خوارزميات الكشف عن الأخبار المزيفة ليست حلاً عمليًا لمواجهة هذه الظاهرة.
توجهت أصابع الاتهام نحو العملاقين “فيسبوك” و”جوجل” منذ العام الماضي باعتبارهما المسؤولين الرئيسيين عن انتشار الأخبار المزيفة عبر نافذتيهما على الإنترنت، إلا أنهما أنجزا الكثير لمحاربة ذلك، ولكن يبدو أن الأمر خرج عن السيطرة.
وبعد ظهور نتائج الانتخابات الرئاسية، اتهم أمريكيون “فيسبوك” بنشر الشائعات المضادة لمرشحة الرئاسة الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون ما أدى إلى خسارتها شعبيتها، والرفع من شأن منافسها وفوزه.
وعلى الرغم من رفض مارك زوكربيرغ، مؤسس “فيسبوك” للفكرة كليًا معتبرا إيها جنوناً، إلا أنه أعلن فيما بعد أنه لا مكان على فيسبوك للأخبار المغلوطة وانتشار الشائعات وأن المنصة ستبذل قصارى جهدها لمواجهة ذلك، وقد فعل ذلك ولكن على الورق فقط.
وكان “فيسبوك” قد كشف عن مجموعة شراكات مع جهات متخصصة في تعقب الأخبار والتأكد من صحتها لتوضيح مدى صحة أو خطأ ما ينشر على المنصة الزرقاء.
وتعاقد مع عدد من وسائل الإعلام لتساعده على النشر المستمر للأخبار الموثوق منها على المنصة، إلى جانب السياسة التقليدية التي تسمح للمستخدمين بالإبلاغ عن الأخبار المغلوطة كي يتم مراجعتها من جانب فريق مخصص لذلك داخل “فيسبوك” ومن ثم يتم استخدام كلمة Disputed News لتمييز الأخبار المشكوك في مصادرها.
ورغم كل ذلك، لم يتم تفعيل سوى الخطوة الأخيرة، حيث أن الأداتين الأخريتين لم تخرجا للنور بعد كما أن هناك تساؤلاً محيراً سوف يطرحه عقلك فورًا، لماذا لا يقوم “فيسبوك” بمسح الأخبار غير الموثوق من مصادرها ويكتفي فقط بتقليل معدل انتشارها؟ هل “فيسبوك” يهتم بتفاعل المستخدمين مع المحتوى من خلال إثارة الجدل حول خبر مشكوك فيه فيتفاعل المستخدمون ويزيد المحتوى على المنصة فيستفيد فيسبوك ويبدأ في تحليل الآراء ليفهم مستخدموه أكثر ويوجه ذلك للمعلنين؟.
أسئلة بلا أجوبة
أما على مستوى شركة “غوغل” فقد عقدت اتفاقية في تشرين الأول/ أكتوبر 2016 مع بعض شركات التحقق من الأخبار كي يتم التأكد منها حيث ستقوم بوضع علامة تحمل عبارة Fact Checking أسفل الأخبار في صفحة البحث وكذلك في تطبيق الأخبار والطقس على الهواتف الذكية Google News and Weather كي يلتفت المستخدمون إلى أن الأخبار التي تحمل ذلك تعتبر مشكوكا في مصدرها.
ولكن المثير للسؤال، لماذا لم تشمل “غوغل” تطبيق الفكرة على كافة نتائج بحثها واقتصر الأمر فقط على البحث في الأخبار؟
واتضحت أهمية السؤال مطلع آذار/ مارس الجاري عندما تداولت بعض المواقع أخبارًا حول تخطيط الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما لتنفيذ انقلاب على الرئيس الحالي ترامب وعندما بدأ المستخدمون في البحث عن ذلك على “غوغل” ظهرت لهم نتيجة بحث تؤكد الأمر من موقع غير معروفة هويته باعتباره مصدر ثقة، حيث ظهر في أعلى نتائج البحث في الجزء المخصص لإظهار الحقائق والذي تسميه غوغل One True Answer.
وفيما بعد اعترفت “غوغل” بمشكلة في خوارزمياتها وقامت بمسح نتيجة البحث ولكن ذلك بعد أن بحث عن السؤال ملايين المستخدمين الأمريكيين على محركها للبحث وكذلك بعد أن سألوا جهازها المنزلي Google Home، والمتصل بقاعدة بيانات محركها للبحث فكان يقدم نفس الإجابة.
هل حقاً الخوارزميات يمكنها أن تخرج عن سيطرة مبرمجيها بسبب تضخم قدراتها وذكائها أم أن الأمر له وجه مجهول؟ بالتأكيد سيتضح ذلك مع الوقت.
+ There are no comments
Add yours