كتب- أبوبكر أبوالمجد
وسط إجراءات أمنية مشددة، ومساعي عراقية لإعادة ثقة العالم في عودة العراق الآمن والمستقر قريبًا إلى الساحة الدولية، وصل بابا الفاتيكان فرنسيس إلى مطار بغداد، أمس الجمعة، في زيارة بابوية هي الأولى من نوعها إلى العراق؛ بالرغم من مخاوف كورونا وتداعياتها حول العالم، حيث تعد هذه الزيارة أيضًا أول رحلة خارجية للبابا منذ بدء الجائحة، والتي ستستمر لثلاثة أيام.
وكان في مقدمة مستقبلي بابا الفاتيكان رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، وعقدا جلسة ثنائية قصيرة، قبل التوجه إلى قصر بغداد، حيث استقبله الرئيس العراقي برهم صالح.
واليوم السبت، استهل بابا الفاتيكان ثاني أيام زيارته التاريخية للعراق بالتوجه من بغداد إلى النجف، لعقد لقاء تاريخي مع المرجع الشيعي العراقي علي السيستاني، ثم توجه بعد ذلك البابا فرنسيس بعد ذلك إلى مدينة أور الأثرية التي يُعتقد أنها مسقط رأس النبي إبراهيم، حيث شارك في تجمع لمختلف الأديان والطوائف.
وحول هذه الزيارة وأهميتها، علق د. معتز محيي عبدالحميد، مدير المركز الجمهوري للدراسات الإستراتيجية العراقية، أن هذه الزيارة هامة جدًا للعراق على أصعدة كثيرة.
حيث اتخذت الحكومة في الوقت الحاضر تدابير أمنية كبيرة جدًا في مناطق استراتيجية جدًا بالعراق، استعدادًا لهذه الزيارة، حتى تثبت للعالم أن الحكومة العراقية الحالية تختلف عن أي حكومة سابقة، وأنها قادرة بالفعل على تحقيق الأمن والاستقرار لهذا البلد الذي عانى طويلًا من الصراعات المسلحة.
وأضاف عبدالحميد، أنه ليس أدل على تلك القدرة من أن تكون العراق هي أول بلد يزوره بابا الفاتيكان، بمنصبه الرفيع منذ بدء جائحة كورونا في الظهور.
وأشار، مدير المركز الجمهوري للدراسات الإستراتيجية، إلى أن استقبال البابا، ومكوثه في العراق لثلاثة أيام، من شأنها أن تكون نقطة تحول في واقع ومستقبل العراق على الصعيد الأمني، وكذا في رؤية المجتمع الدولي لعراق الغد.
وأردف، عبدالحميد، أن العراق بكل طوائفه واختلاف دياناته، والمسارات السلبية والارتباك الذي حدث في السابق، قادر على أن يكون للجميع ودار أمن وأمان لهم، وهذه إحدى أهم دلالات الزيارة.
ووقف مدير المركز الجمهوري، عند عبارة لبابا الفاتيكان قال فيها: ” الدين بطبيعته يجب أن يكون في خدمة السلام والأخوة.. لا يجوز استخدام اسم الله لتبرير أعمال القتل والتشريد والإرهاب والبطش..”.
وعلق، قائلًا: “فعلاً لم يسيء اولئك الذين وظفوا اسم الله لتحقيق مآربهم وأطماعهم الخاصة إلى الكرامة الإنسانية فحسب، بل اساءوا إلى عدل الله ورحمته وجلاله وعظمته، فكرهوا عباد الله بعبادة الله حتى وصل الأمر في العراق في آخر استطلاع أجرته مؤسسة بحثية متخصصة أنه كان ٨٠% من العراقيين يثقون بالمؤسسات الدينية عام ٢٠٠٣، ولكن انخفضت النسبة الى ٣٨% في مطلع عام ٢٠٢١ . كل ذلك حدث بسبب فساد وتطرف وجهل وحماقة من تصدى للعمل السياسي باسم الله.
+ There are no comments
Add yours