتاش)، وشركة “النفط الوطنية القطرية”، مذكرة تفاهم أولية لاستيراد أنقرة الغاز الطبيعي المسال من الدوحة، على المدى الطويل وبشكل منتظم.
وبدأ الجانبان بالإعداد من أجل تشكيل أرضية للاتفاق الأساسي، ومن المنتظر أن يتم التوقيع على الاتفاق الذي يحتوي على تفاصيل مدة الاتفاق، وكمية الغاز الطبيعي المسال المزمع استيراده من قطر، خلال وقت قريب.
وتمتلك قطر احتياطيا من الغاز الطبيعي يبلغ 885 تريليون متر مكعب، حيث تحتل المرتبة الأولى عالمياً من حيث تصدير الغاز الطبيعي المسال.
وستسهم زيارة داود أوغلو، في تعزيز عمل “اللجنة الإستراتيجية العليا القطرية – التركية”، ومتابعة تنفيذ الاتفاقيات التي جرى التوقيع عليها بين الجانبين، مؤخرا.
كما ستتم مناقشة التعاون في مجال الطاقة في ضوء سعي البلدين لبحث إمكانية استيراد تركيا للمزيد من الغاز المسال القطري، وتذليل العقبات التي تحول دون اكتمال التحضيرات التقنية الخاصة بنقل الغاز إلى الأراضي التركية.
وقال سفير قطر في أنقرة، سالم مبارك الشافي، في تصريحات سابقة “للأناضول”، إن بلاده ترغب في تسريع التحضيرات المتعلقة باستيراد تركيا الغاز الطبيعي المسال منها على المدى الطويل.
وأفاد الشافي، أن بلاده ترحب بتصدير الغاز الطبيعي إلى تركيا، مشيرا أن التقارب بين البلدين، يوفر فرصا استثمارية في عدة مجالات، بينها على سبيل المثال الزراعة، والبناء، والصحة.
وبلغ حجم التبادل التجاري بين تركيا وقطر مليار و300 مليون دولار في العام الماضي، في ظل توقعات بتصاعد هذا الحجم، في أعقاب عقد البلدين العديد من الاتفاقيات، التي تم التوقيع عليها خلال زيارة الرئيس أردوغان، إلى الدوحة، مؤخرا.
وتعمل في قطر أكثر من 60 شركة تركية كبرى، ونحو 150 شركة صغيرة، في مجال المقاولات، والإلكترونيات، والتجارة، والبنية التحتية، باستثمارات يتوقع أن تصل إلى 30 مليار دولار، بينما الاستثمارات القطرية المباشرة في تركيا تصل إلى 930 مليون دولار، في مجالات الطاقة، والمشاريع العقارية، والزراعية والسياحة، وهناك حديث عن دراسات لمشاريع بالمليارات، تعتزم قطر تنفيذها في تركيا خلال المرحلة المقبلة.
وتشهد العلاقات التركية القطرية “تجانسًا وتناغمًا” في رؤية القضايا الإقليمية، وهناك توافق في الرؤى حيال العديد من الأزمات والقضايا، التي تشهدها المنطقة في الوقت الراهن، مثل ثورات “الربيع العربي”، والأزمات في سوريا، وليبيا، واليمن، والوضع بالعراق.
وتعود العلاقات الدبلوماسية بين تركيا وقطر إلى القرن الماضي، حيث اعترف البلدان ببعضهما البعض سنة 1972 بصفة رسمية، وتم افتتاح سفارتي البلدين عام 1979.
+ There are no comments
Add yours