2016 عام رعاية الأم والطفل في أوزبكستان

1 min read

أبوبكر أبوالمجد 

الصحة والتعليم ركيزتان أساسيتان لأي مجتمع ناهض، ومن هذا المنطلق، وخلال سنوات الاستقلال التي عاشتها أوزبكستان، وبرعاية خاصة من الرئيس إسلام كريموف، وضعت استراتيجية صارمة لإصلاح جذري في مجال الصحة، لتوفير حياة صحية لائقة بالشعب الأوزبكي، والتنشئة البدنية والروحية السليمة للأجيال الشابة، والتوسع فى الإنتاج الوطنى للأدوية.

ولقد كانت أوزبكستان من أوائل الدول التي وقعت على معاهدة منظمة الأمم المتحدة حول حقوق الطفل، والتى صادق عليها برلمان أوزبكستان فى 9 سبتمبر لعام 1992.

كما تم إصدار مجموعة من القرارات والمراسم، وإقرار بعض القوانين، والتي من أهمها صدور مرسوم رئيس الدولة حول “البرنامج الحكومى لإصلاح منظومة الصحة فى جمهورية أوزبكستان”، والذي كان إيذانًا لبدء مرحلة هامة فى الإصلاح الجذرى للقطاع.

وفى 8 يناير لعام 2008 تم إقرار قانون جمهورية أوزبكستان حول “ضمانات حقوق الطفل”.
كما أعلن رئيس أوزبكستان عام 2016 عامًا لرعاية الأم السليمة والطفولة، وتم وضع قضية الحفاظ على صحة الأم والأطفال، والتنشئة الشاملة للأجيال سليمة الصحة، ضمن أهم الأولويات السياسة الحكومية.

ويُعد أول شعار للبلاد “سوجلوم أفلود أوتشون” (“من أجل جيل صحى”)، والذى تأسس فى 4 مارس لعام 1993، رمز فريد لتجسيد الحلم حول الأجيال السليمة صحيًا، وكذلك العمل الشامل نحو تشكيل الأجيال الشابة المتطورة بدنيًا وروحيًا.

الرعاية الصحية

الشعب الأوزبكي معروف باحترامه الشديد بالمرأة، ولذا فإن الاهتمام بالأم والأطفال يعد بمثابة اهتمام بخلق مستقبل أفضل للأمة، وهذا ما يؤمن به هذا الشعب.

ومن هذا المنطلق، وفى ظل تطبيق سياسة الإصلاحات المنجزة خلال سنوات الاستقلال، جرى إثراء التقاليد والعادات الطيبة بجوهر جديد، وتعزيز وعى الناس بفكرة “الأم السليمة صحيًا- الطفل السليم صحيًا”، حتى تحولت تنشئة الأجيال السليمة صحيًا إلى آلية وحركة اجتماعية عامة متناغمة.

وفى هذا الصدد، وخلال السنوات السابقة، تم على أساس برنامج “الأم السليمة صحيًا- الطفل السليم صحيًا”، إعداد التدابير، وتطبيق الإجراءات الخاصة بالحفاظ على الأمومة والطفولة، والنهوض بالثقافة الطبية لدى الأسرة، وتعزيز الأسس الوراثية للسكان.

التعليم وتطوره

ولأن التخصص بات مهما في مجال التعليم، فقد اهتمت الدولة في أوزبكستان بالتخصصات التى تتمتع بالطلب عليها فى مختلف قطاعات الاقتصاد، حيث تقع الكليات المهنية تحت رعاية المؤسسات الصناعية العملاقة للبلاد، والتى تساهم فى إعداد الكوادر الشابة للعمل فى إنتاج تلك المؤسسات.

وهنا تجدر الإشارة إلى أن جميع مراحل التعليم فى أوزبكستان تتوافق مع المعايير العالمية الحديثة، كى تلبى متطلبات العصر، ويتضمن ذلك البرامج التعليمية، بما فيها برامج الوسائط المتعددة، والمناهج الدراسية والكتب المدرسية، والتى تتم طباعتها بالملايين.

كما باتت التكنولوجيا إحدى وسائل التعليم في الدولة الأوزبكية وتستخدم على نطاق واسع، وكذلك أساليب التدريس التفاعلية. وتتمتع كل مؤسسة تعليمية بمركز معلومات خاص بها، والذى يمتلك قاعدة كبيرة من الكتب المدرسية، بما فيها النسخ الإلكترونية، الأمر الذي يخلق حالة من تيسير التنوع المعرفي والثقافي لدى الطالب.

إن الإصلاحات الجذرية التى جرت فى أوزبكستان فى منظومة التعليم العالى، صارت تمضى على مستويين يتكونان من شهادتى البكالوريوس والماجستير.

واليوم فى أوزبكستان تعمل 59 مؤسسة تعليمية عليا، و11 فرعا إقليميا لجامعات طشقند، و6 افرع لأبرز الجامعات الأجنبية، وفى ظل هذا الأمر يتمتع كل إقليم بجامعته وبعدد من المعاهد المتخصصة، التى تعمل على إعداد المهنيين، الذين يقومون على حل مهام التنمية الإقليمية.

ويتجسد التأكيد على التوجه الخاص للنموذج القومى للتعليم فى إعداد الكوادر ذات التأهيل العالى، من خلال التعاون الدولى المثمر فى هذا المجال.

فهؤلاء المتخصصون يتخرجون اليوم فى طشقند من جامعة وستمنستر الدولية، وجامعة تورينو للفنون والصنائع، ومعهد سنغافورة للتنمية الإدارية، وفروع جامعة موسكو الحكومية المسماة باسم لومونوسوف، وجامعة بليخانوف الاقتصادية الروسية الحكومية، وجامعة جوبكين الروسية الحكومية.

وقد كان اعتماد قرار الرئيس إسلام كريموف لبرنامج تحديث القاعدة المادية- التكنولوجية للمؤسسات التعليمية العليا والتطوير الجذرى لنوعية إعداد المتخصصين خلال الأعوام من 2011-2016، أكبر الأثر في تطوير منظومة التعليم فى البلاد.

فقد تضمن البرنامج مجموعة من التدابير الموجهة، التى تشمل بناء وترميم أبنية الجامعات، وتوفير الإمدادات المطلوبة لها، وإقامة المعامل الحديثة الجديدة، وتحسين المناحى التعليمية، والارتقاء بها.

الرعاية الصحية-أوزبكستان

وتمثل التنشئة الروحية والأخلاقية جزءًا لا يتجزأ من التطوير المتناغم للشباب، وهى تصب نحو تشكيل المشاعر الوطنية للشباب والفتيات، والنظرة الحديثة للعالم، وأولوية القيم القومية والإنسانية العامة فى وعيهم، والسعى لأن يكون الفرد مفيدا لبلده.

وتتمثل العملية العضوية المكونة للتنشئة من خلال- الجذب الجماهيرى للأطفال والشباب نحو ممارسة الرياضة، التى لا تقوم فقط على تدعيم الصحة، بل تشكل وتنحت الإرادة، والقدرة على تجاوز الصعاب.

وفي أوزبكستان تم إقامة منظومة لا نظير لها فى العالم، ذات ثلاث مستويات من المسابقات السنوية لطلاب المدارس “أوميد نيخولارى”، وللدارسين فى الكليات والأفراد “بركامول أفلود” وطلاب الجامعات. وتتمتع كل المؤسسات التعليمية، بما فيها الواقعة فى القرى، بالصالات الرياضية ذات المعايير الدولية، والمجمعات الرياضية.

وكما قال الرئيس الأوزبكي، فإن “الرياضة تساعد الشباب أن يصبحوا أقوياء أصحاء جسمانيا، متطورين على نحو متناغم، ذوى شخصيات مستقلة. فالرياضة تمثل قاعدة حيوية فى تشكيل المناح الصحى فى الأسرة والمجتمع. كما تخلق الرياضة الفرص للنهوض اللاحق بسمعة أوزبكستان وصيتها على الصعيد الدولى”.

فى أوزبكستان، وخلال فترة وجيزة بالمعايير التاريخية، فقد جرى إنجاز العديد من النجاحات الضخمة حقا، حيث صارت الإصلاحات المتلاحقة التى جرت فى منظومة الصحة والتعليم، عاملا هاما فى تحقيق أوزبكستان لبرنامج منظمة الأمم المتحدة “الأهداف التنموية للألفية”.

وعبر سنوات الاستقلال، ترعرع فى أوزبكستان جيل فتى متعدد الميزات، يتمتع بالموهبة، والتعليم العالى والذهنية المتطورة.

وبهذا الأفق، ووفق هذه الاستراتيجية المرتكزة على الصحة والتعليم، وضع أساس المجتمع الفتي القادر على صنع النهضة، ومزاحمة العالم المتقدم، وإظهار الدولة الأوزبكية بشيبها وشبابها بالصورة اللائقة.

أبوبكر أبوالمجد https://asiaelyoum.com

صحفي وباحث متخصص في شئون آسيا السياسية والاقتصادية

قد يعجبك أيضاً

المزيد من الكاتب

+ There are no comments

Add yours