خرجت مظاهرات في عدة مدن بالشرق الليبي، بينها بنغازي ثاني أكبر المدن الليبية، تأييدا لسيطرة القوات الليبية المنبثقة عن مجلس النواب (منعقد بطبرق شرق)، والتي يقودها “خليفة حفتر” على منطقة الهلال النفطي، التي تضم أهم موانئ النفط شرقي البلاد.
وقبل أيام أعلنت قوات “حفتر”، بسط سيطرتها بالكامل على منطقة الهلال النفطي، بعد معارك قصيرة خاضها ضد جهاز “حرس المنشآت النفطية” (تابع لحكومة الوفاق)، في خطوة لاقت تنديدا غربيا واسعا جاء في بيان مشترك لعدة دول.
ومنذ صدور بيان الدول الغربية التي بينها أمريكا الرافضة لسيطرة قوات “حفتر” على الموانئ النفطية، شهدت مواقع التواصل الاجتماعي في ليبيا دعوات أطلقها نشطاء من شرق وغرب وجنوب البلاد، للخروج اليوم الجمعة في مظاهرة أسموها “نخرج لسيادتنا”، قالوا إنها لتأييد الخطوة وتندد ببيان الدول الغربية، وفي المقابل رفض العديد من النشطاء الخطوة التي قامت بها قوات “حفتر”.
ففي بنغازي، خرج متظاهرون من الأهالي ومنظمات المجتمع المدني في ساحة “الكيش” وسط المدينة لدعم خطوة قوات “حفتر” .
ورفع المتظاهرون لافتات كتب عليها “الجيش يرفع معاناة المواطن ويحرر النفط”، وأخرى كتب عليها عبارات مناهضة لأمريكا، معلنين رفضهم لبيان الدول الغربية.
وقامت أعداد كبيرة من رجال جيش نواب طبرق، والشرطة، بتأمين المظاهرة، وسط تحليق كثيف للطيران الحربي.
أما في مدينة طبرق التي تحتضن مقر مجلس النواب الليبي، فقد نظم نشطاء في المدينة تظاهرة مؤيدة لسيطرة قوات الجيش على منطقة الهلال النفطي التي كانت تحت سيطرة حرس المنشآت فرع الوسطى بقيادة إبراهيم الجضران، وطالبوا خلالها المجتمع الدولي بـ”عدم التدخل في الشؤون الداخلية الليبية”.
كذلك الأمر في مدينة البيضاء، مقر انعقاد حكومة “عبد الله الثني”، المنبثقة عن مجلس النواب، فقد أصدر المتظاهرون المتجمعون في ساحة الحرية وسط المدينة بيانا، أكدوا خلاله تأييدهم لبيان رئيس مجلس النواب “عقيلة صالح قويدر”، الذي طالب خلاله المؤسسة الوطنية للنفط (الموحدة) بتسلم الموانئ النفطية فورًا، ومباشرة تصدير النفط من منطقة الهلال النفطي.
وفي مدينة سبها جنوبي البلاد، خرجت مظاهرة نظمها عدد من الأهالي والنشطاء أمام مسجد الميدان في منطقة “الجديد” مؤيدة لسيطرة قوات جيش نواب طبرق على منطقة الهلال النفطي، وطالبوا المجتمع الدولي بـ”عدم التدخل في الشؤون الداخلية الليبية” وهو ذات الأمر تم في مدينة الزنتان غربي البلاد، بحسب مصادر إعلامية .
ولاقت سيطرة قوات “حفتر” على منطقة الهلال النفطي استنكارا دوليا واسعا، حيث قال بيان مشترك الإثنين الماضي، أصدرته الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا وبريطانيا “ندعو كل القوات العسكرية التي دخلت الهلال النفطي إلى الانسحاب الفوري ودون شروط مسبقة”.
وأدانت القوى الغربية ذاتها ما اعتبرته “هجمات” على الموانئ، مؤكدة عزمها على تنفيذ قرار سابق لمجلس الأمن الدولي يهدف إلى منع ما وصفتها بأنها صادرات نفط “غير مشروعة”.
وتضم منطقة الهلال النفطي أربع موانئ نفطية (الزويتينة، البريقة، راس لانوف، والسدرة)، وتقع بين مدينتي بنغازي (ألف كلم شرق طرابلس) وسرت (450 كلم شرق طرابلس)، وتحوي حقولا نفطية يمثل إنتاجها نحو 60% من صادرات ليبيا النفطية إلى الخارج.
ولدى ليبيا أكبر مخزون للنفط في إفريقيا، وتعتمد على إيراداته في تمويل أكثر من 95% من خزانة الدولة، وتمول منها بشكل رئيسي رواتب الموظفين الحكوميين، ونفقات دعم السلع الأساسية والوقود، وكذلك عدد من الخدمات الرئيسية مثل العلاج المجاني في المستشفيات.
وعقب سقوط نظام معمر القذافي عام 2011، إثر ثورة شعبية، دخلت ليبيا في مرحلة من الانقسام السياسي، تمخض عنها وجود حكومتين وبرلمانيين وجيشين متنافسين في طرابلس غربا، ومدينتي طبرق والبيضاء شرقاً.
ورغم مساعٍ أممية لإنهاء هذا الانقسام، عبر حوار ليبي، جرى في مدينة الصخيرات المغربية وتمخض عنه توقيع اتفاق في 17 ديسمبر/كانون الأول 2015، انبثقت عنه حكومة وحدة وطنية (حكومة الوفاق الوطني) باشرت مهامها من العاصمة طرابلس أواخر مارس/آذار الماضي، إلا أنها لا تزال تواجه رفضاً من الحكومة والبرلمان اللذين يعملان شرقي البلاد.
وإلى جانب الصراع على الحكم، تشهد ليبيا منذ الإطاحة بنظام القذافي، فوضى أمنية بسبب احتفاظ جماعات مسلحة قاتلت النظام السابق بأسلحتها. –
+ There are no comments
Add yours