هل يستخدم ترامب قانون التظاهر لمواجهة الاحتجاجات؟

1 min read

أبوبكر أبوالمجد

لا تزال الاحتجاجات الأمريكية التي أعقبت مقتل جورج فلويد، الأمريكي ذو الأصول الإفريقية الذي قتله شرطي أبيض مستمرة في العديد من الولايات الأمريكية.

وكان حاكم ولاية مينيسوتا الأمريكية تيم والز، قد صرح السبت 30 مايو الماضي، إنه “سيعبئ بالكامل” قوات الحرس الوطني للولاية في أعقاب الاحتجاجات العنيفة وأعمال الشغب التي اجتاحت مدينة مينيابوليس أكبر مدن الولاية بعد مقتل فلويد.

وتعتبر عملية التعبئة الكاملة لقوات الحرس الوطني خطوة غير مسبوقة في تاريخ القوة العسكرية البالغ 164 عامًا.

وقال والز خلال مؤتمر صحفي “الوضع في مينيابوليس لم يعد بأي حال من الأحوال بشأن مقتل جورج فلويد، إنه يتعلق بمهاجمة المجتمع المدني وغرس الخوف وتعطيل مدننا العظيمة”.

وقد قام حاكم الولاية بالفعل بتعبئة مجموعة كبيرة من عناصر الحرس الوطنى الذين قاموا بدوريات في شوارع مينيابوليس مساء الجمعة 29 مايو.

ومن جانبه ذكر عمدة مينيابوليس جاكوب فراي إن الاحتجاجات العنيفة سببها أشخاص “ليسوا من سكان مينيابوليس”.

وانتشر مقطع فيديو يوم الثلاثاء الماضي يظهر ضابط شرطة، يدعى ديريك شوفين وهو يضغط بركبته على عنق فلويد، لأكثر من ثماني دقائق بينما كان يتلوى من الألم ويتوسل “لا أستطيع التنفس” وتوفي فلويد بعد ذلك بفترة وجيزة.

وكان فلويد، الذي لقى مصرعه الثلاثاء الماضي، أثناء اعتقاله من قبل الشرطة متهمًا في علاقة بشيك مزور.

ترامب يتوعد

في 30 مايو الماضي، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، على تويتر: “إن الولايات والمدن يجب أن تصبح “أكثر صرامة” في مواجهة الاحتجاجات المناهضة للشرطة، وإلا فإن الحكومة الاتحادية ستتدخل بإجراءات منها استدعاء الجيش وإلقاء القبض على الأشخاص.

وأضاف ترامب: “يجب على حكام الولايات ورؤساء البلديات الليبراليين أن يكونوا أكثر صرامة وإلا ستتدخل الحكومة الاتحادية وتفعل ما يجب القيام به، وهذا يشمل استخدام القوة غير المحدودة لجيشنا والعديد من الاعتقالات”.

وأكد الرئيس الأمريكي، أن الجيش يمكنه نشر قوات في منيابوليس “بسرعة كبيرة” للرد على الاحتجاجات العنيفة.

وألقى ترامب باللائمة في الاضطرابات على المحتجين “اليساريين الراديكاليين”، وأوضح في تغريدة منفصلة على موقع تويتر “إنها أنتيفا -حركة النشطاء اليسارية المتطرفة المناهضة للفاشية- واليسار الراديكالي .. لا تلقي باللوم على الآخرين!”.

فيما ذكرت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) في نفس اليوم، أنها وضعت وحدات الجيش في حالة استعداد للاستدعاء خلال أربع ساعات تحسبًا لطلب حاكم ولاية مينيسوتا.

وقال البنتاغون في بيان “في الوقت الحالي لا يوجد طلب من حاكم مينيسوتا لقوات الجيش حتى تدعم الحرس الوطني في مينيسوتا أو قوات إنفاذ القانون بالولاية”.

الاحتجاجات تمتد

انتشرت الاحتجاجات من مدينة مينيابوليس في الغرب الأوسط لتسيطر على الشوارع في المدن الكبرى في جميع أنحاء البلاد، بما في ذلك لوس أنجلوس ونيويورك وأمام البيت الأبيض، حيث بدت السلطات غير قادرة إلى حد كبير على وقف الاضطرابات.

وانتشرت كذلك مقاطع فيديو على نطاق واسع على وسائل التواصل الاجتماعي تصور الأحداث، وأشارت تقارير محلية إلى أن مبان أحرقت وأن أعمال نهب جرت، وتحولت احتجاجات كانت سلمية إلى حد كبير إلى معارضة عنيفة.

وقال جون هارينجتون، رئيس إدارة السلامة العامة في ولاية مينيسوتا: “لقد واجهنا عشرات الآلاف من مثيرى الشغب… بمعنى الكلمة هناك 5000 منهم يحيطون بالمبنى، إنهم يحطمون المبنى”.

ومن ناحية أخرى ذكر محامو أسرة، جورج فلويد، الذي توفي على أيدي الشرطة الأمريكية أنهم يريدون تشريح مستقل للجثة، بعد أن أثار الطبيب الشرعي شكوكا من أن الاختناق هو سبب الوفاة.

اليوم الاثنين

واليوم الاثنين، قال الرئيس دونالد ترامب، إن الولايات المتحدة تتخذ إجراءات جديدة لقمع أعمال الشغب في جميع أنحاء البلاد، على هامش الاحتجاجات ضد مقتل الأمريكي الأسود جورج فلويد على شرطي.

وأضاف ترامب، في مؤتمر من حديقة البيت الأبيض: “أولاً، ننهي أعمال الشغب والخروج على القانون التي انتشرت في جميع أنحاء بلادنا”، مضيفًا أنه يوصى بشدة حكام الولايات بنشر الحرس الوطني “للسيطرة على الشوارع”.

وتابع ترامب، في حديثه للصحفيين يأتي هذا فيما سمع حضور المؤتمر صوتًا مدويًا تزامنا مع محاولة الشرطة تفريق المتظاهرين من الشوارع المحيطة بمجمع البيت الأبيض.

وقال الرئيس الأمريكي إنه يتخذ خطوات لحماية العاصمة واشنطن “بإرسال الآلاف والآلاف من الجنود المدججين بالسلاح والعسكريين وضباط إنفاذ القانون لوقف أعمال الشغب”.

موقف البنتاغون

من جانبهم، قال 3 من مسؤولي وزارة الدفاع الأمريكية لـCNN، إن كتيبة شرطة عسكرية عاملة، تتألف من حوالي 200 إلى 250 من العسكريين، في طريقها الآن إلى الانتشار في واشنطن، ويمكن أن تكون في العاصمة في وقت قريب الليلة.

ومن المتوقع أن توفر هذه القوات الأمن في واشنطن، لكنها لا تؤدي مهام تنفيذ القانون، مثل اعتقال واحتجاز المتظاهرين أو مثيري الشغب.

وقال اثنان من مسؤولي الدفاع إن كتيبة الشرطة العسكرية ستأتي من وحدة في فورنت براغ في ولاية كارولينا الشمالية.

وبسبب الوضع الفريد للعاصمة واشنطن، لا يتطلب النشر من الحكومة المحلية أن تأذن بالنشر الذي يمكن أن يقوم به المسؤولون الفيدراليون.

ولا يوجد ما يشير إلى أن الرئيس دونالد ترامب يستشهد بـ”قانون الانتفاضة”، وهو غير مطلوب، لأن القوات لن تقوم بإجراءات إنفاذ القانون.

ولم يرد البنتاغون بشكل فوري على طلب CNN التعليق.

وفي سياق متصل قال مسؤولو الدفاع لشبكة CNN إن هناك انزعاجًا عميقًا ومتزايدًا بين البعض في البنتاغون حتى قبل أن يعلن الرئيس دونالد ترامب الاثنين، أنه مستعد لنشر الجيش لفرض النظام داخل الولايات المتحدة.

فمع انتشار الغاز المسيل للدموع في هواء حديقة لافاييت المواجهة للبيت الأبيض، أعلن ترامب من روز جاردن، أنه إذا رفض قادة الولاية أو المدينة “اتخاذ الإجراءات اللازمة للدفاع عن حياة وممتلكات سكانهم”، فسوف استحضر قانون الانتفاضة، -قانون 1807 الذي يسمح للرئيس بنشر الجيش الأمريكي لقمع الاضطراب المدني-.

لكن بعض مسؤولي البنتاغون قلقون للغاية بهذا الشأن، حيث أخبر العديد من مسؤولي الدفاع شبكة سي إن إن، أنهم حاولوا الرد من خلال تقديم حجج قوية مفادها أن الوضع لا يتطلب نشر قوات عاملة نشطة ما لم يقدم حكام الولايات حجة واضحة بأن مثل هذه القوات مطلوبة.

وقال مسؤول دفاعي، مشيرًا إلى القوانين التي تمنع الجيش من أداء أدوار في تطبيق القانون داخل الولايات المتحدة: “هناك رغبة شديدة في أن يكون تطبيق القانون المحلي مسؤولاً”.

هناك أيضًا انزعاج من مهمة النظام المدني بين بعض قوات الحرس الوطني – الذين يتم حشدهم الآن داخل الولايات المتحدة أكثر من أي وقت سابق في التاريخ.

أبوبكر أبوالمجد https://asiaelyoum.com

صحفي وباحث متخصص في شئون آسيا السياسية والاقتصادية

قد يعجبك أيضاً

المزيد من الكاتب

+ There are no comments

Add yours