ماذا تعرف عن القوة الفضائية الأمريكية وعلاقة قطر بها؟

1 min read

كتب- أبوبكر أبوالمجد

اعتبرها البعض ولا يزال قوة استعراضية، وأداة من أدوات الإبهار الفارغ الذي يهواه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

إنها القوة الفضائية الأمريكية، والتي وقع ترامب في فبراير 2019، سياسة توجيهية جديدة تحدد خطط الإدارة التي طال انتظارها لإنشاء “قوة الفضاء”.

وكان التوجيه الذي وقعه الرئيس الأمريكي، هو الرابع له بشأن الفضاء، يصف بالتفاصيل التنظيم والقدرات المطلوبة من هذه الوحدة الجديدة.

وقال خلال مراسم التوقيع حينها، “يجب أن نكون مستعدين.. إدارتي جعلت من إنشاء قوة للفضاء قضية أمن قومي”.

وأضاف،إن قوة الفضاء مطلوبة لضمان سيطرة الولايات المتحدة على الفضاء، و”مع تحرك اليوم سنضمن أن يكون شعبنا آمنا ومصالحنا محمية ولا تزال قوتنا لا مثيل لها”.

وأفاد الرئيس الأمريكي، “خصومنا موجودون في الفضاء.. ونحن أيضًا.. وسيكون ذلك قسمًا كبيرًا من الأنشطة الدفاعية وحتى الهجومية لبلادنا”.

نظرة تاريخية

بتفويض من الكونغرس، ترأس وزير الدفاع الأمريكي الأسبق، دونالد رامسفيلد، في عام 2001، لجنة لشؤون الفضاء مؤلفة من عدد من العاملين في الفضاء والعسكريين والاستخباراتيين.

وأقرت اللجنة بأن المخابرات الأمريكية لم تكن قادرة على التواصل بشكل مناسب مع وزارة الدفاع فيما يتعلق بمسائل الفضاء.

ولمعالجة هذه المخاوف، أوصت اللجنة على المدى المتوسط بإنشاء هيئة للفضاء داخل إدارة القوات الجوية، تتحول على المدى الطويل إلى قسم عسكري منفصل.

وفي عام 2017، اقترح النائبان الجمهوري مايك روجرز والديمقراطي جيم كوبر أن تكون وحدة الفضاء كيانا منفصلا داخل إدارة القوات الجوية، يرأسها عضو في هيئة الأركان المشتركة.

وقد اجتاز الاقتراح مجلس النواب، من دون تضمينه في قانون تفويض الدفاع الوطني لعام 2018.

وبدلًا من ذلك، عززت وزارة الدفاع الأمريكية قيادة الفضاء بسلاح الجو عبر تمديد فترة قائدها إلى ست سنوات، وطلب حينها من وزارة الدفاع إجراء دراسة حول كيفية تنظيم الفضاء العسكري.

البداية الحقيقية

البداية الفعلية لهذه القوة كانت في يونيو 2018، حين أعرب ترامب عن نيته إنشاء قوة “منفصلة لكن مساوية للقوات الخمس الأخرى (القوات البرية والقوات الجوية والقوات البحرية ومشاة البحرية وخفر السواحل).

لكن حسب النص الموقع ستتخذ قوة الفضاء في البداية” شكل قيادة عسكرية ضمن سلاح الجو” مثل مشاة البحرية (المارينز) الذين يعملون تحت جناح القوات البحرية.

ويتحدث النص الرئاسي عن استقلالية قوة الفضاء عن القوات الجوية في مستقبل غير محدد.

البنتاغون

سيستخدم البنتاغون مقاربة مرحلية لدمج قوى الفضاء المختلفة للقوات الجوية والجيش و البحرية في الخدمة الجديدة.

وبدأ المقر الأولي بموظفين يبلغ عددهم حوالي 200 موظف في عام 2020، مع بدء تشغيل القوى العاملة من الخدمات الأخرى ابتداء من عام 2021.

ووفقًا لمقترح وزارة الدفاع، فإن قوة الفضاء سوف تستوعب عدة قيادات منها قيادة الفضاء بالقوات الجوية، ولواء الفضاء الأول التابع للجيش، وقيادة أنظمة الفضاء بسلاح البحرية ومركز عمليات الأقمار الصناعية بسلاح البحرية.

ولن يتم دمج مكتب الاستطلاع الوطني على الفور في القوة المقترحة، إذ سيحدث التكامل تدريجيا.

وستظل المنشآت والمرافق داخل خدماتها الحالية حتى تحقق القوة الفضائية قدرة تشغيلية مناسبة.

بعد التوقيع

“في ظل التهديدات الخطيرة للأمن القومي الأمريكي، أصبح التفوق في مجال الفضاء مسألة حيوية للغاية”.

“نحن رواد، لكننا لسنا روادا بشكل كاف، وفي القريب العاجل سنصبح سباقين”.

هكذا قال الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في ديسمبر 2019، حيث اعتمد رسميًا تمويل هيئة عسكرية جديدة مختصة بالفضاء تحمل اسم “قوة الفضاء الأمريكية”.

ووقع ترامب، على ميزانية الجيش الأمريكي السنوية وتقدر قيمتها بـ 738 مليار دولار، وسيتم تمويل إنشاء قوة الفضاء مبدئيا بـ40 مليون دولار خلال عامها الأول.

مهامها

لن يُبعث جنود إلى الفضاء ولكن ستُحمى الممتلكات الأمريكية كمئات الأقمار الصناعية المستخدمة في الاتصالات والمراقبة.

ويأتي هذا في وقت يرى فيه القادة العسكريون الأمريكيون، الصين وروسيا تحرزان تقدما في تحديد جبهات عسكرية جديدة.

وقال نائب الرئيس الأمريكي، مايك بنس، سابقًا إن الدولتين لديهما أشعة ليزر محمولة جوًا وصواريخ مضادة للأقمار الصناعية، وتحتاج الولايات المتحدة لقوة لردعها

وقال بينس “تغير الفضاء بشكل جذري خلال السنوات الأخيرة فبعد أن كان سلميا أصبح مكتظا وعدائيا”.

وستكمل قوة الفضاء العمل الذي بدأته قيادة قوة الفضاء – سبيس كوم – التي أُنشئت في أغسطس 2018، عامل مع العمليات الفضائية للجيش الأمريكي.

دور قطر

وصل أمس الثلاثاء، عناصر من القوة الفضائية الأمريكية إلى قاعدة العديد في أول عملية تقوم بها هذا القوات بعد تأسيسها.

فقد أدى 20 جنديًا من هذه القوة اليمين في قاعدة العديد الجوية في قطر في أول عملية انتشار لهم خارج الأراضي الأمريكية.

يأتي ذلك وسط حملة تجنيد ضمن القوة الفضائية وانتقادات بأنه مشروع استعراضي للرئيس دونالد ترامب.

وقال الكولونيل تود بنسون، مدير القوات الفضائية في القيادة المركزية للقوات الجوية الأمريكية خلال مراسم تبديل عناصر القوات الجوية للفروع العسكرية التي يعملون فيها في الأول من سبتمبر الحالي: “هذه المجموعة ستصنع التاريخ”.

وأضاف، بحسب بيان صحفي صادر عن القوة الفضائية “إنهم أول مجموعة تابعة للقوة الفضائية الأمريكية الذين يتم نشرهم لدعم العمليات القتالية”.

وقالت وزيرة القوات الجوية الأمريكية باربرا باريت إن القوة الفضائية ستضم حوالي 16 ألف فرد من القوات الجوية والموظفين المدنيين.

وخصصت إدارة ترامب 40 مليون دولار لتمويل القوة في عامها الأول.

وتعرضت القوة الفضائية للسخرية من حين لآخر منذ أن أنشأها الرئيس ترامب كأول فرع عسكري أمريكي منذ إضافة سلاح الجو عام 1947.

أبوبكر أبوالمجد https://asiaelyoum.com

صحفي وباحث متخصص في شئون آسيا السياسية والاقتصادية

قد يعجبك أيضاً

المزيد من الكاتب

+ There are no comments

Add yours