في عيد الحب البنت «تُسْرَق» والولد «يَسْرِق»
المرأة تحتاج من الإرتباط «الأمان» ، و الرجل يحتاج الدفء والاحساس برجولته
عيد الحب التجاري يخلق مشاكل كثيرة
«المرأة المطلقة» ترى أن عيد الحب «لعبة ومزحة» فهى أكثر نضجا
حوار: نبيل عمران
تحدث خبير العلاقات الأسرية والإنسانية وتطوير الذات ” المستشار محمد الكيلاني ” ، في حوار خاص لـ«آسيا اليوم»، عن تأثير عيد الحب على حياة الفتاه غير المرتبطة، وعلى المرأة عمومًا سواء المتزوجة أو المطلقة أو الأرملة، وأشار إلى سلبيات عيد الحب، والعلاقات السامة، وأهمية علاقة الآباء ببناتهن، وكشف عن مفهوم الحب والسعادة الحقيقية بين الزوجين، كما قدم عدة نصائح للرجال لفهم سيكولوجية المرأة.
وإليكم نص الحوار:
_ فى الرابع عشر من «فبراير» من كل عام يحتفل «العشاق» بـ عيد الحب، حيث يحرص كل حبيبٍ وحبيبة على إهداءِ شريكهِ هدية امتنانًا منه على وجوده ومشاركتةِ حياتهُ ومشاعره العاطفية، فيما عُرف بالڤلانتين أو عيد الحب.
في البداية ما هو رأيك بـ عيد الحب «الڤلانتين»؟
“نحن نتعامل معه كـ ُعرف مجتمعي وليس فرض، لا هو دين ولا هو حق ولا إلزام، فالعُرف أحيانًا يتجاوز درجة الأخلاق، لأنه ما تعارف عليه الناس ف أخذ درجة معينة من وعي الناس”.
الحب لغة من لغات الله منحها لمن يعرف قيمة ومعنى الحب. فما هو مفهوم الحب من وجهة نظرك؟
الحب هو لا فرض فيه ولا شرط.. الحب اقتحام يقتحمك ويجتاحك ويداهمك، الحب لا يقرر ولا يخطط له أبدًا، عندما أخطط يصبح تعلقًا؛ ولكن علينا أن نحمي المحب ونحمي قلوبنا بالتقبل، بذلك نستطيع أن نتحد وإذا اتحدنا نستطيع أن نعدل ونؤثر وان يؤثر بنا.
أتذكر تعريف الحب من الشيخ الشعراوي عندما قال: الحب هو توجه انتباه القلب للمحبوب، وهذا تعريف خطير ينفعه ما ينفعه ويضره ما يضره، أيضًا الحب الحقيقي هو التقبل والشعور المشترك والإيمان التام بالاختلاف وتقبل الخطأ، فالحب احترام و تقبل الآخر، ولا مثاليات بالحب؛ ولكنه يندمج بشعور القلب مع قناعة العقل والاطمئنان النفسي.
هل يختلف تأثير عيد الحب على المرأة المطلقة من الأرملة إلى العزباء؟
_ يختلف تأثير عيد الحب باختلاف كل امرأةٍ، وباختلاف ما خاضت من تجارب؛ ولكنه يؤثر أكتر على المرأة الأقل وعيًا فهي الأكثر خطرًا مهمًا كانت حالتها الاجتماعية يزدادُ التأثير على المرأة العزباء التي لم تدرك قيمة ومعنى الحب الحقيقي.
أما “المرأة المطلقة” خاضت التجربة وقد ترى أن عيد الحب مجرد لعبة وغير حقيقي فهو مجرد مزحة وكذلك “المرأة الأرملة”، ويرجع الأمر هنا إلى ما يتركه عيد الحب من ذكريات جميلة أي أنه يكون مرتبط عند المرأة بذكرى جميلة فقد يؤدي للكآبة النفسية، و يذكرها بالوجع، أما العزباء يكون التأثير عليها كبير جدًا، وتجارب العزباء مهما تعددت لا يكون مثل السيدة التي تزوجت وانفصلت وجربت القرب والدفء والأمان”.
كيف يؤثر عيد الحب على المرأة السنجل؟
_ “هناك فرق بين المرأة غير المرتبطة والرجل المرتبط، لأن المرأة تحتاج من الارتباط الأمان، والرجل يحتاج القرب والشعور بالدفء ورجولته، عكس المرأة التي تبحث عن الأمان”.
المرأة السنجل في عيد الحب نوعان:
_ إما انها امرأة خاضت علاقات وتشعر بالندم وعدم التقدير فقد تدخل في حالة اكتئاب، أو قد تعيد حساباتها وتزداد صلابة وقوة.
وبالنسبة للسيدات اللائي لم يسبق لهن أي تجارب في العلاقات؟
_ السيدات اللائي لم يسبق لهن أي تجارب، يكن في مرحلة “التوهان العاطفي”، تعيش مع الرجل الذي يوجد في خيالها، ويرجع هذا إلى تربيتها ولأسرتها، وتنشأ مولعة بفارس الأحلام، الذي سيحقق لها كل أحلامها المؤجلة يعني تطلب من أهلها أنها تسافر، أهلها يقولوا:” بكرة تتجوزي وجوزك يسفرك، لما تتجوزي هتسهري برة براحتكم.. جوزك، وهكذا “
وهنا الأهل يرموا بمسئوليتهم على الزوج المستقبلي، فتشعر أن القادم فارس أحلام خارق وترفع سقف التوقعات الذي يكون حملا ثقيلا على الرجل المقبل على الزواج وقد يؤدي للكثير من المشاكل و هذي مشكلة تأسيس الأنثى العربية.
هذا الفراغ العاطفي الذي يتركه الأهل يجعل الفتاة تصاب بالتهكم العاطفي الداخلي، أي متهكمة على شخص لا يقبل حبها،
)زي مثلا ابن خالي مابيعبرنيش وأنا بأحبه، أو زميلي في العمل، بعض النساء بيرفضوا عيد الحب جملة وتفصيلا، وفي نساء بتحبه عشان الهدايا ولا تهتم سوى بالهدايا سواء بتحبها أو لاء مش فارق معاها).
ماذا عن أنواع السيدات في عيد الحب؟
_ اهم نوع من السيدات هي “الست المصرية “، بالنسبالها عيد الحب أنه زوجها يكون كويس معاها، ولا تحتاج للهدايا وقد تشعر بالخجل إذا أهداها هدية.
هذه المرأة المصرية الأصيلة التي تساند الراجل وتعطيه قيمته، هناك سيدات لديهم رد قهري على عيد الحب، فقد يرجع ذلك للمعتقد الديني “مفيش حاجة اسمها عيد الحب في الدين، أو مثلًا مايحبنيش يوم واحد في السنة ويتركني طوال العام كأنه يؤدي واجب من واجباته الزوجية”، وهناك سيدات بيرفضوا هذا الموضوع قهريا بمعني أنها عندها ذكريات مؤلمة أو سيئة أو عندها شخص في حياتها لا يعترف بعيد الحب ولا بيقدملها هدايا” ، والقليل من السيدات التى تتمكن من استغلال عيد الحب كمناسبة لكي تجدد العلاقة العاطفية وتمحي الآثار السيئة وتخلق لنفسها ولشريك الحياة حالة من الحب والسعادة والإمتنان قد تدوم لفترة من الوقت.
كيف يحمي الأهل المرأة العزباء من الوقوع فريسة للشباب الضال؟
_ أطالبُ الآباءِ أنْ يعززوا بناتهم بالحب والاهتمام، حتي لا يذهبوا لشباب يسرقوها في عيد الحب بكلمة جميلة أو بهدية تحتاجها، وعيد الحب يجب أن ينشأ ويمارس في العلاقات الأُسرية ليس في العلاقات العاطفية فقط.
لابد أن نحمي بناتنا في البيت ونشبعها عاطفيا ونشعرها بالبنوة والدلال وهذا حقها الطبيعي، لأن “البنت تُسْرَق والولد يَسْرِق”
الولد قد يَسْرِق لكي يعيش لحظة جميلة أما البنت هى التي تُسْرَق كاملة من أجل لحظة حب.
أدعوا الآباء للاهتمام بتربية الأبناء بالحب والدفء والتفاهم والعودة للأخلاق والأصول الشرقية مع قوة التعامل مع المتغيرات العالمية.
فـ عيد الحب دعوة قوية جدا للحب، حبوا أبنائكم وخصوصا بناتكم العزبات وعززوهم، وأعطوهم حب وقدورهم لو بهدايا رمزية، لأن أول حب بتحبه البنت هو حب والدها وأول كسرة للبنت هو تعامل والدها معاها بقسوة في البيت، فالبنات يجب أن تعزز وتتميز في المنزل. مثلا “يكون معاها تليفون أعلى من اخواتها الشباب” حتي لا يأتي شاب يعطيها قلم حمرة “أحمر شفاه” فيكسب قلبها.
ويجب على الأب والأهل أن يمدحوا بناتهم، “وجهك جميل وشكلك جميل” التعزيز الايجابي الدائم لجمال الفتاة وذكائها وتميزها عن الآخرين
*لا تتركوا أولادكم يشعروا ببرد عاطفي ويبحثوا عن الدفء من الخارج .
ماهي النصائح التي تقدمها للشباب الغير مرتبط «السناجل» ؟
1- مارس شعورك مع الناس الإيجابيين المتاحين اللي حواليك، وليس شرط حب بنت الجيران لانك بتنمي وتعبر عن مشاعر.
2- عبر بما داخلك واحتضن مامتك او اختك او اخوك، اذهب لخالتك أو عمتك اصدقائك .
3- الحب شعور نبيل كن نبيلا في طريقة تعبيرك عن مشاعرك.
4- لا تنساق وراء قوالب الحب التجارية والصور الذهنية التي يصدروها لنا عن الحب ، لا تتعجل سيأتي الحب لك حين تكون مستعدا لذلك .
5- حب ذاتك اولاً وقدم لها كل دعم وكل تطور وكل اهتمام حتى يأتيك حب يليق بك .
6- لا تقبل بحب لا يشبهك لمجرد أن تكون مثلهم ليس عيبا أن نكون وحيديون .
بـماذا تنصح المرأة في عيد الحب؟
للإسف إرتبط منظور عيد الحب بالتهادي، وعند الغرب هكذا، ولكن النصيحة يجب أن توجه للمرأة قبل الرجل:
**على المرأة* أن لا تربطي عيد الحب بالتهادي و المقارنات، لأن ظروف الرجل قد لا تسمح بالتهادي ، ويؤدي التهادي لمشكلة ” التقدير المزيف ” بمعنى أن بمجرد حصول المرأة على الهدية قد تتغير المعاملة ، فقبل الهدية تتحسن معاملة المرأة من أجل الحصول على هدية ثمينة ثم بعد ذلك تتغير ، وعشان ترجع مثل الأول لازم تقدملها هدية أخرى وهكذا “،
*اهتمي بأن تحصلي على التقدير والاهتمام الحقيقي .
اهتمي بأن تحصلي على الامتنان لوجودك في حياتهم .
*حاولي استغلال ايجابيات عيد الحب لإنعاش العلاقات الزوجية والاسرية .
*على الرجل* ان يهتم بقراءة المرأة التي أمامه وماذا تحب وماذا تريد ، حاول أن تهدي الهدية الجميلة والبسيطه ولا تبالغ فيها،
لأنك اذا بالغت في قيمة الهدية الأولى عليك السنة القادمة تقديم هدية أكبر و أثمن واغلى من سابقتها فهل انت مستعد لذلك ؟ أو قادر على ذلك ؟ حتى لا تُتهم بأنك لم تعد تهتم وانك لم تعد تُقدر .
ما هي السلبيات في عيد الحب؟
*_من أهم السلبيات* إن الرجل يقع تحت ضغط كبير ؛ لأن المرأة بتكون رافعه سقف توقعها في الهدايا، وكمان المقارنة “شوف فلان” *جاب لفلانة هدية غالية مش زي هديتك* “، مع إن دخلك أكبر.. عيد الحب التجاري يخلق مشاكل كتير .
• *دعايا “عيد الحب* ” مثل أماكن الاحتفال بعيد الحب، والحاجات دي بتزعل النساء لو لم تفعلها
.
*ومن أهم السلبيات*
إن لو بتقدر المرأة باللحظة الغلط أو المكان الغلط ممكن تنفجر وتضايق ، يعني بتكون سلبي معاها وبنتقدها وتنتقد أهلها ولبسها وشكلها وتيجي في عيد الحب تظهر لها التقدير ازاي هتصدق ؟! بتكون دي لحظة صعبة على المرأة لأنها تعلم جيدا انك تمارس دور الزوج المثالي فقط أمام الناس .
“في ناس بتختفي في عيد الحب، لأن الرجل يكون كذاب ، عارف مكانة الست اللي معاه ومفهمها أنه من نفس المكانة ونفس الطبقة الاجتماعية والمفروض يعبر عن مشاعره من منطلق هذا الوضع وهو لا يقدر ولا يمتلك القدرة المادية لذلك فيختفي .
**ومن وجهة نظري
“عيد الحب للجبناء الغير قادرين عن الأعلان عن مشاعرهم بطريقة المشروعة” .
ماذا تَعني بـ أن عيد الحب للجبناء ؟!
_عيد الحب للجبناء ، للشباب الذين يحتفلون بالفلانتين في السر، لأنه ليس لديه الشجاعة على ممارسة الحب وفقا لعادات مجتمعه وبالشكل المشروع وأحلى ما في الحب أن يكون معلنا ،للأسف مجتماعتنا العربية تخجل من الاعتراف بالحب وكأنه عار لذلك قبلت الأنثى أن الحب عار عليها،فقبلت أن تمارسه في السر في الوقت التي يجب أن يحارب الرجل من أجل الاعتراف والاعلان عن حبه .
ماهي السعادة الحقيقية بين الزوجين وما هو المغلوط*؟
_نبدأ بالمغلوط
، لأن السعادة دائمًا شئ يلاقى بالمقارنة، وتعتقد الناس أن السعادة شيئًا مُطلق وموجود، في الحقيقة لا يوجد سعادة حقيقية مُطلقة، لأن شعور السعادة واللذة مرتبطة بفترات، لكن مفهوم *السعادة الحقيقية* أن يسعى لهُ الزوجين، لأنه جميل ويهون علينا صعوبة الحياة، علينا أن نبتعد عن المقارنات مع الآخرين ونبتعد عن تلك الصورة الذهنية للسوشيال ميديا في التعبير عن السعادة ، كل شخص له مفهوم خاص بالسعادة وله اسبابه الخاصة للسعادة .
مفهوم السعادة الحقيقية
في العلاقات الزوجية هو الرضا، والرضا تجعلنا ننهي الحروب التي بداخلنا، بمعنى أن نكون راضيين وفخورين بالعائلة التي نؤسسها، الرضا يعطي الراحة وهي الأصل والمعنى الحقيقي للسعادة الغير مربوطة بفترة ، الرضا في التقبل الحقيقي للشريك ولـ مقدار الدخل وشكل البيت والتقبل الحقيقي للممتلكات التي تمتلكها هي السعادة الحقيقية.
أول درجة من درجات الرضا هي التقبل ، أن نتقبل الناس اللي بنحبهم كما هم ، هذا الرضا يمكنه أن يزيل الحريق الداخلي من بعض الناس ، الوصول للقناعة أن هذا واقعنا ونحن قابلين هذا الواقع ونرسم ونتطلع للتطور المشترك لكي نرتفع مع بعض.
هل الرجل يخاف من نجاح الانثى ؟
_تختلف من رجل لآخر ، فليس من الرجولة أن يخاف الرجل من نجاح الأنثى ، لأن الرجل يطمئن عندما يكون مع سيدة ناجحة وقوية ومساندة وداعمة لواقعه ومجتمعه ومكانته الاجتماعية، ويفخر بها .
الرجل التنافسي وهو لديه شعور تنافسي مع الأنثى يكره نجاح الأنثى لا يتقبل أن تتفوق عليه فيظل في حالة تنافس معاها يريد أن ينجح مثلها بل ويتفوق عليها وهذه الحالة تؤدي إلى شعور محبط في العلاقة ، لا يمكنهم الاستمتاع بمشاعرهم ولا بنجاهم خاصة أن الرجل في هذه الحالة لا يعترف بغضبه ولا يظهر اعتراضه على نجاح الأنثى.
*_الرجل النرجسي*
وهو الأخطر لأنه لا يسمح للأنثى أن تأخد طريق النجاح فلا يقبل أن يكون أحد ناجح حوله النرجسية عند الرجال تعتبر طوق أو حبل يلفه حول الحياة الزوجية فهو يحتاج لتمجيد المرأة له دائما فكيف يقبل نجاحها؟ أو تمجيد الاخرين لها ؟!
الرجل الذي يريد نجاح المرأة من خلاله هو فقط سواء بالعمل معه في نفس العمل أو بناء على توصياته وعلاقاته ، أن يكون هو صاحب القرار دائما فيما يخص عمل المرأة.
*الرجل المعطاء*
الذي يبني أسرة ويعطى الأمان للأنثى ، يريد أن تكون في حياته أنثى داعمة وسند ويفخر بها فهذا الرجل يساعد الأنثى على النجاح وهو ما يجب أن تبحث عنه الأنثى.
+ There are no comments
Add yours