قال رئيس منتدى الشرق وضاح خنفر، إن الانقلاب الفاشل بتركيا أثبت أنه لا أمان لنظام إلا بتماسك شعبي من خلفه، وأن الشارع والشعب المستنير هو القادر على صياغة إجماع جديد يستطع أن يؤمن الدول والحكومات.
جاء ذلك في تصريح خنفر المدير السابق لشبكة الجزيرة القطرية على هامش مشاركته، اليوم الإثنين في العاصمة المغربية الرباط، في فعاليات “الجامعة الصيفية (مخيم)” لمركز “مغارب” (فكرية غير حكومية) التي تعقد في الفترة من 25 إلى 27 يوليو/تموز الجاري، بحضور عدد من الشخصيات المغربية والدولية.
وأضاف خنفر: “الرسالة التي يمكن للعالم العربي والعالم أجمع استيعابها من خلال فشل الانقلاب بتركيا، أن القديم أصبح عاجزًا عن تقديم أي مشروع، وهذا القديم المتمركز حول ديكتاتوريات العسكر، والقديم المتمركز حول مجموعة من الأيدولوجيات العتيقة لا يستطيع أن يقدم للشعوب شيئًا”.
وتابع: “الشارع والشعب المستنير هو القادر على صياغة إجماع جديد يستطع أن يؤمن الدول والحكومات”.
وبحسب وضاح، فإن “الانقلاب الفاشل بتركيا سيفتح أفق جديدة للتعامل بالمنطقة، وأمام تركيا طريق لإعادة بناء الدولة بقيم جديدة، مبنية على الديمقراطية والانفتاح على كافة طبقات المجتمع، وفي نفس الوقت التصالح مع المحيط الحضاري للبلاد”.
وشهدت العاصمة أنقرة ومدينة إسطنبول، في وقت متأخر، من مساء الجمعة 15 تموز/يوليو، محاولة انقلابية فاشلة، نفذتها عناصر محدودة من الجيش، تتبع لمنظمة “فتح الله غولن” (الكيان الموازي) الإرهابية، حاولوا خلالها إغلاق الجسرين اللذين يربطان الشطرين الأوروبي والآسيوي من مدينة إسطنبول (شمال غرب)، والسيطرة على مديرية الأمن فيها وبعض المؤسسات الإعلامية الرسمية والخاصة.
وقوبلت المحاولة الانقلابية، باحتجاجات شعبية عارمة في معظم المدن والولايات، إذ توجه المواطنون بحشود غفيرة تجاه البرلمان ورئاسة الأركان بالعاصمة، والمطار الدولي بمدينة إسطنبول، ومديريات الأمن في عدد من المدن، ما أجبر آليات عسكرية كانت تنتشر حولها على الانسحاب مما ساهم بشكل كبير في إفشال المخطط الانقلابي.
جدير بالذكر أن عناصر منظمة “فتح الله غولن” الإرهابية – غولن يقيم في الولايات المتحدة الأميركية منذ عام 1998- قاموا منذ اعوام طويلة بالتغلغل في أجهزة الدولة، لا سيما في الشرطة والقضاء والجيش والمؤسسات التعليمية، بهدف السيطرة على مفاصل الدولة، الامر الذي برز بشكل واضح من خلال المحاولة الإنقلابية الفاشلة.
وأشار رئيس منتدى الشرق إلى أن تركيا القوية المتماسكة، والبعيدة عن مخاطر التجزئة والتقسيم، تستيطع أن يكون لها دور محوري واستراتيجي وأساسي في إعادة صياغة المنطقة التي تعرف انقسامًا وتجزيئًا، بحيث يكون لتركيا دور قيادي ومحوري وأساسي في الشرق الأوسط”.
وتأسس المنتدى في 12 يناير/كانون ثاني 2012 في تونس، وهو عبارة عن مؤسسة عالمية مستقلة، تهدف إلى ترسيخ قيم التواصل والحوار والديمقراطية في الوطن العربي، ويصفها رئيس المنتدى وضاح خنفر، بأنها “مظلة جامعة لقوى وتيارات سياسية ولقوى المجتمع المدني ورجال أعمال”.
ويضم المنتدى تحالفًا (غير حكومي) مكوّن من “نادي فلسطين للإعلام”، ومركز الأبحاث والدراسات الاقتصادية والاجتماعية “سيتا” في تركيا، ومؤسسة “ميدل إيست مونيتور” في لندن. –