خرج المئات من طلاب المدارس الثانوية، صباح اليوم الخميس، في مظاهرة بالخرطوم، تنديداً بقرار الحكومة رفع الدعم عن الوقود.
وأفاد مراسل الأناضول أن نحو 300 طالب خرجوا من مجمع المدارس بمدينة بحري شمالي العاصمة وهم يرددون هتافات ضد “الغلاء”.
وسلك المحتجون شارع “المعونة” الرئيس لأكثر من 20 دقيقة قبل أن ينفضوا من تلقاء أنفسهم دون تدخل الأجهزة الأمنية التي لم تأت أصلاً إلى مكان الاحتجاج.
ونسبياً هذه أكبر مظاهرة من بين عدد من المظاهرات المحدودة التي دعت لها المعارضة لمناهضة قرار الحكومة رفع الدعم عن الوقود قبل ثلاثة أسابيع ما ترتب عليه زيادة في الأسعار بنسبة 30 %.
وشملت قرارات الحكومة أيضاً رفع الدعم جزئياً عن الكهرباء وكلياً عن الأدوية التي تضاعفت أسعارها بنسبة 100 – 300 % وفقاً لأصنافها وحجم الدعم الذي كان موفرا لها.
وتعتبر هذه الإجراءات الأحدث ضمن خطة تقشف لجأت لها الحكومة منذ 2011 لتعويض الفارق الذي خلفه انفصال جنوب السودان مستحوذاً على 75 % من حقول النفط.
وكانت العائدات النفطية تمثل 50 % من الإيرادات العامة و80 % من مصادر العملة الصعبة في بلد يستورد غالبية احتياجاته من الخارج.
وبسبب قرارات مماثلة شهدت البلاد في سبتمبر/ أيلول 2013 احتجاجات شعبية خلفت عشرات القتلى وكانت الأقوى منذ وصول الرئيس عمر البشير السلطة في 1989.
ويُعتقد على نطاق واسع أن هذه الاحتجاجات كانت دافع البشير إلى مبادرته للحوار الوطني والتي أطلقها مطلع العام 2014 وقاطعتها فصائل المعارضة الرئيسية.
لكن هذه المرة لم تكن استجابة الشارع كبيرة لدعوات المعارضة حيث خرجت خلال الأسابيع الماضية مظاهرات محدودة فرقتها الأجهزة الأمنية.
والأسبوع الماضي قال الرئيس البشير في أول تعليق له على القرارات إن حكومته “ليست متخوفة من ثمنها السياسي”، وبررها بأنهم كانوا “أمام خيارين أحلاهما مر إما جراحة عميقة تحول دون انهيار الاقتصاد وبالتالي انهيار الدولة أو اتخاذ هذه الإجراءات لإنقاذ الاقتصاد”.
+ There are no comments
Add yours