عقد رؤساء روسيا، وأذربيجان، وأرمينيا، قمة ثلاثية، اليوم الإثنين، من أجل إيجاد حل لأزمة إقليم “قره باغ”، في مدينة سانت بطرسبرغ الروسية.
واستقبل الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، كلا من نظيريه الأذري إلهام علييف، والأرميني سيرج سركسيان، في قصر “كونستانتينوفسكي” في سانت بطرسبرغ.
وذكر بيان صادر عن الكرملين، أن الرئيسين الأذري والأرميني، جددا تأكيدهما على بيان اجتماع فيينا في 16 مايو/ أيار الماضي، بضرورة تحقيق الاستقرار في خط التماس، وخلق مناخ سلمي لإتمام العملية السلمية لقضية إقليم “قره باغ”.
وأفاد البيان، أن علييف وسركسيان، قبلا زيادة عدد المراقبين في منطقة النزاع، معربين عن ترحيبهما باستمرار وقف إطلاق النار.
وأوضح بيان الكرملين، أن الرئيسين الأذري، والأرميني، تبادلا وجهات النظر حول قضية الإقليم بشكل موسع، مشيرًا أن الجانبين تفاهما حول بعض القضايا المتعلقة بتهيئة الظروف لإيجاد حل لأزمة “قره باغ”.
كما أشار البيان، أن بوتين التقى مع علييف، وسركسيان كلا على حدة، مضيفًا أن الرئيس الأذري، أكد دعمه لتصريحات روسيا ومجموعة “مينسك” حول عدم القبول بالوضع الراهن في الإقليم، خلال لقائه مع نظيره الروسي.
وأوضح البيان، أن علييف قال للرئيس الروسي، “نحن ندعم هذه التصريحات، لكن لكي يتحقق تغيير الوضع هناك (إنهاء الاشتباكات)، يجب أولاً وضع حد للاحتلال المستمر على الأراضي الأذرية منذ أكثر من 20 عامًا”.
وأعلنت مجموعة “مينسك”، المنبثقة عن “منظمة التعاون والأمن في أوروبا”، في 17 مايو/ أيار الماضي، أن رئيسي أذربيجان وأرمينيا قررا البدء في جولة مفاوضات جديدة في حزيران/ يونيو الجاري، بهدف إيجاد حل دائم لقضية إقليم “قره باغ” المحتل من قبل أرمينيا.
وأفاد بيان صادر عن المجموعة، أن وزيرا خارجية روسيا “سيرغي لافروف”، والولايات المتحدة الأمريكية “جون كيري”، ووزير الشؤون الأوروبية الفرنسي “هارلم ديزير” كممثلين عن الرؤساء المشاركين للمجموعة، اجتمعوا بالرئيسين الأذري والأرميني في العاصمة النمساوية فيينا، بهدف تسريع الجهود الرامية إلى إيجاد حل سلمي للخلاف.
وذكر البيان أن المشاركين في الاجتماع جددوا تأكيدهم “عدم وجود حل عسكري للصراع”، مشيراً إلى أن الرؤساء المشاركين للمجموعة شددوا على أهمية احترام اتفاقيات وقف إطلاق النار عامي 1994-1995.
تجدر الإشارة إلى أن الاشتباكات بين البلدين على خط الجبهة بدأت مجدداً في الثاني من نيسان/ أبريل الماضي، وفي الخامس من الشهر ذاته اتفق الجانبان على وقف الاشتباكات في خط الجبهة، ورغم ذلك وقعت اشتباكات من حين لآخر في المنطقة.
وتحتل أرمينيا منذ عام 1992، نحو 20% من الأراضي الأذرية، والتي تضم إقليم “قره باغ” (يتكون من 5 محافظات)، و5 محافظات أخرى غربي البلاد، إضافة إلى أجزاء واسعة من محافظتي “آغدام”، و”فضولي”، متسببة بتهجير نحو مليون أذري من أراضيهم ومدنهم، فضلًا عن مقتل نحو 30 ألف شخص جراء النزاع بين الجانبين.
ورغم استمرار التفاوض بين البلدين منذ وقف إطلاق النار عام 1994، إلا أن المناوشات المسلحة على الحدود بين الفينة والأخرى، والتهديدات باندلاع حرب أخرى، ما تزال مستمرة، في ظل عدم توقيع الطرفين معاهدة سلام دائم بينهما.
يشار إلى أن مجموعة مينسك تأسست عام 1994 بهدف تشجيع أرمينيا وأذربيجان والتوسط بينهما من أجل إيجاد حل سلمي لقضية قره باغ.
+ There are no comments
Add yours