أدانت منظمة "وتنس اغينست تورتشر" (إنسانية غير حكومية)، اليوم الخميس، مسودة أمر تنفيذي أمريكي، تداولتها وسائل إعلام أمس، تدعو إلى إعادة فتح سجون المخابرات الأمريكية خارج البلاد، واستخدام وسائل التعذيب في عمليات الاستجواب.
وقالت المنظمة الأمريكية المناهضة للتعذيب، في بيان، إن المسودة "تهدد بعودة كابوس غير قانوني ولا أخلاقي وغير أمريكي (لا يتفق مع مبادئها) يتمثل في سياسات التعذيب التي بدأتها إدارة (الرئيس الأمريكي الأسبق جورج دبليو) بوش".
وأمس الأربعاء، تداولت وسائل الإعلام الأمريكية مسودة أمر تنفيذي، قال البيت الأبيض إنه "لا علاقة له بتسريبها"، تبحث إعادة فتح السجون التي تديرها وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية "سي آي إي"، خارج الولايات المتحدة، ومراجعة قواعد استجواب الاستخبارات للموقوفين والمتهمين، والتي قامت إدارة الرئيس الأمريكي السابق، باراك أوباما، بتقييدها إلى حد كبير.
وفي العام 2006، اعترف الرئيس الأمريكي الأسبق، جورج بوش الابن، بوجود سجون سرية تستخدمها استخبارات بلاده، في دول عديدة حول العالم، مورست فيها أعمال الاعتقال السري والتحقيق، التي لم تحظر التشريعات الأمريكية استخدام التعذيب فيها.
وأضافت المنظمة الإنسانية الساعية إلى إغلاق معتقل "غوانتانامو" سيء الصيت، أن "المسودة توصي بإيقاف نقل جميع المعتقلين من سجن غوانتانامو وجلب المزيد من الأسرى إلى السجن وهو أمر شائن أيضاً".
وذكرت أن معتقل غوانتانامو "لم يكن أبداً آداة مهمة في المعركة ضد التهديدات العالمية (الإرهاب)، بل كان مكاناً لتفشي التعذيب، ومركز اعتقال لمئات من الرجال الأبرياء، الذين كانوا يشكلون الغالبية العظمى (من المعتقلين)، وسببا للتطرف في مختلف أنحاء العالم، ووصمة لسمعة أمريكا".
من جانبها، قالت المديرة التنفيذية للائتلاف الوطني لحماية الحريات المدنية (أمريكي غير حكومي)، مها هلال، إن "الحديث عن غوانتانامو سيعزز مخاوف المصابين بالإسلاموفوبيا (الخوف من الإسلام) التي تهدد الحقوق المدنية والإنسانية للمسلمين في الوطن والخارج. وصم المسلمين بالشر يجب أن ينتهي"، بحسب ذات البيان.
فيما اعتبرت عضو فرع شيكاغو لمنظمة "وتنس اغينست تورتشر"، جيريكا ارينتس، أن "التعذيب قد أضعف الأمن الأمريكي، وجلب مآس للضحايا المسلمين وعوائلهم".
وطالبت المنظمة، في بيانها، الجيش والمجتمع الاستخباري والكونغرس وإدارة الرئيس دونالد ترامب، والشعب الأمريكي "برفض معايير التعذيب المقترحة (في الأمر الإداري) مهما حاول مسؤولي البيت الأبيض تزكيتها".
وأمس الأربعاء، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، في مقابلة له، إنه سيتشاور مع مدير المخابرات المركزية (سي آي إيه) مايك بومبيو، ووزير دفاعه جيمس ماتيس، قبل أن يتخذ أي خطوة بهذا الاتجاه (استخدام التعذيب)، مشيراً إلى أنه سأل كبار المسؤولين الاستخباريين "هل التعذيب مؤثر، وكانت الإجابة نعم".
ونقلت القناة عن مسؤول في الكونغرس الأمريكي، لم تكشف هويته، أن كلاً من "ماتيس" و"بومبيو" لم يطلعا على مسودة الأمر التنفيذي بعد، التي تم تداولها عبر وسائل الإعلام المحلية.
وخلال حملته الانتخابية، نهاية العام الماضي، كشف الرئيس ترامب عن عدم ممانعته باستخدام أسلوب الإيهام بالغرق في استجواب الإرهابيين، إلا أنه سرعان ما تراجع عن رأيه عقب تعرضه لهجوم شرس من كلا الحزبين، قائلاً بأنه سيسعى "لاستخدام كل ما يسمح لي القانون باستخدامه في التعامل مع الإرهاب".
+ There are no comments
Add yours