أخفق مجلس الأمن الدولي، مساء اليوم الإثنين، في اعتماد مشروع القرار المصري المتعلق بالقدس نتيجة استخدام واشنطن حق النقض (فيتو).
وحصل مشروع القرار على أغلبية 14 دولة مقابل "الفيتو" الأمريكي.
ودافعت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة نيكي هيلي، عن موقف بلادها من استخدام حق النقض لعرقلة مشروع القرار.
وقالت في إفادتها إلى أعضاء المجلس عقب التصويت على مشروع القرار، إن "التصويت الذي شاهدناه اليوم في المجلس هو إهانة لن تنساها الولايات المتحدة.. فنحن لن نسمح لأي دولة تقول لنا أين نقيم سفارتنا".
وأضافت أن "عملية السلام التي تضيرها نقل مجرد سفارة ليست بعملية سلام.. لقد استخدمنا حق النقض بدون تردد وفي نفس الوقت فإن الرئيس دونالد ترامب يؤيد الوضع الراهن لمدينة القدس".
موقف مصر
ومن جانبها أعربت مصر، مساء الإثنين، عن أسفها لفشل مجلس الأمن الدولي، في اعتماد مشروع قرارها حول القدس.
وفشل مجلس الأمن في جلسته المنعقدة مساء اليوم، في اعتماد مشروع القرار المقدم من مصر، نيابةً عن المجموعة العربية، حول القدس، بسبب استخدام الولايات المتحدة لحق النقض (فيتو).
وقال أحمد أبو زيد، المتحدث باسم الخارجية، في بيان اطلعت عليه الأناضول، إن "مصر تأسف لعدم اعتماد هذا القرار الهام الذي جاء استجابةً لضمير المجتمع الدولي، وعبر بوضوح عن رفض اعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة لإسرائيل".
وأضاف "من المقلق للغاية أن يعجز مجلس الأمن عن اعتماد قرار يؤكد على قراراته ومواقفه السابقة بشأن الوضعية القانونية لمدينة القدس باعتبارها مدينة محتلة تخضع لمفاوضات الحل النهائي للقضية الفلسطينية وفقاً لكافة مرجعيات عملية السلام المتوافق عليها دولياً".
وأوضح أبو زيد، أن "مصر – بصفتها العضو العربي بالمجلس – تحركت بشكل فوري في مجلس الأمن، تنفيذاً لقرار الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب في القاهرة يوم 9 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، حيث قادت بعثة مصر الدائمة لدى الأمم المتحدة عملية تفاوض مطولة وهادئة مع جميع أعضاء المجلس، بالتنسيق الكامل مع بعثة فلسطين والتشاور مع المجموعة العربية بنيويورك".
وأشار إلى أن مصر "استهدفت الوصول إلى صياغة متوازنة لمشروع القرار تستهدف الحفاظ على الوضعية القانونية للقدس، وتطالب جميع الدول بالالتزام بقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وتعيد التأكيد على المرجعيات الخاصة بعملية السلام".
ولفت إلى أن حصول مشروع القرار على دعم أربعة عشر عضواً من أعضاء المجلس الخمسة عشر يؤكد مجدداً على أن المجتمع الدولي رافض لأية قرارات من شأنها أن تستهدف تغيير وضعية مدينة القدس، والتأثير السلبي على مستقبل عملية السلام والتسوية الشاملة والعادلة للقضية الفلسطينية.
وأضاف المتحدث باسم الخارجية المصرية، بأن المجموعة العربية سوف تجتمع لتقييم الموقف وتحديد الخطوات القادمة للدفاع عن وضعية مدينة القدس.
مندوب فلسطين
بينما وصف مراقب فلسطين الدائم لدي الأمم المتحدة، السفير رياض منصور، مساء الإثنين، دفاع المندوبة الأمريكية، نيكي هيلي، عن استخدام واشنطن حق النقض "فيتو" لعرقلة مشروع قرار بشأن القدس في مجلس الأمن بـ"بالمهزلة".
وعقب إعلان نتيجة التصويت على مشروع القرار، قال السفير الفلسطيني، إن "الولايات المتحدة الأمريكية قررت أن تنحاز بشكل كامل للاحتلال الإسرائيلي، وما سمعناه من ممثل دولة عظمي اليوم (مندوبة واشنطن) هو مهزلة.. أن يصبح الأمن والقانون الدولي هو المشكلة وليس الاستيطان الإسرائيلي".
وأكد أن "القدس ستبقي أرضا محتلة وجزئًا أصيلًا من الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967، وستظل القدس عاصمة لدولة فلسطين التي اعترفت بها غالبية دول العالم.. هذه هي الحقيقة".
وتابع: "استخدام حق النقض لا يلغي قرارات.. الفيتو لم يقدر على ذلك ولن يقدر على ذلك مستقبلًا".
واعتبر مشروع القرار أن "أي قرارات وتدابير تهدف إلى تغيير هوية أو وضع مدينة القدس أو التكوين السكاني للمدينة المقدسة ليس لها أثر قانوني، ولاغية وباطلة التزامًا بقرارات مجلس الأمن ذات الصلة".
ودعا "كل الدول إلى الامتناع عن إقامة بعثات دبلوماسية في مدينة القدس المقدسة؛ تطبيقًا لقرار مجلس الأمن 478 لسنة 1980 والالتزام بقرارات مجلس الأمن وعدم الاعتراف بأي تدابير أو إجراءات تتناقض مع هذه القرارات".
واعتبر منصور أن عملية التصويت التي جرت بقاعة مجلس الأمن، اليوم، كانت بمثابة "إجماع دولي على المبادئ الأساسية، واعتراف من جميع دول العالم بمكانة القدس الخاصة".
وأشار إلى أن الفلسطينيين لن يقبلوا من الآن فصاعدًا بدور أمريكي منفرد في عملية السلام وإنما بجد جماعي يمثل المجتمع الدولي.
امتنان إسرائيلي
في المقابل، أعرب مندوب إسرائيل الدائم لدى الأمم المتحدة السفير داني دانون، عن عميق امتنانه للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ونائبه مايك بنس، ومندوبته الدائمة لدي الأمم المتحدة السفيرة نيكي هيلي.
وقال المندوب الإسرائيلي، إن "الدول التي صوتت اليوم لصالح مشروع القرار، هي دول مذنبة ومنافقة.. فالقدس عاصمة للدولة اليهودية منذ آلاف السنين".
وأضاف: "اعتراف الرئيس الأمريكي بالقدس عاصمة لدولتنا، هو مجرد تعبير عن الحقيقة".
وتابع: "الرئيس الأمريكي يعمل من أجل السلام باعترافه هذا ونحن لن نسمح لأي أحد، لاسيما الأمم المتحدة، بأن يحدد مصيرنا".
تنديد تركي
أما وزارة الخارجية التركية، فاعتبرت أن استخدام الولايات المتحدة لحق النقض "فيتو" على مشروع قرار بشأن القدس، "يظهر مجددًا فقدانها للحيادية".
جاء ذلك في بيان صادر عن الخارجية، حول فشل مجلس الأمن في اعتماد مشروع قرار مقدم من مصر، نيابةً عن المجموعة العربية، وبمبادرة مكثّفة من تركيا، يعتبر قرار واشنطن الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل بأنه "باطل قانونيًا" بسبب انتهاكه لقرارات الأمم المتحدة.
وأعربت الخارجية، عن أسفها لاستخدام الفيتو ضد مشروع القرار مقابل موافقة 14 دولة.
وقالت إن "استخدام الولايات المتحدة للفيتو ضد مشروع القرار المذكور المعد مع مراعاة القانون الدولي والشرعية، ويدعو كافة الدول إلى الامتثال لقرارات مجلس الأمن الدولي المعنية المتعلقة بالقدس، يظهر مجددًا فقدان تلك الدولة للحيادية".
وأشارت الخارجية، إلى أن "بقاء الولايات المتحدة وحيدة في التصويت يعتبر أقوى مؤشر ملموس على عدم مشروعية قرارها (الولايات المتحدة) حول القدس".
وأكّدت على أنه "من غير المقبول جعل مجلس الأمن الدولي عاجزًا إزاء انتهاك إرادة المجتمع الدولي في قضية سيكون لها انعكاسات على السلام والاستقرار الإقليميين".
ولفتت الخارجية، إلى أن "تركيا ستواصل الوقوف دائمًا إلى جانب الدولة الفلسطينية وشعب فلسطين، ودعم نضاله في كافة المنابر الدولية على رأسها الجمعية العامة للأمم المتحدة والجهود المنصبة بهذا الاتجاه".
+ There are no comments
Add yours