قال وزير خارجية توجو، روبرت دوساي، إنّ بلاده راضية عن التقدّم الذي تحرزه منذ استقلالها قبل 56 عاما، غير أنه ينبغي أن ترفع تحدّيات جديدة تشمل الجانب الأمني بالأساس، من أجل أن تنضمّ إلى ركب البلدان الناشئة بحلول العام 2030، معربا عن سعادته بالعلاقات الممتازة والتعاون الذي يتدعم يوما بعد يوم بين توجو وتركيا، والذي يفتح آفاق أرحب، خاصة في المجال الاقتصادي.
دوساي قدّم، في مقابلة مع الأناضول، في وقت تحتفل فيه بلاده بالذكرى 56 للاستقلال في 27 نيسان- ابريل1960، تقييما إيجابيا لمسار بلاده، معتبرا أنّ ما حقّقته طوال هذه العقود، يشكّل حصيلة إيجابية تميّزت بـ “النجاح والمحاولات والأخطاء، ولكن أيضا الكثير من التحدّيات التي ينبغي عليها رفعها في محيط دولي لم يكن ملائما”.
فـ “مرحلة الاضطرابات التي شهدتها البلاد في تسعينيات القرن الماضي”، يتابع الوزير التوجولي، لم تفلح في وأد إرادة الحكّام المتطلّعة إلى بناء مجتمع مزدهر يتّجه بشكل متزايد نحو تلبية احتياجات السكان وتحقيق التنمية، أمّا اليوم، فإنّ مناخ الاستقرار السياسي والأمني، والذي يسعنا الإشادة به، يمنح البلاد فرصة لمواصلة مسارها لتوطيد الديمقراطية ودولة القانون، من أجل أن تصبح توجو دولة ناشئة بحلول 2030”.
وفي استعراضه لجملة التحدّيات التي تواجه بلاده الواقعة في غرب إفريقيا، تحدّث دوساي عن التكامل الإقليمي على الصعيد الاقتصادي، والتنمية المستدامة، إضافة إلى التهديدات العابرة للحدود، وغيرها من العقبات التي تعترض مسارات التنمية في توجو وفي القارة الإفريقية عموما.
أما من الناحية الأمنية، فإنّ توجو كانت ولا تزال ملتزمة بالسلام، بحسب الوزير والذي لفت إلى أنّ بلاده شاركت “في عمليات حفظ السلام، حيث تعتبر من أكبر المساهمين بقوّاتها على الأرض في بعثات حفظ السلام، ضمن توجّه تنخرط من خلاله توغو في الديناميكية الراهنة لمكافحة الجريمة بجميع أنواعها، والحفاظ على الإستقرار في جميع أنحاء القارة”.
“إلتزام بالأمن والسلام الدولي” لفت الوزير إلى أنّ تبعاته الإيجابية على التنمية أمر بديهي باعتبار الرّوابط الجوهرية بين النموّ والأمن، وهذا ما يجعل توجو سعيدة باحتضان القمة الإستثنائية للاتحاد الإفريقي، في 15 أكتوبر/ تشرين الأول القادم بالعاصمة لومي، حول الأمن والسلامة البحرية والتنمية في إفريقيا.
حدث ينتظر أن يشكّل “فرصة هامة للقادة الأفارقة للتفكير والتباحث ، بدعم من شركائهم، لمعضلة الجريمة البحرية، وخصوصا القرصنة”، بحسب دوساي.
ففي وقت تتنامى فيه آفة الإرهاب، يضيف الوزير، ما أدّى إلى انتشار المنظمات الإرهابية والأعمال الإجرامية، وتوجو، التي تحتل مقعدا في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، جعلت من هذه المعضلة إحدى أوكد أولوياتها، سيما وأنّ “العديد من المناطق ممن لم تدرك، في السابق، مدى خطورة هذه التهديدات، أضحت اليوم الأهداف المفضلة للإرهابيين”.
دوساي لفت، انطلاقا مما تقدّم، إلى أنه، ولئن تباينت التهديدات من قارة لأخرى ومن بلد لآخر، فإنه لا يمكن، بأي حال، الجزم بوجود مكان بمنأى عنها، وليس أدل على ذلك من منطقة غرب إفريقيا المستهدفة مؤخرا بهجمات إرهابية ضربت كلاّ من بوركينا فاسو وكوت ديفوار”.
وبخصوص جملة العوامل التي تنعش أو تغذّي هذه الظاهرة، قال الوزير إنّها “متنوعة، وتجد جذورها بشكل أساسي في الفقر وسوء الحوكمة، إضافة إلى النزاعات وعدم الإستقرار السياسي وتفشي الفساد وضعف المؤسسات الحكومية وسهولة الحصول على الأسلحة”.
و”من أجل تعزيز الوعي والتعبئة الدولية في مواجهة التّهديدات، والاستلهام من الأوضاع السائدة في منطقة غرب إفريقيا”، شدّد الوزير التوجولي على “ضرورة تعزيز التعاون الإقليمي والدولي ضمن مقاربة متكاملة وجماعية وشاملة”.
“أعتقد أنّ الحلّ العسكري لوحدة غير كاف”، يقول دوساي في ختام حديثه، “ولذلك، يتعيّن على المجتمع الدولي، من هذا المنطلق، مساعدة القارة (الإفريقية) على مواصلة الديناميكية الإيجابية للنموّ الاقتصادي، والذي سيستفيد منه، وبلا شكّ، السكان المعرّضون للخطر، والذين يعتبرون دائرة التجنيد بالنسبة للإرهابيين”.
وبخصوص العلاقات بين تركيا وتوجو، وصفها روبرت دوساي بـ “الممتازة”، على المستويين السياسي والدبلوماسي، مضيفا في السياق نفسه: “في مجال التعاون الثنائي، تشمل سياسة تركيا الخارجية المنفتحة على إفريقيا، أيضا، الأهداف الاقتصادية والتجارية الثنائية المشجعة، في مقاربة شاملة تهتم بالتنمية في القارة السمراء من خلال دعم تقني أساسه إرساء مشاريع في عدة مجالات، من بينها مكافحة الأمراض والتنمية الزراعية والري والطاقة والتعليم والشؤون الاجتماعية”.
وزير الخارجية كشف للأناضول أن “الاستثمارات التركية الخاصة تضاعفت، علاوة على تعزيز التعاون العمومي في كامل القارة ومن بينها توجو التي شهدت تدفق الاستثمارات التركية نظرا لصلابة أسس الدبلوماسية الاقتصادية وتدعيم مناخ الأعمال، بفضل الدفع الذي يقدمه رئيس البلاد (فور غنازنغبي).
دوساي ختم حديثه بالقول: “أودّ الإشادة بالرؤى الجديدة للتعاون والشراكة القوية، لحسن الحظ، بين البلدين والتي تتمثل، اليوم، في العلاقات المستمرة بين رجال الاعمال من خلال غرف التجارة في كلّ من توجو وتركيا”.
+ There are no comments
Add yours