دعا المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) دول العالم الإسلامي إلى “الاستجابة” لتطلعات شعوبها الراغبة في “النهوض والتطور والارتقاء”، مشيرا إلى أن العالم الإسلامي في المرحلة الحالية يواجه تحديات “تهدد كيانه الحضاري ووجوده المعنوي، ومصالحه العليا”.
وقال عبد العزيز التويجري، في كلمة له خلال افتتاح أعمال الدورة 37 للمجلس التنفيذي للإيسيسكو، اليوم الثلاثاء، بالعاصمة المغربية الرباط، إن “المرحلة الحالية التي يمـر بها العالم الإسلامي، والتي لا تخفى طبيعتها المتسمة بقدر كبير من الخطورة، تفرض علينا، أن نضاعف من جهودنا، وأن نرقى إلى مستـوى مواجهة هذه التحديات التي باتت تهدد كياننا الحضاري ووجودنا المعنوي، بل تهدد المصالح العليا للدول الأعضاء في الصميم (الدول الأعضاء في المنظمة وعددهم 50 دولة إسلامية)”.
واعتبر التويجري أن هذا الأمر “يقتضي أن يتصدر قائمة الأولويات، وأن يكون مدار بحث مستمر في تطوير الوسائل، وتحديث الآليات، وفي تجديد الخطط والبرامج، حتى ننهض بالواجب الثقيل الملقى على عاتقنا على النحو الذي يستجيب لتطلعات شعوبنا الراغبة في النهوض بالمجتمعات وتطورها والارتقاء بها في المجالات جميعا”.
وأضاف أن “خبرة التاريخ والرؤية العميقة إلى التطور الحضاري الذي بلغته الدول المتقدمة، تؤكدان أن بناء الإنسان والأوطان، وإقامة الأسس الراسخة للتقدم والازدهار والنهضة، كل ذلك يمر عبر تطوير منظومة التربية والتعليم، في أبعادها الشاملة، ومضامينها العميقة”.
بدوره اعتبر رئيس المجلس التنفيذي للإيسيسكو، أبو بكر دوكوري، أن المرحلة التي يعيشها العالم الإسلامي اليوم “تراجعت فيها المكاسب التي تعزز العمل الإسلامي المشترك، وتباطأت مسيرة التعاون المتعدد المجالات”، مضيفا أن هذه الوضعية “كان لها الأثـر البالغ في وصول العالم الإسلامي إلى ما وصل إليه اليوم”.
وقال في كلمته، إن “العمل الإسلامي المشترك في مجالات التربية والعلوم والثقافة والاتصال، وبروح التضامن الإسلامي، وبالحرص على تقوية التعاون الإسلامي الثنائي والجماعي، هو السبيل الأوحد، الذي لا سبيل غيره، للتغلب على الصعاب، ولحـل المشكلات، ولفتح الطريق أمام إرساء القواعد الراسخة للنهضة الحضارية الإسلامية المرتقبة”.
وافتتح اجتماع المجلس التنفيذي للإيسيسكو، الذي يعقد سنويا، بحضور عدد من الوزراء في الدول الأعضاء، بالإضافة إلى جانب ممثلي الدول الأعضاء في المجلس، ومسؤولين آخرين بالمنظمة، ويناقش المجلس، على مدى يومين، الخطوط العريضة لمشروع خطة العمل متوسطة المدى للأعوام من 2019 إلى 2027، كما سيعتمد تعيين عدد من الشخصيات السياسية والفكرية من الدول الأعضاء سفراء للإيسيسكو للنوايا الحسنة. –
+ There are no comments
Add yours