ينظم مركز الحوار الدراسات السياسية والاعلامية، بالتعاون مع المجلس المصري للشئون الخارجية وبمشاركة المنتدى المصري للإعلام والصالون البحري، مؤتمرًا في الخامسة والنصف من مساء الأربعاء المقبل، بعنوان "مصر وطاجيكستان في مواجهة التنظيمات الإرهابية: دراسة حالة "الإخوان وحزب النهضة الطاجيكي" والذي يدور حول الإرهاب الذي تواجهه البلدين نظرًا لتشابه الظروف في كلتا الدولتين من حيث وجود جماعة الإخوان الإرهابية وحزب النهضة الطاجيكي وكلاهما يعملان على محاولة هدم الدولتين.
وتدور محاور المؤتمر الذى يُعقد فى مقر المجلس المصرى للشئون الخارجية، حول تاريخ الإخوان وحزب النهضة ودورهما في زعزعة الأمن والاستقرار والتأثيرات السلبية لهما وسبل مواجهتهما من أجل الحفاظ على تماسك الوطن ووحدته.
يدير جلسات المؤتمر الدكتور محمد طلعت، مساعد رئيس تحرير الجمهورية، ويتحدث فيه السفير الدكتور عزت سعد، مساعد وزير الخارجية الأسبق والمدير التنفيذي للمجلس المصري للشئون الخارجية، واللواء أركان حرب طارق المهدى والاستاذ إبراهيم الصياد، رئيس قطاع الاخبار الاسبق، والمهندس عبد السلام الخضراوي عضو مجلس النواب ورئيس مركز الحوار للدراسات السياسية والإعلامية، ومحمود دياب، الصحفي بالأهرام، ودكتور أحمد سامي عنتر استاذ اللغة الفارسية بجامعة عين شمس, ودكتورة دلال محمود استاذ العلوم السياسية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية, والمستشار محمود عبدالله المحامي بمحكمة النقض والمستشار القانوني بحزب التجمع.
وأشارت الورقة المفاهيمية للمؤتمر إلى إن "الإرهاب لا دين له ولا وطن، خسيس لا يتردد في سفك الدماء" هذه من كلمات الرئيس "عبد الفتاح السيسي" رئيس الجمهورية، كثيرًا ما ترددت في خطبه ولقاءاته، وهي الكلمات ذاتها التي يرددها الرئيس "إمام على رحمان" رئيس جمهورية تاجيكستان في أكثر من محفل، إذ يؤكد على أن الارهاب " لا علاقة بينه وبين الاسلام، وأن الارهاب ليس له دين، أو مذهب، أو جنسية أو وطن".
ومن هذا المنطلق، تتأكد الرؤية المشتركة المصرية التاجيكية في مواجهة التنظيمات الإرهابية وفروعها المنتشرة في مختلف ربوع المعمورة، إذ تحرص الدولتين على أن تؤكد للعالم أجمع مدى الخطورة التي تمثلها مثل هذه التنظيمات التي تتخذ مسميات مختلفة وشعارات متباينة إلا إنها ذات رافد واحد ومرجعية واحدة، تتمثل في الفكر الإرهابي الذي سطره مؤسسي جماعة الاخوان التي تحاول أن تٌوسم نفسها بالإسلام، في حين أن الإسلام كدين وسطي يحارب كل القيم السلبية التي تؤمن بها هذه التنظيمات من تطرف وتشدد وعنف وقتل وإرهاب.
كما إن الحرب التي تخوضها البلدان ضد هذه التنظيمات ليست وليدة اليوم أو الأمس القريب، وإنما ترجع بجذورها إلى تسعينيات القرن المنصرم، فالكل يتذكر الحادث الإرهابي الشهير الذى وقع في محافظة الأقصر بجمهورية مصر العربية في عام 1997، والذى راح ضحيته أبرياء من السياح الأجانب ورجال الشرطة والمواطنين الأمنيين، والذى مثل ذروة الأعمال الارهابية التي واجهتها مصر فيما سبق، وتزامنت المعركة التي خاضتها مصر ضد هذه التنظيمات مع ما واجهته طاجيكستان في أوائل التسعينيات أيضًا عقب استقلالها مع تفكك المنظومة السوفتية وانهيار الكتلة الشرقية، إذ خاصت طاجيكستان حربًا ضروسة أيضًا ضد التنظيم الإرهابي الذى تمثل في "حزب النهضة" الذى يُوسم هو الآخر نفسه بالإسلام، إذ وقعت أول جرائمه في ابريل 1992 مع قيامه بعمليات خطف لمسئولين حكوميين واحتجازهم كرهائن وفتح السجون لتدخل الدولة فيما يشبه حرب أهلية استكرت حتى عام 1997، وراح ضحيتها ما يزيد عن 150 الف طاجيكي.
ومما يلفت الانتباه أن قوة الدولة وتماسك شعبها وتأييده لحكومته الشرعية في البلدين، أفشلت كافة المحاولات التي قامت بها هذه التنظيمات لزعزعة الاستقرار وتفكيك المجتمع وهدم الدولة كما كانت تحلم، إذ تمكنت الدولة بقبضتها القوية وبدعم مجتمعي من الوقوف في وجهه.
+ There are no comments
Add yours