شهد محيط الكنيسة التذكارية في العاصمة الألمانية برلين، حيث قتل 12 وأصيب 48 في حادث دهس، مظاهرتين متعارضتين، مساء اليوم الأربعاء، الأولى مناهضة للاجئين نظمها النازيون الجدد، والأخرى مدافعة عنهم نظمها نشطاء داعمين للسلام.
ووقف الطرفان في مواجهة بعضهما البعض، يفصل بينهما عدد كبير من قوات الأمن، كما أحاطت سيارات الشرطة بالموقع من كل جانب، تحسبا لوقوع اشتباكات بين المشاركين في المظاهرتين.
ودعا النازيون لمظاهرتهم أولا، للاحتجاج على استمرار اللاجئين في البلاد والدعوة لطردهم فورا، ما دفع عدد من النشطاء الداعمين للاجئين والسلام إلى الدعوة لمظاهرة مضادة "حتى لا تترك الساحة لدعاة الكراهية"، على حد ما ذكرت صفحة الفعالية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك".
وخلال المظاهرتين اللتين استمرتا قرابة ثلاث ساعات، استخدم النازيون مكبرات الصوت لإيصال رسالتهم في ظل ضعف عدد المشاركين في مظاهرتهم، والذي يقدر بالعشرات.
ورد المشاركون في المظاهرة الأخرى، والذين تعدى عددهم الألف، بهتافات مناهضة لليمين المتطرف، ومنددة بالدعايا النازية.
وهتف دعاة السلام "الحب ضد الكراهية"، و"اللاجؤون مرحب بهم هنا"، و"لا للدعاية النازية"، حاملين قلوب حمراء مرسومة على ورق مقوى.
فيما اكتفى الآخرون بحمل أعلام ألمانيا، والهتاف "اطردوهم"، في إشارة إلى نحو مليون لاجئ معظمهم سوريون، وصلوا الأراضي الألمانية منذ 2015، هربا من القتال في بلادهم.
وقالت ديانا، إحدى المشاركات في مظاهرة السلام، إنها "جاءت لترفض أي حملة كراهية ضد اللاجئين في أعقاب اعتداء برلين" الذي يشتبه في وقوف لاجئ تونسي خلفه، ورددت "اللاجؤون مرحب بهم هنا".
بدوره، قال ربيع خزام، وهو ناشط سوري معارض شارك في مظاهرة السلام، إن "العدد الكبير المشارك يرسل رسالة تفاؤل للاجئين الذي اعتقدوا أنهم سيدفعون ثمن الاعتداء الدموي الأخير".
فيما ذكر سوري آخر، يدعى وسام حسن، أن "الألمان يثبتون أنهم لا يريدون العودة إلى الوراء.. إلى النازية".
ولم يتسن لنا الحديث مع مشاركين في المظاهرة الأخرى، حيث أحاطتها سيارات الأمن من كل جانب، ومنعت الصحفيين من الاقتراب منهم.
وعلى مقربة من موقع المظاهرتين، وقف عدد من الأشخاص، حاملين الشموع لتأبين ضحايا الهجوم الذي وقع في أحد أسواق أعياد الميلاد التي تشتهر بها برلين.
وأعلنت السلطات الألمانية، اليوم الأربعاء، أنها أصدرت مذكرة توقيف بحق التونسي المشتبه بتورطه في الهجوم الدامي بشاحنة على أحد أسواق أعياد الميلاد في العاصمة برلين، أول أمس الإثنين، ما أسفر عن مقتل 12 شخصا على الأقل وإصابة 48 آخرين.
وأضافت أن الشخص يدعى "أنيس العامري" وكان قد طلب اللجوء إلى البلاد عام 2015 غير أنه طلبه قوبل بالرفض، مشيرة إلى أنها رصدت مكافأة 100 ألف يورو لمن يساعد بالقبض عليه، بحسب وسائل إعلام محلية.
وأمس الثلاثاء، أعلن تنظيم "داعش" الإرهابي في بيان منسوب له، نشر على مواقع التواصل الاجتماعي، مسؤوليته عن واقعة الدهس. –
+ There are no comments
Add yours