ناشط سوري:
مفاوضات جنيف.. شماعة دولية لإطالة زمن الحرب في سوريا
الوضع الإنساني في سوريا مزري للغاية.. وجرائم النظام مستمرة
المعارضة مستعدة للدخول في عملية انتقال سياسي سلمي شرط رحيل الأسد
تفجيرات طرطوس وجبلة فعلها النظام.. والإرهاب سينتهي برحيل بشار
أجرى الحوار: وائل السيد
قال الناشط السوري خليل دعدوش مدير العلاقات العامة لدى “منظمة للكل” إن استئناف المفاوضات السورية في جنيف مرهون بشكل كامل بالتزام النظام السوري بوقف هجماته الجوية على المناطق المدنية، والكفّ عن تجويع المدنيين وفك الحصار عن المناطق المحاصرة والإفراج عن المعتقلين.
وأضاف في حوار لـ “آسيا اليوم” أن الأوضاع الإنسانية في سوريا مزرية للغاية، وأن النظام السوري يرتكب آلاف المجازر الوحشية يوميا بمساعدة ميليشيات إيرانية وعراقية.
وأشار دعدوش إلى أن المجتمع الدولي لم يتخذ قرارا بشأن رحيل الأسد بعد، مؤكدا أن مفاوضات جنيف المعلّقة حتى إشعارٍ آخر ما هي إلا شمّاعة لإطالة زمن الحرب في سوريا.
وإلى نص الحوار:
بداية كيف ترى الوضع الإنساني في سوريا؟
الوضع الإنساني في سوريا مزري للغاية، يستمر النظام السوري وبمساندة من ميليشيات إيرانية وعراقية وقوات حزب الله بارتكاب المجازر الوحشية والانتهاكات بحقّ السكان المدنيين.
وماذا عن الحل السياسي للأزمة السورية؟
يعلق السوريون الآمال على الحل السياسي لإعادة الاستقرار إلى البلاد ووقف الصراع الدائر على الأراضي السورية ، لكنه لم يأت بعد.
وماذا عن مفاوضات جنيف؟
طالما أن المجتمع الدولي وعلى وجه الخصوص روسيا وأمريكا لم يتخذوا موقفاً واضحاً وحازما لكبح إجرام الأسد عن السوريين ووضع حدّ لمأساتهم، لن تكون المفاوضات المعلّقة حتى إشعارٍ آخر في جنيف طريقا للحل، بل ستظل شمّاعة لإطالة زمن الحرب.
وما السبيل لاستئناف مفاوضات جنيف من وجهة نظرك؟
اعتقد أن استئناف المفاوضات السورية في جنيف مرتبط بشكل كامل بالتزام النظام السوري بوقف هجماته الجوية على المناطق المدنية، والكفّ عن تجويع المدنيين وفك الحصار عن المناطق المحاصرةن والإفراج عن المعتقلين “سواء كان الالتزام بإرادته والذي أستبعده أو بضغطٍ روسي أمريكي”.
وماذا عن المعارضة السورية؟
المعارضة السورية أكّدت وما زالت بأنها مستعدة للدخول في عملية انتقال سياسي سلمي تفضي إلى تحقيق السلام في سوريا ومغادرة الأسد السلطة مع بداية تشكيل حكم انتقالي.
وماذا عن التحركات الدولية لرأب الصدع في سوريا؟
ما يحصل الآن هو أن أمريكا والاتحاد الأوروبي وعلى رأسه ألمانيا الاتحادية تشيدان بأهمية التزام جميع الأطراف السورية في وقف العمليات العدائية والالتزام بالهدنة ومحاربة الإرهاب وتدعوان المعارضة السورية سياسية وعسكرية للعودة إلى جنيف والانخراط بمفاوضات مباشرة مع النظام في أقرب وقت ممكن، في المقابل تلتزم أمريكا والاتحاد الأوروبي بمحاولة تسهيل الانتقال السياسي وسير المحادثات في جنيف.
انقسام المعارضة السورية.. هل سبب فشل مفاوضات جنيف؟
المعارضة السورية في جنيف والطرف الوحيد المخوّل في التفاوض مع النظام بشكل رسمي هي الهيئة العليا للتفاوض المنبثقة عن مؤتمر الرياض، وهي متفقة على أجندة واحدة تتلخص في تشكيل هيئة حكم انتقالية حسب بيان جنيف 2012 تدير البلاد في المرحلة الانتقالية بصلاحيات تنفيذية كاملة دون وجود أي دور للأسد في المرحلة الانتقالية ومستقبل سوريا وقد وضعت رؤيتها حول ذلك.
يليها إعداد مسودة دستور جديد تضعه جمعية منتخبة وأخصائيين، ثم انتخابات جديدة تنقل البلاد إلى الحالة الدائمة. كل ذلك يأتي بعد قبول النظام الدخول في العملية السياسية وتطبيق قرارات مجلس الأمن وعلى رأسها القرار 2254 والتي تضمن فك الحصار والسماح بإدخال المساعدات ووقف القصف الجوي والإفراج عن المعتقلين، والتي تعد مبادئ فوق دستورية لا مجال للتفاوض عليها.
إذا من الذي يفشل مفاوضات جنيف؟
النظام السوري متمسك حتى الرمق الأخير في السلطة، ولا يفكّر لمجرد التفكير بتنازل الأسد واستبعاده من رأس الهرم، كون النظام السوري بني على أساس عائلي وكل من حوله مرتبط بالعائلة، وفي حال استبعاد الأسد وإزاحته سينهار هذا النظام بشكل مباشر وسيفرّ معظم حاشيته والزمرة المقرّبة منه، ومع الأسف الشديد نجد أن المجتمع الدولي والأمم المتحدة تسوّق لدور محتمل للأسد وخاصةً في المرحلة الانتقالية، لذلك نجد أن النظام السوري يسعى للتهرب من العملية السياسية وإفشالها من خلال خروقاته للقرارات الدولية.
فمن غير الممكن أن يشارك الأسد في جسم الحكم الانتقالي حتى ولو سحبت منه معظم الصلاحيات السيادية وبقي بصلاحيات شكلية أو ما يسمونها “بروتوكولية” لأنه سيعيق سير المرحلة الانتقالية ويفشلها عبر مماطلته ومعرفته لخبايا مؤسساتها العميقة الأمنية ومؤسسة الجيش، وربما ستمتدّ هذه الفترة لسنوات.
المساعدات الإنسانية الدولية في سوريا إلى أي حد وصل الأمر؟
تستمر محاولات الأمم المتحدة “الخجولة” بإدخال المساعدات الإنسانية للمناطق المحاصرة والمحتاجين لها، إلا أنها تصطدم بعراقيل من جانب النظام ومنعهم من إيصال الغذاء والدواء، وقد تنجح في نادر الأحيان كما حصل مؤخراً في قدسيا والهامة وحرستا بريف دمشق، حيث استطاعت إدخال عددٍ من الشاحنات المحملة بالمعونات الغذائية والطبية التي تسدّ الرمق ولا تشبع حسب وصف كثيرين من أهالي تلك المناطق.
بينما تعيش داريا والوعر ومعضمية الشام كارثة إنسانية بما تعنيه الكلمة، يقطن تلك المناطق ما يقارب 152 ألف انسان يعانون ويلات الحصار والجوع وانعدام الأدوية والمواد الطبية.
التفجيرات الأخيرة .. كيف ترى التطور النوعي في العمليات الدموية على الأراضي السورية؟
بالحديث عن التفجيرات في مناطق نفوذ النظام طرطوس وجبلة، لا يوجد أيّ أدلّة حقيقية عن مفتعل الجريمة، سوى إعلان داعش مسؤوليتها عن تلك التفجيرات، إلا أنه من وجهة نظري وأفعال النظام السوري المتكررة والمشابهة وآخرها في حمص كفيلةً بتوجيه أصابع الاتهام له.
ولماذا من وجهة نظرك يقوم النظام السوري بهذه العملية؟
يعتبر المستفيد الأكبر من إثارة الفوضى والفتنة بين السوريين وكل ذلك يصبّ في دوامة العنف التي يفتعلها على مدار خمس سنوات في مواجهة السوريين، وتحقيقاً لمصالحه وإثبات إدعاءاته بأن الإرهاب الذي يحارب سوريا هو ذاته الذي يشكل تهديداً وخطراً على العالم بأسره.
وتأكيداً على ذلك أصدرت حركة أحرار العلويين بياناً يشير أن تفجيرات طرطوس هي من افتعال النظام السوري لإحداث فوضى في الساحل.
ولا مجال للشكّ في أن الانتهاكات ضدّ المدنيين مهما كانت انتماءاتهم وآرائهم السياسية هي جريمة ضدّ الإنسانية مدانة في كل الأعراف والقوانين أيّاً كان الفاعل، ويجب محاسبته.
لكن المجتمع الدولي لم يستطع وقف الإرهاب في سوريا؟
لم يوقن المجتمع الدولي إلى هذه اللحظة أن مصدر الإرهاب وراعيه هو نظام الأسد، ولن ينتهي الإرهاب إلا بزوال العصبة الحاكمة عن سوريا إلى الأبد، وبناء سوريا الجديدة على أسس الديمقراطية والعدالة وحقوق الإنسان.
يقول البعض إن إيران بدأت في الانسحاب من الأراضي السورية بعد هزائمها .. ما حقيقة الأمر؟
عن أي انسحاب لإيران نتحدث، وقوات النخبة من إيران وحزب الله تتقدم صفوف القتال في ريف حلب وداريا وجنوب الغوطة الشرقية، في الأيام الماضية فقط قتل العشرات من العناصر التي حاولت اقتحام داريا كان كلهم من الحرس الثوري الإيراني.
+ There are no comments
Add yours