مرت 25 سنة على تنفيذ الأسطول الروسي لعملية بحرية فريدة من نوعها في التاريخ، ففي عام 1991 أطلقت غواصة نووية 16 صاروخا بالستيا عابرا للقارات على شكل رشقة واحدة.
وهو أمر أرعب جنرالات الناتو لفترة طويلة. وحتى يومنا هذا لم يتمكن أي أسطول حربي من تكرار هذا الرقم القياسي المذهل. ونفذت العملية الغواصة النووية K-407 “نوفوموسكوفسك”.
ومنذ فترة الحرب الباردة تعتبر الغواصات النووية الأكثر إثارة للخوف والقدرة على التملص والتهرب من المراقبة وهي تعد وبحق سلاح الانتقام الرهيب لأنها تحمل العدد الكبير من الصواريخ البالستية العابرة للقارات.
فكرة هذه المناورة حصلت لدى قيادة الأسطول بعد أن تعرض سلاح الغواصات النووية لحملة لئيمة ظالمة في نهاية العهد السوفيتي تم خلالها اتهامها جورا بعدم الفعالية وارتفاع التكاليف. وأخرست الرشقة الصاروخية الأصوات المطالبة “بإعدام” أسطول الغواصات النووية وأكد ضرورته ومدى فعاليته.
وحملت العملية اسم “بيغموت”( فرس النهر) الذي يعتبر أخطر وأقوى الحيوانات في أفريقيا.
لقد أدرك طاقم الغواصة مدى جدية وخطورة المهمة الملقاة على عاتقه ومدى تأثير نتيجتها على كل وجود أسطول الغواصات النووية الوطني. وحضر العملية، كبير مصممي الغواصة المذكورة ونائبه وذلك بهدف الإعراب عن التأييد والتضامن مع الطاقم. ونفذت عملية الرمي بشكل ناجح جدا – 16 صاروخا بالستيا عابرا للقارات من طراز ” سينيفا” وبين كل طلقة وأخرى 20 ثانية فقط.
كان ذلك ولا يزال رقما قياسيا لم يحطمه أحد – الرقم السابق 8 صواريخ على شكل رشقتين في كل رشقة 4 صواريخ. بهذا الشكل أثبتت الغواصات النووية الروسية تفوقها الذي لا غبار عليه.
+ There are no comments
Add yours