أبوبكر أبوالمجد
حرب متبادلة في طرابلس، بين حكومة الوفاق من ناحية وقوات خليفة حفتر أو ما يطلق عليه الجيش الوطني الليبي، ليس وقودها الناروحسب، وإنما التصريحات كذلك، والتي تتأرجح بين اتهامات ونفيها.
القبض على داعشي
فمن جهتها، أعلنت وزارة الداخلية بحكومة الوفاق الليبية المعترف بها دوليا، القبض على عنصر ينتمي لتنظيم "داعش"، كان يعتزم تنفيذ عمليات إرهابية بالعاصمة طرابلس.
وقالت الوزارة في بيان، السبت، إن جهاز الردع لمكافحة الجريمة المنظمة والإرهاب تمكن من القبض على إرهابي ينتمي لـ"داعش" ويدعى أنس أبريك المبروك الزوكي، ومعروف بـ"أبوعبد الله الدرناوي".
وأضافت أن الإرهابي كان متواجدا في مدينة بنغازي منذ عام 2015 وغادرها أواخر يناير/ كانون الثاني 2017، وتوجه رفقة مجموعة من التنظيم إلى الصحراء، وبعد ذلك توجه سبها (جنوب) وصولاً لطرابلس.
وإشارات إلى أنه بعد التحقيق مع الإرهابي، اعترف أنه جاء إلى طرابلس لتنفيذ عمليات إرهابية وزعزعة الأمن والاستقرار داخل طرابلس.
واكدت الوزارة أنها على أتم الاستعداد للتصدي لكل من تسول له نفسه المساس بأمن العاصمة، وخاصة في هذه الأوقات بالذات من أجل خلط الأوراق لتنفيذ أجندات خارجية.وكان خبراء حذروا من أن "داعش" يمكن أن يزيد قوته وخطورته في ليبيا عبر الاستفادة من بيئة الفوضى التي يعيشها هذا البلد.
قصف مدرسة
أما رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني، فقال، إن قوات اللواء خليفة حفتر، قائد قوات الجيش شرقي ليبيا، "ما زالت مستمرة في استخدام الطيران والقصف العشوائي لمناطق مدنية في طرابلس"، وكان آخره قصف مدرسة السبت، فيما نفت الأخيرة ذلك.
جاء ذلك في تصريحات خلال اجتماعه السبت، بالمبعوث الأممي إلى ليبيا، غسان سلامة، ونائبته للشؤون السياسية، ستيفاني ويليامز، حسب بيان صادر عن المكتب الإعلامي للسراج.
وقال السراج إن هذا القصف يستهدف المنازل والبنية التحتية، لافتا إلى أن آخر ما تم استهدافه مدرسة بمنطقة عين زارة في طرابلس، دون أن يتسنى للأناضول التأكد من المعلومة.
وذكر البيان بأن اجتماع السراج وسلامة تناول مستجدات الأوضاع حول العاصمة، وجهود الأمم المتحدة لوقف الاعتداءات.
وأبلغ السراج المبعوث الأممي بـ"حالات انتهاك حقوق الإنسان من قبل القوة المعتدية، التي من بينها تجنيد الأطفال للقتال في صفوفها".
ونقل البيان عن سلامة رفضه التام لأي "اعتداء على المدنيين والمنشآت المدنية الذي يشكل انتهاكا خطيرا للقانون الإنساني الدولي"، مؤكدا أن الجهود لم تتوقف لإنهاء هذه الحرب.
نفي
وفي وقت لاحق، نفى المتحدث باسم قوات حفتر، أحمد المسماري، في مؤتمر صحفي، هذه الاتهامات، مؤكدا أن قواته الجوية "نفذت 8 غارات جوية ضد جماعة البقرة بمعسكر الرحبة في تاجوراء، ومليشيات مصراتة بغوط الرمان وعين زارة" حسب قوله.
واتهم في المقابل، طيران الوفاق بالتسبب بمقتل 3 مدنيين جراء قصف مدينة غريان الواقعة تحت سيطرتهم، وقصف مناطق مدنية آهلة بالسكان في ترهونة.
وذكر بأنه تم رصد مشاركة طيارين أجانب مع قوات الوفاق، لافتا إلى أن عددهم في ازدياد، وأنهم "سيواصلون تقديم الأدلة الدامغة بأن المعركة في طرابلس بين الليبيين والتنظيمات الإرهابية" حسب قوله .
جدير بالذكر، أنه في 4 أبريل/نيسان الجاري، أطلق حفتر، الذي يقود الجيش في الشرق، عملية عسكرية للسيطرة على طرابلس، في خطوة أثارت استنكارا دوليا واسعا.
وجاءت الخطوة قبيل انعقاد مؤتمر للحوار، كان مقررا الأحد والثلاثاء المقبلين، ضمن خريطة طريق أممية لمعالجة النزاع في البلد العربي الغني بالنفط، قبل أن يتم تأجيله لأجل غير مسمى.
ومنذ 2011، تشهد ليبيا صراعا على الشرعية والسلطة يتمركز حاليا بين حكومة الوفاق المعترف بها دوليا، في طرابلس (غرب)، وقوات حفتر، التابعة لمجلس النواب المنعقد بمدينة طبرق
+ There are no comments
Add yours