قال وزير التجهيز والنقل المغربي، عزيز رباح، اليوم الأربعاء، إن الانقلابات العسكرية “لا يكون وراءها إلا الشر”، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن بلاده كانت سباقة إلى رفض المحاولة الانقلابية التي جرت في تركيا منتصف الشهر الماضي.
جاء ذلك في لقاء عقده الوزير رباح في الرباط، اليوم، مع وفد من البرلمانين الأتراك يضم كل من النواب: علي أرجوشكون، ومصطفى ساردن كيشتي، وفوزي شان فيردي عن حزب “العدالة والتنمية” الحاكم، وآلطان طان عن حزب “الشعوب الديمقراطي” المعارض، إضافة إلى سفير تركيا لدى لمغرب، أدهم باركان أوز.
وأضاف الوزير المغربي، خلال اللقاء، أن “المغرب كان من الدول الأولى التي رفضت الانقلاب في تركيا، حتى قبل أن يفشل، وليس مثل الدول التي انتظرت حتى تعرف نتائج هذه المحاولة الانقلابية.
هذا موقف مبدئي من الرباط التي ترفض تغيير الأنظمة بالانقلابات والعنف”.
وتابع أن “القضاء التركي وحده من سيقرر مصير المتورطين في المحاولة الانقلابية الفاشلة في البلاد”.
وأعرب عن سعادته لتوحد القوى في تركيا ضد المحاولة الانقلابية “من أجل أمن وسيادة واستقرار بلادهم”.
واعتبر أن الاختلاف في الدول الديمقراطية “أمر طبيعي وضروري، لكنه لا يجب أن يكون على حساب أمن واستقرار وسيادة البلاد”.
وأشار إلى رغبة بلاده في تطوير وتعزيز العلاقات الاقتصادية مع تركيا، وتشجيع الاستثمارات التركية في المغرب.
وقال: “إن المغرب تكسب ثقة جميع المؤسسات المالية الدولية، وثقة المستثمرين الأجانب ومنهم الإخوة الأتراك”.
وبدأ وفد البرلماني التركي، منذ أمس الثلاثاء، زيارة إلى المغرب، تستغرق 3 أيام، يلتقي فيها وزراء وبرلمانيين من الأغلبية والمعارضة، ومسؤولين مغاربة، لشرح تطورات الوضع في تركيا بعد المحاولة الانقلابية الفاشلة، والإجراءات والقرارات التي اتخذتها السلطات التركية بخصوص المتورطين في هذه المحاولة.
وشهدت العاصمة أنقرة ومدينة إسطنبول، منتصف يوليو/تموز الماضي، محاولة انقلاب فاشلة نفذتها عناصر محدودة من الجيش تتبع منظمة “فتح الله غولن”، وحاولت خلالها السيطرة على مفاصل الدولة ومؤسساتها الأمنية والإعلامية.
وقوبلت المحاولة الانقلابية باحتجاجات شعبية عارمة في معظم المدن والولايات التركية؛ إذ توجه المواطنون بحشود غفيرة تجاه البرلمان ورئاسة الأركان بالعاصمة، والمطار الدولي بمدينة إسطنبول، ومديريات الأمن في عدد من المدن؛ ما أجبر آليات عسكرية كانت تنتشر حولها على الانسحاب، وساهم بشكل كبير في إفشال المخطط الانقلابي.
جدير بالذكر أن عناصر منظمة “فتح الله غولن” قاموا منذ أعوام طويلة بالتغلغل في أجهزة الدولة، لا سيما في الشرطة والقضاء والجيش والمؤسسات التعليمية؛ بهدف السيطرة على مفاصل الدولة، الأمر الذي برز بشكل واضح من خلال المحاولة الانقلابية الفاشلة. ويقيم غولن في الولايات المتحدة منذ عام 1999، وتطالب تركيا بتسليمه، من أجل المثول أمام العدالة. –
+ There are no comments
Add yours