تفقد وفد مجلس الأمن الدولي، الذي يزور جنوب السودان، اليوم الأحد، معسكرات للنازحين بمدينة “واو” (غرب)، الذين فروا جراء أعمال العنف التي شهدتها البلاد خلال الشهرين الماضيين.
ويرأس الوفد، الذي وصل العاصمة جوبا الجمعة الماضية، في زيارة تنتهي اليوم، سفيرة أمريكا الدائمة لدى الأمم المتحدة “سامانثا باور”، ويهدف إلى بحث سبل وقف الحرب في البلاد.
وذكر مراسل الأناضول، أن الوفد تفقد معسكرات النازحين (لم تصدر حصيلة رسمية بأعدادهم) في مقر الأمم المتحدة بالمدينة؛ وعدد من الكنائس، التي اتخذها النازحون ملجأ لهم عقب المواجهات نهاية يونيو/حزيران الماضي.
وطالبت “سامانثا باور”، المجتمع الدولي بـ”الوقوف مع شعب جنوب السودان، الذي يعيش أوضاعاً اقتصادية عصيبة، من حيث التضخم إلى جانب التدهور الأمني”.
وأشارت، في تصريحات للصحفيين، إلى أن “الأوضاع الاقتصادية عصيبة من حيث التضخم، إلى جانب الوضعين الأمني والإنساني للمشردين، تلك الأوضاع هي الأسوأ في العالم”.
وشددت “باور” على أن نشر قوات الحماية الإقليمية، سيهئ الأجواء لتنفيذ اتفاق السلام (موقع بين طرفي الصراع بدولة الجنوب في أغسطس/آب 2015) ومساعدة المواطنين على العودة إلى مناطقهم، والعمل بأنفسهم للحصول على احتياجاتهم اللازمة.
وكان في استقبال وفد مجلس الأمن، المكون من 15 عضواً من المندوبين الدائمين لمجلس الأمن، “أكوي بونا ملوال” سفير جنوب السودان لدى الأمم المتحدة، و”جوزيف ايوك” وكيل وزارة الخارجية.
وفي 8 أغسطس/آب الماضي اعتمد مجلس الأمن الدولي قرارًا بتشكيل قوة حماية أممية قوامها 4 آلاف عسكري، يتم إلحاقها بأفراد البعثة الأممية في البلاد المعروفة اختصارًا باسم “يونميس”، وذلك بموافقة 11 دولة، وامتناع مصر، والصين، وروسيا، وفنزويلا.
وفي انتكاسة جديدة لاتفاق السلام الهش الذي أبرمه الرئيس “سلفاكير” وزعيم المعارضة المسلحة “ريك مشار” في أغسطس/آب 2015، وسط ضغوط دولية، عاودت القوات الموالية لكليهما الاقتتال في جوبا نهاية يونيو/ حزيران الماضي، مخلفة نحو 300 قتيل مع نزوح عشرات الآلاف.
وإثر المعارك غادر “مشار” جوبا إلى جهة، لم يكشف عنها حتى أسبوعين مضيا، عندما أعلنت الأمم المتحدة وصوله إلى الكونغو الديمقراطية، بمساعدة بعثتها هناك، والتي أجلته من نقطة حدودية بين البلدين قبل نقله إلى الخرطوم.
وتعقدت الأوضاع، عندما أقال سلفاكير، مشار من منصب النائب الأول للرئيس، وعيّن بدلاً منه، تعبان دنق، الذي كان حليفا لمشار والذي طرده من حركته قبل يومين من تعيينه.
وكان مشار قد تقلد منصب النائب الأول لسفاكير ضمن حكومة انتقالية أقرها اتفاق السلام، وهو نفس المنصب الذي كان يشغله قبيل مواجهات اندلعت في ديسمبر/كانون الأول 2013، بعد أشهر من إقالته وسط تنافس الرجلين على النفوذ في الدولة الناشئة.
وأخذ الصراع، الذي خلف عشرات الآلاف من القتلى وشرد نحو مليوني شخص، طابعاً عرقياً بين قبيلتي “الدينكا”، التي ينتمي لها سلفاكير، و”النوير”، التي ينتمي لها مشار، وهما أكبر قبيلتين في البلاد التي تلعب فيها القبلية دوراً محورياً في الحياة السياسية.
+ There are no comments
Add yours