أبرز أعراض المرض الغريب دخول المريض في شبه غيبوبة، ورفضه أي تعامل مع العالم الخارجي.
تعتبر السويد من الدول الأوروبية التي كانت تفتخر بسياستها الكريمة تجاه طالبي اللجوء إلى حدود 2015، لكن ذلك لم يمنع السلطات السويدية من رفض العديد من طلبات اللجوء التي تقدمت بها الكثير من العائلات، مما أثر على أبنائها الصغار، فأصيب البعض منهم بمرض غريب أطلق عليه اسم متلازمة الاستقالة.
وأبرز أعراض هذا المرض دخول المريض في شبه غيبوبة ورفضه أي تعامل مع العالم الخارجي.
وبدأ ظهور المرض بالسويد سنة 2000 على عدد من أبناء اللاجئين الصغار المنحدرين من الاتحاد السوفيتي سابقاً ويوغوسلافيا، وتتراوح أعمارهم بين 8 و 15 عامًا، وكانوا ينعتون “باللامبالين ” لعدم أدائهم أي تجاوب مع كل ما حولهم من أشياء وأشخاص، ولا ينفعلون حتى بالألم، وكان ذلك رد فعل مباشر على رفض السلطات السويدية منحهم وعائلاتهم الإذن باللجوء، وقد تم ترحيلهم جميعًا مع عائلاتهم رغم حالتهم الصحية المتردية.
أما في سنة 2005، فقد اضطرت السلطات إلى التصريح لعائلات الأطفال “اللامبالين” بالبقاء على أراضيها، بضغط من العديد من الأحزاب السياسية على الحكومة، وتوقيع 160 ألف مواطن على عريضة لمساندتهم.
ويقول الموقع الأمريكي “سلايت” عن المرض العجيب: “لا يعاني المرضى من أي داء عضوي أو عصبي، لكنهم يفقدون الرغبة في الحياة”.
فيما تصفه الدكتورة اليزابيث هالتكرانتز، التي تتكفل بعلاج أبناء اللاجئين مجاناً، إنه “نوع من الاحتماء، فيدخلون في شبه غيبوبة كما فعلت بيضاء الثلج للهروب من العالم”.
وتوصلت لجنة من الأطباء انكبت على دراسة متلازمة الاستقالة سنة 2013، إلى أن العلاج الفعال لأولئك الأطفال هو حصولهم على إذن باللجوء، لأن سبب مرضهم هو الخوف من العودة إلى نفس ظروف العيش في الموطن الأصلي، فإذا شعر المريض أنه في أمان استعاد عافيته تدريجيًا بعد فترة من الزمن، وإلا بقي على حاله.
وفي هذا الإطار تخصص المجلة الأمريكية “نيويوركير” في عددها المقبل مقالًا لـ”جيورجي”، وهو لاجئ روسي في السويد منذ كان في الخامسة، أصيب بالمرض العجيب سنة 2015 عندما علم برفض الحكومة السويدية لطلب اللجوء الذي تقدمت به عائلته، وسيتم ترحيلهم جميعاً إلى وطنهم الأصلي.
وكان الفتى حينها في الـ13 من عمره، وقد اندمج تماماً في دراسته ومجتمعه الجديد عندما انقلبت حاله تمامًا، فبمجرد تلقي العائلة لرسالة الرفض، لجأ جيورجي إلى سريره، وبدأ صيامه عن الطعام والكلام، كما رفض الخروج واعتكف في غرفته، إلى أن فقد 5 كيلوغرامات من وزنه في أسبوع واحد.
فاستنجد والداه بالدكتورة هالتكرانتز، فنصحتهم بنقله على الفور إلى قسم المستعجلات بمستشفى “فالون”، حيث تبين أنه يعاني من متلازمة الاستقالة، وقضى جيورجي 3 ليال بالمستشفى ثم عاد إلى منزل الأسرة دون أن تتحسن حالته، رغم كل محاولات العائلة واهتمام أصدقائه في الفصل.
وقد تفهمت السلطات السويدية حالة الطفل جيورجي، وسمحت لعائلته في نهاية أيار/ مايو 2016 بالبقاء على أراضيها، ولم يفتح الفتى عينيه إلا بعد أسبوعين من توصل العائلة بالخبر، وأخذ يستعيد قواه تدريجيًا بعد 6 شهور من التزامه الفراش ،كما تناول الطعام وبدأ يمشي ويتحدث إلى والديه وشقيقه الصغير.
+ There are no comments
Add yours