أظهرت شهادات أطفال مدينة الموصل، أنّ تنظيم داعش الإرهابي يقوم باقتياد الأطفال والمدنيين إلى خطوط المواجهة مع القوات المشاركة في عملية استعادة المدينة من قبضتهم، بغية استخدامهم كدروع بشرية ومنع تلك القوات من التقدم نحو مركز الموصل.
وأوضح أطفال الموصل الفارين من مناطق سيطرة داعش لمراسل الأناضول، في قرية عدلة جنوب الموصل، أنّ التنظيم يقوم بقتل كل من يحاول الخروج من المدينة، ويعمل على خداع الأطفال والشباب وتدريبهم ودفعهم للقيام بعمليات انتحارية بعد تزويدهم بمعلومات عن كيفية القيام بذلك.
وفي هذا الصدد قال الطفل “أحمد” البالغ من العمر 15 عاماً، إنه تلقّى تدريباً حول حمل السلاح والقتال وزرع المتفجرات على يد عناصر داعش.
وتابع أحمد قائلاً: “تلقينا تدريباتنا في قريتنا، وقمنا بتنفيذ ما يأمروننا به، خشية إلحاقهم الضرر بنا وبعائلاتنا”.
من جانبه أوضح الطفل “جاسم” أنّ تنظيم داعش قام بتدريبه على كيفية القيام بعمليات انتحارية، وأنّ التنظيم كان ينوي استخدامهم كانتحاريين لتحقيق مكاسب في حروبه “القذرة”.
وأردف الطفل جاسم قائلاً: “تلقيت تدريبات عن كيفية القيام بعمليات انتحارية، وقد خدعونا وقالوا لنا بأن الشهادة تنتظرنا عندما نموت كانتحاريين وأننا سنفتح أبواب الجنة وسيكتب لنا ثواباً كبيراً عند ربنا، وكانوا يقودوننا إلى مقراتهم عقب انصرافنا من المدرسة ليملأوا عقولنا بأفكارهم”.
وأضاف الأطفال أنّ داعش يطلق على الأطفال المدربين اسم “أشبال الخلافة”.
وانطلقت، فجر الإثنين الماضي، معركة تحرير الموصل مركز محافظة نينوى، بمشاركة 45 ألفاً من القوات التابعة لحكومة بغداد، سواء من الجيش، أو الشرطة، مدعومين بقوات الحشد الشعبي، وقوات حرس نينوى (سنية)، إلى جانب قوات “البيشمركة ” (جيش الإقليم الكردي)، وإسناد جوي من جانب مقاتلات التحالف الدولي.
وبدأت القوات الزحف نحو مدينة الموصل من محاورها الجنوبية والشمالية والشرقية من أجل استعادتها من قبضة تنظيم “داعش”، الذي يسيطر عليها منذ 10 يونيو/حزيران عام 2014.
يأتي ذلك وسط تحذيرات حقوقية من ارتكاب ميليشيات “الحشد الشعبي” “انتهاكات” ضد أهالي الموصل؛ حيث سبق أن واجه اتهامات بارتكاب “انتهاكات” ضد أهالي مدن سنية خلال تحريرها من “داعش”، وهي الاتهامات التي يرفضها الحشد.
+ There are no comments
Add yours