تمتلك نيجيريا، الغنية بالموارد الطبيعية، ثاني أكبر اقتصاد في قارة إفريقيا، ويطلق عليها مواطنوها "قلب إفريقيا"، ولديها أكبر عدد من السكان في القارة السمراء، وأكبر عدد من المسلمين في أي دولة إفريقية.
دخلت نيجيريا تحت الاستعمار البريطاني أواسط القرن التاسع عشر، وقبل ذلك استبعد الأوروبيون، وعلى رأسهم البرتغاليون، ملايين النيجيريين منذ أواسط القرن الخامس عشر، وأرسلوهم إلى الأمريكيتين وجزر الكاريبي وأوروبا، قبل أن تحصل نيجيريا على استقلالها من الاستعمار البريطاني عام 1960.
ورغم مرور 57 عاما على استقلالها، ما تزال نيجيريا تعاني مشاكل اقتصادية عديدة بقاية من زمن الاستعمار، وعلى رأسها الفقر الناجم عن عدم الاستثمار الأمثل لثروات البلد الواقع غربي إفريقيا.
النفط والشباب
ويعتمد الاقتصاد النيجيري على النفط بشكل كبير؛ ما أدى إلى انكماشه بنسبة 1.5% العام الماضي مع انخفاض سعر النفط عالميا، ليسجل أول هبوط سنوي منذ 25 عاما.
ويمثل النفط ثلث الناتج المحلي الإجمالي لنيجيريا، و90% من صادراتها.
وحصلت الحكومة النيجيرية على 592.34 مليار دولار من قطاع النفط والغاز بين عامي 1999 و2014، وفق بيانات نشرتها قبل أيام "مبادرة ﺍﻟﺸﻔﺎﻓﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻝ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﺎﺕ ﺍلاستخراجية بنيجيريا" (غير حكومية).
وقال الأمين العام للمبادرة، وازيري أديو، إنه رغم هذا الكم الهائل من الإيرادات، لم يحدث سوى تغير طفيف في مستوى معيشة غالبية النيجيريين وفي تطوير البنية التحتية، داعيا منظمات المجتمع المدني إلى خلق نوع من الرقابة الشعبية على الحكومة، للتأكد من توجيه العائدات المستقبلية من قطاع النفط والغاز لصالح التنمية ومواجهة الفقر.
وتتمتع نيجيريا بشعب شاب، إذ يعتقد أن 60% من سكانها، الذين يتراوح عددهم بين 186 مليونا و200 مليون نسمة، تقل أعمارهم عن 24 عاما.
وتوجد في هذا البلد 250 مجموعة عرقية، على رأسها عرقيتي "الهوسا" والفولاني"، اللتين تمثلان 29% من السكان، و"اليوروبا"، وتمثل 21%، و"الإيبو"، التي تمثل 18% من السكان.
والإنجليزية هي اللغة الرسمية في نيجيريا بتأثير الاستعمار البريطاني، إلا أن السكان يتحدثون حوالي 500 لغة محلية، أكثرها انتشارا بعد الإنجليزية هي: "الهوسا" و"الفولاني" و"الإيبو".
ونيجيريا هي أكثر دول إفريقيا من حيث عدد المسلمين، وفي حين يقول مسؤولون إن المسلمين يمثلون 50% من السكان، تقول مؤسسات إسلامية نيجيرية إن نسبتهم تبلغ 60% (والنسبة المتبقية من المسيحيين).
وتفيد الأرقام الرسمية بأن عدد المسلمين في نيجيريا يبلغ 90 مليون نسمة، وينتشرون في جميع أنحاء البلد، إلا أنهم يتركزون في الشمال والشمال الشرقي.
ثروات طبيعية
منذ سنوات يسود الاستقرار نيجيريا، بعد حقبة عانت فيها من انقلابات عسكرية متكررة منذ حصولها على الاستقلال وحتى تولت الحكم أول حكومة مدنية عن طريق الانتخاب عام 1999.
وتتميز نيجيريا بغناها بالثروات الطبيعية وبقطاعها الزراعي القوي، وتستخرج عددا كبيرا من المعادن، مثل القصدير، والحديد، والرصاص، والزنك.
وتمتلك ثامن أكبر احتياطي للنفط الخام في العالم، وتاسع أكبر احتياطي للغاز الطبيعي، حيث يبلغ احتياطي النفط الخام المثبت لديها، وفقا لمنظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك)، 37 مليار برميل، واحتياطي الغاز الطبيعي حوالي 5.2 تريليون متر مكعب.
ورغم إنتاجها الكبير من النفط الخام (1.83 مليون برميل في الربع الأول من العام الجاري) فإن صناعة تكرير النفط في نيجيريا ضعيفة للغاية، حيث تستورد معظم احتياجاتها من النفط المكرر، وتعاني من مشاكل في إنتاج الطاقة، حيث تشهد انقطاعا متكررا للتيار الكهربائي.
كما تتمتع نيجيريا بإمكانيات زراعية كبيرة؛ بفضل صلاحية قسم كبير من أراضيها للزراعة، وطبيعتها الجغرافية، وطبيعة مناخها.
ويعاني هذا البلد الإفريقي من عدم كفاية النظام الصحي، ويعتبر متوسط العمر في نيجيريا أقل من العديد من الدول، فوفقا لمنظمة الصحة العالمية يبلغ متوسط عمر الرجال فيها 53 عاما، و56 عاما للنساء.
وسنويا، تحصد الأمراض حياة مئات الآلاف من النيجيريين، وعلى رأسها الملاريا، والتيفوئيد، والإيدز (مرض نقص المناعة البشرية المكتسب)، والسل.
+ There are no comments
Add yours