طلبت الولايات المتحدة الأمريكية، الثلاثاء، من مجلس الأمن الدولي عقد جلسة طارئة، يوم الجمعة المقبل، حول عملية عسكرية محتملة يعد لها النظام السوري وحلفاؤه علي محافظة إدلب، شمالي سوريا.
وفي مؤتمر صحفي، بمناسبة ترأس بلادها أعمال المجلس للشهر الجاري، قالت المندوبة الأمريكية، نيكي هيلي: "تحدثت اليوم مع أعضاء المجلس، وأستطع القول إن غالبيتهم يؤيدون عقد الجلسة، ونعمل علي اتمامها الجمعة المقبل".
وأضافت: "إدلب موضوع في غاية الخطورة (…) نرى الآن اتهامات يسوقها النظام السوري وروسيا للخوذ البيضاء (الدفاع المدني)". وتابعت: "رأينا هذه اللعبة من قبل.. يفعلون ذلك في كل مرة يستخدمون فيها الأسلحة الكيميائية في هجماتهم".
وشددت على أنه "لا ينبغي علي مجلس الأمن أن ينتظر حتي يقع الهجوم لكي يجتمع، بل يجب الاجتماع الآن لكي يقول إنه لا يجب مهاجمة المدنيين بالأسلحة الكيميائية".
ومضت قائلة: "إذا كان النظام يريد أن يسيطر علي كل سوريا فبإمكانه ذلك، لكن دون أن يستخدم أسلحة كيميائية ضد شعبه".
وهددت واشنطن، مؤخرا، في أكثر من مناسبة، بالرد عسكريا على النظام السوري في حال استخدم أسلحة كيميائية.
حول إيران
وكشفت هيلي أن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، سيترأس جلسة خاصة لمجلس الأمن، خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، في الأسبوع الأخير من الشهر الجاري، لبحث "انتهاكات ايران لقرارات المجلس ذات الصلة والقانون الدولي".
وأوضحت أن "الاجتماع لن يصدر عنه أي منتج (أي بيان أو قرار)، وهدفه هو تسليط الضوء علي انتهاكات إيران للقانون الدولي وضرورة امتثالها له.. من الصعب أن نجد أي منطقة صراع في العالم دون أن نري لإيران دور فيه".
وزادت: "يوجد قلق متنامٍ بشأن إيران ودعمها للإرهاب وبيعها أسلحة للحوثيين في اليمن ومساندتها لحزب الله في لبنان، وكل ذلك في انتهاك لقرارات مجلس الأمن".
ضغط على عباس
وردا علي أسئلة صحفيين بشأن موقف واشنطن من الصراع العربي- الإسرائيلي، أجابت هيلي: "اطلعت بنفسي علي خطة السلام (المنسوبة إعلاميا الي إدارة ترامب والمعرفة باسم صفقة القرن)".
وأضافت: "الخطة وضعت في حسبانها كل شيء.. كل التفاصيل، لكن علي الجانبين (الفلسطيني والإسرائيلي) أن يطلعا عليها أولا.. والخطة ستنجح فقط إذا جاء (الرئيس الفلسطيني محمود) عباس إلي الطاولة (المفاوضات)".
ويرفض عباس التعاطي مع إدارة ترامب منذ قرارها، في 6 ديسمبر/ كانون الأول 2017، اعتبار مدينة القدس المحتلة عاصمة لإسرائيل، ثم نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، في 14 مايو/ ايار الماضي.
واستطردت: "يتعين الضغط علي عباس حتي يجلس إلى الطاولة، ويتعين أيضا أن ندرك أن (حركة) حماس هي جزء من المشكلة".
تمويل "أونروا"
وأعلنت واشنطن، يوم الجمعة الماضي، قطع كامل تمويلها لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، بدعوى أنها طلبت معالجة مشاكل في طريقة عمل الوكالة، لكن لم يحدث تغيير. وحول هذه الخطوة الأمريكية، قالت هيلي إن "أمريكا لم تقطع مساعدتها للشعب الفلسطيني، وإنما قطعت مساعدتها لأونروا فحسب".
واعتبرت أن "أونروا هي أداة سياسية.. وأقول لمن يهاجم أمريكا أو يهاجمني: إذا كنتم تعتقدون أن أونروا تعمل بأسلوب أمثل فعليكم أن تساعدوها".
ومضت قائلة: "وعلي كل فلسطيني أن يسأل: ماذا فعلت السلطة الفلسطينية لغزة (؟).. وأن يسأل أيضا كل دولة عربية في المنطقة: ماذا فعلت لمساعدة الفلسطينيين". وتابعت: "نحن أكبر دولة في العالم قدمت مساعدات للفلسطينيين.. لقد منحناهم حتي العام الماضي فحسب نحو ستة مليارات دولار".
وكانت الوكالة الأممية تعاني أساسا من أكبر أزمة مالية في تاريخها، بعد قرار واشنطن، في يناير/ كانون الثاني الماضي، تقليص المساهمة المقدمة لها خلال 2018 إلى نحو 65 مليون دولار، مقارنة بـ365 مليونًا في 2017.
ويقول فلسطينيون إن واشنطن تستهدف "أونروا" في محاولة لتصفيه قضية اللاجئين الفلسطينيين، تمهيدا لإعلان خطة سلام أمريكية، تتضمن إجبار الفلسطينيين على تنازلات مجحفة لصالح إسرائيل، لاسيما بشأن القدس وحق عودة اللاجئين.