كتب- أبوبكر أبوالمجد
اعتبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم، أن “الشعب التركي يستحق شيئاً آخر”، وأن تركيا “لم تعد شريكةً”، وقال قبيل قمة لدول الجنوب في الاتحاد الأوروبية في كورسيكا “نحن كأوروبيين علينا أن نكون واضحين وحازمين مع حكومة الرئيس (التركي رجب طيب) أردوغان التي لديها اليوم تصرفات غير مقبولة” ويجب عليها “أن توضح نواياها” معبرًا في الوقت نفسه عن “رغبته العميقة في بدء حوار مثمر مجددا مع تركيا”. وحدد ماكرون خطوطا حمر لتركيا أبرزها احترام السيادة الأوروبية.
حوار قديم
في 20 أغسطس الماضي، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن نظيره التركي رجب طيب أردوغان ينتهج “سياسة توسعية تمزج بين المبادئ القومية والإسلامية ولا تتفق والمصالح الأوروبية”، وتشكل “عاملا مزعزعًا لاستقرار” أوروبا.
وأضاف ماكرون في مقابلة أجرتها معه حينها مجلة “باري ماتش”، إنه “يجب على أوروبا أن تتصدى لهذه الأمور وجها لوجه وأن تتحمل مسؤوليتها”.
وتابع: “أنا لست مع التصعيد؛ لكن بالتوازي أنا لا أؤمن بالدبلوماسية الضعيفة.. لقد أرسلنا إشارة مفادها أن التضامن الأوروبي ذو معنى”.
واليوم
“تركيا لم تعد شريكة في المتوسط وعلى الاتحاد الأوروبي التحدث بصوت أكثر وحدة ووضوحاً معها”. كلام للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يعكس عمق الشرخ بين باريس وأنقرة، التي ردت بأنها “تصريحات وقحة وبفكر استعماري قديم”.
وطلب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، العاشر من سبتمبر 2020، من أوروبا التحدث بصوت ينم عن مزيد من “الوحدة والوضوح” تجاه تركيا التي “لم تعد شريكةً” في شرق المتوسط.
وقال ماكرون قبيل قمة لدول جنوب الاتحاد الأوروبي في كورسيكا “نحن كأوروبيين علينا أن نكون واضحين وحازمين مع حكومة الرئيس (التركي رجب طيب) إردوغان التي تقوم اليوم بتصرفات غير مقبولة”.
ودعا ماكرون أنقرة إلى أن “توضح نواياها” معبّراً في الوقت نفسه عن “رغبته العميقة في بدء حوار مثمر مجدداً مع تركيا”. وأكد أن “ممارسات غير مقبولة حصلت على السواحل الليبية” تجاه فرقاطة فرنسية كانت تعمل تحت قيادة حلف شمال الأطلسي. وأضاف أن “تركيا وقعت اتفاقات غير مقبولة مع حكومة الوفاق الوطني الليبية، منكرةً الحقوق الشرعية لليونان”، مشيراً أيضاً إلى أن “تركيا تقوم بعمليات تنقيب في المنطقة القبرصية (…) تُعد غير مقبولة”. ورأى أن “تركيا لم تعد شريكةً في هذه المنطقة”.
إدانة تركية
ولم يتأخر رد تركيا التي دانت تصريحات ماكرون واصفة إياها بـ”الوقحة” متهمة الرئيس الفرنسي بأنه “يعرض للخطر” مصالح أوروبا. وقالت وزارة الخارجية التركية إن “الرئيس ماكرون أدلى مجدداً بتصريحات وقحة، بفكر استعماري قديم”. وأكدت أنقرة أن رئيس الدولة الفرنسي “يعرض للخطر مصالح أوروبا والاتحاد الأوروبي”.
استعادة الشعبية
في 21 يونيو الماضي، أفاد استطلاع نظمه “المعهد الفرنسي للرأي العام” بتراجع شعبية رئيس فرنسا إيمانويل ماكرون، أمام شعبية رئيس حكومته إدوار فيليب.
وأشار الاستطلاع الذي أجري بطلب من صحيفة “Journal Du Dimanche“، إلى أن شعبية ماكرون انخفضت إلى 38% مقابل 39 في مايو، بينما ارتفع مستوى تأييد فيليب بواقع 4 نقاط مئوية إلى 50%، وذلك قبل إجراء إصلاح حكومي محتمل بعد أن نظمت في البلاد مؤخرا الانتخابات البلدية.
وفي وقت سابق، استطلاع أجرته مؤسسة “BVA” أن فيليب قد اكتسب شعبية خلال أزمة فيروس كورونا، حيث قال 54% ممن شملهم الاستبيان إنهم يثقون به، مقابل 38% أعربوا عن ثقتهم بماكرون.
كما ذكرت “BVA” أن الفارق بين السياسيين اتسع على مدى الشهرين الماضيين إلى 16 نقطة مئوية بعد أن كان 3 نقاط فقط سابقا.
وجددت هذه الاستطلاعات التكهنات بأن ماكرون قد يسعى بحثا عن زخم جديد قبل الانتخابات الرئاسية سنة 2022، للتخلص من فيليب الذي تحدث بانتظام على شاشة التلفزيون الوطني حول المخاطر وإجراءات مكافحة فيروس كورونا.
وكان تحرك الأسطول شارل ديجول، نحو شرق المتوسط هو الزخم الذي استهدفه ماكرون، بغرض استعادة شعبيته الضائعة وفشل سياساته خاصة في ليبيا.
+ There are no comments
Add yours