نكشف بالأسماء.. قيادات الحرس الثوري الإيراني ودروها في هجمات كيماوي سوريا

1 min read

أبوبكر أبوالمجد

لا يخفى على أحد من العامة أو الخاصة في العالم فضلًا عن العالم العربي، أن إيران ومندوبيها سواء من الحرس الثوري أو حزب الله في سوريا هم من يديرون المعركة على الأرض، ويقودون قوات الأسد ويوجهونهم.

وفي ذلك السياق كشف المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية عن خيوط الدور الذي لعبه الحرس الثوري الإيراني في الهجوم الكيماوي الذي تعرضت له الغوطة الشرقية، ومدينة دوما على وجه التحديد مؤخرًا وراح ضحيته المئات من السوريين من بينهم عدد كبير من الأطفال.

رد خامنئي الفاضح

بعد ساعات من الهجوم الصاروخي للولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا على سوريا، صرح علي خامنئي الولي الفقيه لنظام الملالي السبت قبل الماضي، الموافق 14 أبريل/نيسان قائلًا: «إنني أعلن بصراحة أن رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، ورئيس جمهورية فرنسا ورئيس وزراء بريطانيا مجرمون، وقد ارتكبوا جريمة ولن يحقّقوا أي مكسب، كما أنهم تواجدوا خلال الأعوام الماضية في العراق وسوريا وأفغانستان، وارتكبوا هذا النوع من الجرائم ولم يحققوا أي مكاسب».

فعلى الرغم من أن الضربة الثلاثية لم تسقط ضحايا كما أعلنت كل وسائل الإعلام بما فيها التابعة للنظام، وراحت تهلل وتطبل واصفة إياها بالخائبة، تناست إيران أنها قادت هذا النظام في إزهاق أرواح مئات الآلاف من السوريين وتشريد الملايين وإصابة ملايين آخرين بإصابات الحرب، وكانت هي الأحق ورجالات الأسد بوصف "المجرمون" الذي أطلقه خامنئي.

وسبق هذا التصريح الفاضح وتحديدًا يوم الأربعاء الموافق 11 أبريل/نيسان، زيارة "علي أكبر ولايتي" مستشار خامنئي للشؤون الدولية، وهو أعلى منصب في رسم الخطوط السياسية للنظام بجانب خامنئي، منطقة الغوطة الشرقية أي بعد أربعة أيام فقط من القصف الكيماوي الذي ضرب دوما، حيث أصبحت قضية دولية، وقدم شكره للقوات المشاركة في عملية الغوطة الشرقية، وأعلن دعمه الكامل للنظام الأسدي.

هذا الشكل من الدعم التام من قبل خامنئي وحضور ولايتي إلى الغوطة الشرقية في الوقت الذي كانت أصابع الاتهام بالجريمة المرتكبة ضد الإنسانية متجهة نحو ديكتاتور سوريا بسبب استخدامه السلاح الكيماوي، أثار تساؤلاً في الذهن ما سبب هذا الدعم التام لبشار الأسد في ظل الظرف الدولي المتأزم؟

الحقيقة

 تؤكد معلومات المقاومة الإيرانية، أن جيش النظام السوري وقوات الحرس الثوري في سوريا تعملان تحت قيادة عملياتية مشتركة، وأن كل العمليات البرية تتم تحت إشراف وبحضور قادة قوات الحرس الإيراني، وأن التخطيط الحصار والعمليات ضد الغوطة الشرقية تم بمشاركة قادة قوات الحرس الإيراني، إضافة إلى تمرير الحصار الإجرامي الذي تم بمشاركة مباشرة لقادة الحرس.

وفي الوقت الحالي يتولى العميد سيد جواد غفاري قيادة قوات الحرس الإيراني في سوريا، ومحمد رضا فلاح زاده المسمى بأبي باقر هو أحد مساعديه هناك، وهما من القادة الكبار للعمليات، ويقبع "غفاري" معظم الأحيان في مقر حلب لقوات الحرس؛ بينما يقبع "فلاح زاده" في مقر المبنى الزجاجي بالقرب من مطار دمشق.

مشاركة مباشرة

وبحسب المعلومات الواردة من المقاومة الإيرانية يشارك قادة قوات الحرس مباشرة في تحديد أهداف الغارات الجوية لجيش النظام السوري، حتى أن بعضهم كالعقيد مهدي دهقان يزدلي وهو من قادة قسم الطائرات دون طيار لقوة الجو التابعة لقوات الحرس قُتِل في 9 أبريل/نيسان في الهجوم على قاعدة تدمر خلال مشاركته في تحديد أهداف الغارات الجوية لجيش النظام.

وتشكل قوات الحرس ومجموعات الميليشيات التابعة لها جزءًا هامًا من القوة البرية العاملة بمحاذاة جيش الأسد، وتشارك في كل العمليات البرية، وفي 17 أبريل/نيسان الجاري، وفي مقابلة مع «وكالة أنباء الطلبة»، اعترف نائب رئيس لجنة الأمن لمجلس شورى نظام الملالي، كمال دهقاني فيروز آبادي بمشاركة قوات النظام في حصار الغوطة الشرقية.

كما اعترف أيضاً علي خرّم من المحللين التابعين لقوات الحرس في مقابلته مع صحيفة «شرق» في 15 أبريل/نيسان الجاري بمشاركة قوات الحرس في مواضع الجيش السوري لمقاومة الصواريخ.

ومن جانبها أكدت لجنة الشؤون الخارجية للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في تقرير لها صدر في 4 أبريل/نيسان 2017 أن «قوات الحرس الثوري الإيراني التي تتولى العمليات البرية الهجومية في سوريا، دخلت محافظة حماة للحيلولة دون تقدم سريع للمعارضة فيها، وتكبد نظام الملالي خسائر فادحة في مدة قصيرة وفق ما ورد في الوثائق المعلنة من قبل وسائل الإعلام التابعة للنظام الإيراني، ولهذا السبب اضطر قاسم سليماني لزيارة الجبهة شخصيًا كي يرفع معنويات الحرس ومرتزقته.

أسباب الضربة

وبسبب ضعف القوة البرية للحرس الثوري وجيش النظام السوري، ومخافة قلب المعادلة العسكرية لصالح المعارضة المسلحة، كانوا بحاجة إلى ضربة ثقيلة على قوات المعارضة، ولذلك طلبوا من القوة الجوية الإسناد لهم، فقامت القوة الجوية لجيش الأسد وبالتنسيق مع القوة البرية للحرس الثوري في 4 أبريل/نيسان 2017 بالقصف الكيماوي خلف جبهة القوات المعارضة في خان شيخون بغية خلق الرعب والخوف بين عناصر المعارضة، وتغيير المشهد العسكري لصالح القوة البرية للحرس والجيش الأسدي.

شيزوفرينيا النظام الإيراني

تصر إيران على ارتداء لباس المظلومية، والظهور بمظهر المُستهدف، وتعد ما يحصل في المنطقة نوعا من الاستهداف الخاص لها، متجاهلة تدخلاتها في شؤون الآخرين، معتبرة أن ما تحققه ميليشياتها والأنظمة التي تدور في فلكها انتصارات لها، ما يعد شيزوفرينيا أصابت الملالي.

 وفي هذا الصدد، كتب عميد الحرس سعد الله زارعي من المستشارين لقوة القدس في الشؤون السياسية بتاريخ 15 أبريل/نيسان الجاري في تحليل له عن الوضع نشرته صحيفة «شرق» «ركزت أمريكا وعملاؤها الآن، وحتى دول مثل تركيا جهودها على طرد إيران من المنطقة، أو إضعاف موقع إيران، ولذلك تزداد ضغوط أمريكا وعملائها على إيران وأصدقائها في المنطقة بموازاة الانتصارات التي تحققها جبهة المقاومة في المنطقة..الإجراءات المستعجلة التي اتخذتها الولايات المتحدة خلال الأسابيع الثلاثة أو الأربعة الماضية بعد تبني قوانين صارمة ضد قوات الحرس يتم ترجمتها من قبل إسرائيل بالهجوم على قاعة تيفور الجوية، ومن قبل العربية السعودية باتهامها إيران بإرسال شحنات صواريخ باليستية إلى المقاتلين اليمنيين المسلمين، ومن قبل فرنسا وبريطانيا بتوجيه اتهامات ضد إيران بتهديد الأمن في المنطقة.. هذه الإجراءات كلها تستهدف حضور إيران في المنطقة.. وفي الواقع ممارسة الضغط على إيران لا يعد إجراءً محدودًا ضد إحدى الدول المؤثرة في المنطقة، وإنما يجب اعتباره إجراءً في تغيير إستراتيجي لخارطة الطريق في المنطقة».

هذه النقاط التي أثرناها في هذا التقرير تبرز بعض جوانب التدخل الإيراني السافر في الشأن السوري، ورغبتها الدائمة في مد نفوذها إلى قلب العالم العربي، وأن دعم خامنئي غير المحدود لشخص بشار الأسد وتجييش المليشيات من أفغانستان وباكستان باسم التشيع واستغلال الفقراء الشيعة بالعراق إضافة لحزب الله والحرس الثوري ليس إلا تأكيد على الطموح الإيراني في تثبيت قدم له في دمشق، وهذا هو ما عناه سعد الله زارعي بـ «تغيير إستراتيجية خارطة الطريق في المنطقة».
 

أبوبكر أبوالمجد https://asiaelyoum.com

صحفي وباحث متخصص في شئون آسيا السياسية والاقتصادية

قد يعجبك أيضاً

المزيد من الكاتب

+ There are no comments

Add yours