سقوط الثلج.. حلوى يعشقها الأتراك

0 min read

الثلج الذي يتسبب في إغلاق الطرق وتعطيل الحياة اليومية شتاء، تحول عبر فكرة تركية تراثية يمتد تاريخها إلى مئات السنين إلى حلوى طيبة المذاق يتهافت الناس عليها صيفا.

ويتوافد الأتراك بالمناطق المطلة على سواحل البحر الأبيض المتوسط في أيام الصيف الحارة والرطبة إلى طاولات بائعي “حلوى الثلج ” أو كما يسمونها “قارلاما”؛ ليروحوا عن أنفسهم.

بائعو هذه الحلوة المميزة يقطعون مسافات طويلة من أجل الوصول إلى الفجوات الصخرية في قمم جبال “طوروس” جنوبي تركيا والمليئة بالثلوج الطبيعية المتراكمة منذ فصل الشتاء.

وعلى الرغم من ارتفاع حرارة الجو في وانعدام الثلوج في فصل الصيف، تحافظ هذه الفجوات الصخرية التي يتراوح عمقها بين 50 و 60 مترا، على ثلوجها داخلها من الذوبان .

وعقب هذه الرحلة العسيرة يحمل البائعون هذه الثلوج بعد تقطعيها بمناشير كهربائية إلى مراكز المدن، ثم يضيفون إليها شربات (شراب شعبي حلو المذاق) بنكهات متنوعة مثل الرمان والبرتقال والكرز، ما يجذب الأهالي إليها بشكل كبير.

“الأناضول” التقت بـ “صلاح الدين سلمان” وزوجته “أمينة”، إحدى الأسر التي تزاول هذه المهنة في شهور الصيف، حيث أوضحا أنهما يصعدان إلى قمم جبال طوروس في شهور الصيف مرتين أو ثلاث مرات على الأقل أسبوعيا؛ لجلب الثلج.

وعن طبيعة مهنته قال سلمان، “ورثت هذا العمل من أجدادي، وأقوم به منذ قرابة 50 عاما، وأسعى مع أسرتي إلى مواصلة هذا التراث”.

وأضاف، “علي أن اعترف أن عملنا حاليا أسهل بكثير عن ما كان يفعله أجدادنا، فكانوا يحملون ألواح الثلج فوق ظهور الدواب، أما نحن فنستخدم العربات في نقلها”.

وعن سعر الحلوى، أشار أنه يعرض الكيلو منها مقابل 5 ليرات تركية (قرابة 1.7 دولار أمريكي)، قائلا ” القارلاما تتميز بانخفاض سعرها فضلا عن مذاقها الطبيعي الرائع”.

أبوبكر أبوالمجد https://asiaelyoum.com

صحفي وباحث متخصص في شئون آسيا السياسية والاقتصادية

قد يعجبك أيضاً

المزيد من الكاتب

+ There are no comments

Add yours