بوفّا.. مدينة غينية، إحدى مراكز تجارة الرقيق، غربي إفريقيا، لا تزال تحتفظ بآثار شاهدة على ممارسات الاستعمار اللاإنسانية على مدى مئات الأعوام.
وتبعد المدينة نحو 130 كم عن العاصمة كوناكري، وكان ميناؤها منطلقا لسفن الرقيق إلى أمريكا.
ويستخدم الميناء منذ أوائل القرن الخامس عشر، وتعاقب عليه البرتغاليون والبريطانيون وأخيرا الفرنسيون.
أما اليوم فيتولى الصينيون تشغيل الميناء المطل على المحيط الأطلسي، ويبدو في حالة رثة.
وماتزال منطقة الميناء تحتفظ ببقايا بيوت الرق التي كان يحتجز فيها العبيد ضمن زنازين بانتظار السفن التي ستأخذهم إلى أمريكا.
ورغم أنه لم يبق الكثير من تلك البيوت سوى بعض الجدارن المتداعية، إلا أنه يمكن للمرء تخيل معاناة الرقيق فيها، حيث لقي بعضهم حتفه جراء المعاملة السيئة والازدحام، فيما خسر من نجا من الموت حريته.
ومع الدخول إلى قلب المدينة تظهر آثار الففر المدقع فيها بشكل جلي، حيث يضطر الجميع للعمل، بما فيهم الأطفال الصغار وكبار السن.
ويبلغ معدل الالمام بالقراءة والكتابة في غينيا نحو 35% وتنخفض النسبة أكثر في المدن الصغيرة.
ورغم أن اللغة الرسمية لللبلاد الفرنسية، إلا أن الغينيين الذين لا يذهبون للمدارس، يتحدثون بلغتهم المحلية.
وقال طالب الثانوية أحمد سو، للأناضول، إنه لم يأت إلى المنطقة سوى بضع سياح محليين لهم شغف بالتاريخ، هذا العام.
وأردف : " ليت الجميع يأتي إلى هنا ليرى ما عاناه أجدادنا".
وشدد على ضرورة قيام الدولة بحماية هذه المنطقة، لتبقى شاهدة على انتهاكات المستعمرين.
+ There are no comments
Add yours