كتب- أبوبكر أبوالمجد
أبي أحمد.. هو رئيس وزراء إثيوبيا الذي تولى المهمة في 27 مارس 2018، وتم تأجيل الانتخابات العامة من 28 أغسطس الماضي إلى مايو أو يونيو المقبل.
وكان تأجيل الانتخابات أحد الأسباب الرئيسية لتمرد قادة جبهة تيجراي.
وتمثل الانتخابات المقبلة تحديًا كبيرًا لآبي أحمد، بعد كسره لشوكة تيجراي، واختبارًا لمدى نجاح إصلاحاته السياسية والاقتصادية.
ومن الواضح أن آبي أحمد لا يحظى بدعم غالبية الناخبين في تيجراي، الذي يحمله جزء منهم مسؤولية المآسي التي حلت بالإقليم منذ تأجيله الانتخابات بسبب فيروس كورونا، ومحاولة تقليص دور تيجراي في مؤسسات الحكم، ومتابعة قادتهم بتهم الفساد؛ لكن ثمة أسباب أخرى ترجح فوزه في الانتخابات المقررة.
من هو
ورغم أن آبي أحمد، ينتمي لعرقية الأورومو المسلمة (34 بالمئة من عدد السكان)، من ناحية والده، إلا أن مقتل عشرات من الأورومو في احتجاجات عنيفة إثر اغتيال المغني الشهير هاشالو هونديسا، في العاصمة أديس أبابا، في يوليو الماضي، تطرح تساؤلات عدة حول ما إذا كان يحظى بدعم أكبر قومية في البلاد.
التحق أحمد، بالجبهة الديمقراطية لشعب الأورومو، وشارك في الصراع المسلح عام 1990 ضد حكم نظام منغستو هيلا مريام، وبعد سقوط النظام سنة 1991 التحق رسميًا بالجيش الإثيوبي، ثم انضم إلى وحدة المخابرات والاتصالات العسكرية، وتدرج بها حتى وصل رتبة عقيد عام 2007.
غادر أحمد، المخابرات في 2010، وبدأ بالعمل السياسي كعضو في الجبهة الديمقراطية لشعب أورومو، وانتُخب عضوًا بالبرلمان الإثيوبي في 2010، وأُعيد انتخابه في 2015، وأصبح عضوًا في اللجنة التنفيذية لـ”الجبهة الديمقراطية لشعب أورومو، ثم أصبح وزيرًا للعلوم والتكنولوجيا بالحكومة الفيدرالية من 2016 إلى 2017، وأصبح مسؤولًا عن مكتب التنمية والتخطيط العمراني بإقليم أوروميا ثم نائب رئيس إقليم أوروميا نهاية 2016.
اختار ائتلاف الجبهة الديمقراطية الثورية الشعبية الإثيوبية أبي أحمد رئيسا للائتلاف مما يجعله رئيسا للوزراء بشكل تلقائي خلفا لرئيس الوزراء السابق هايلي مريام ديسالين، الذي أعلن استقالته بعد اندلاع أعمال عنف واحتجاجات مناهضة للحكومة بسبب نزاع بين مواطنين غالبيتهم من عرقية أورومو والحكومة حول ملكية بعض الأراضي؛ ولكن رقعة المظاهرات اتسعت لتشمل المطالبة بالحقوق السياسية وحقوق الإنسان، وأدت لمقتل المئات واعتقال الآلاف.
أسباب الفوز
يقول الباحث في الشأن الإفريقي، أبوبكر عبدالرحمن، من مشاهداتي وملاحظاتي، فإن العديد من المحللين يتعاطون باستخفاف مع أبي أحمد ويتناسون وربما يجهلون أن الرجل عمل في السلك الاستخباراتي وجهاز المعلومات قبل توليه لرئاسة الوزراء في مارس 2018م.
وأضاف، عبدالرحمن، أن أبي أحمد يدرك جيداً في مشروع قيادة اثيوبيا للمنطقة لا يمكن أن تتم بصبغة قبلية وإنما بتفتيت أو إجراء جراحة على الفدرالية الإثنية لتصبح الحزبية هي البديل، لذلك رفض إقليم تغراي “المؤسسين للفدرالية الإثنية عبر زعيمهم زناوي” الانصهار في حزب الازدهار؛ بينما اندمجت فيه الامهرا وسيطروا عليه الآن.
كما يعلم أيضاً أنه وفي إطار العلاقات المستقبلية مع السودان هناك قضية الحدود التي ستظل عالقة بين البلدين بسبب الامهرا، ففي السابق الدولة الإثيوبية المركزية ربما لشيء في نفسها كانت تغض الطرف عن ممارسات المليشيا سوى كانت فانو الامهرية أو عصابات الشفتة؛ ولكن تفكير أبي بمدى بعيد، وذلك حتى تخلى الساحة تماماً من أي توتر مع السودان لاحقاً لضمان موقفه في قضايا إقليمية، مارس هذه المرة غض الطرف عن الحملة العسكرية التي قام بها السودان فأراد بهذه الخطوة إحراز نقطتين:
الأولي: التخلص من هذه العصابات من طرف السودان ويتخلص من ما تبقى منها داخلياً وإلى الأبد.
الثانية: بهذه الخطوة سيؤمن له عودة الجيش الفدرالي إلى الحدود بدواعي أمنية ويمنع أي تحرك للمليشيات لاحقاً ضد السودان، وهنا يجب توضيح نقطة مهمة وهي أنه في السابق لا يمكن للجيش الفدرالي أن يدخل إقليم الأمهرا إلا بالتنسيق بين مستويات التشكيل العسكري في إقليم الامهرا ووزارة الدفاع والحكومة المركزية؛ بل ويحدد لهم الوقت ولا يتجاوز الثلاثة أيام بخلاف الظروف العادية، وكذلك ساعات التمشيط والمناطق المستهدفة بالتمشيط، لأن الامهرا لا يثقون في قيادة الجيش الفدرالي التي غالبيتها من تغراي، ويعتقدون أنه لا يعمل لصالحها، وهذا ما يفسر حقيقة تحرك الجيش لأول مرة بهذا المستوى باتجاه الحدود مع السودان.
وثانيًا.. بهذه الإجراءات الاستثنائية سيتخلص أبي أحمد من المليشيات خاصة الأمهرية بعد أن تخلّص من تغراي منافسيه التقليدين، وبعد أن نجح في شتيت شملهم، وقد تخلص في وقت سابق من الجيل الثاني للأرومو زعيم المعارضة في إقليم اروميا بيكيلي جيربا، وجوهر محمد القطب الإعلامي والسياسي والمنافس أبي الأوفر حظا ً على عرش السلطة من قومية الارومو.
وأوضح الباحث في الشأن الإفريقي، أن ذات الحملة اليوم تمضى بصورة سلسة في بني شنغول فعلى خلفية أحداث الأسبوع الماضي التي راح ضحيتها أكثر من 100 شخص إثر هجوم شنته مجموعة مجهولة، أصدرت الحكومة المركزية لائحة بأسماء مطلوبين حملت أكثر من 5 شخصيات بارزة و(ادغو أمسايا) نائب حاكم إقليم بني شنقول السابق، و(شفراو شليبو)، المدير السابق لوكالة العلوم والتكنولوجيا بالإقليم، وشفراو شليبو، رئيس مكتب حزب الازدهار في منطقة متكل، وبنديج مارا”، وجميع هذه القيادات لديها تقاطعات كبيرة مع أبي أحمد وتحركاته الداخلية في إدارة الدولة.
وأردف، عبدالرحمن، لذلك فإن العملية العسكرية لاستعادة الأراضي السودانية التي تشنها الحكومة السودانية ضد العصابات، كانت فرصة كبيرة استغلها أبي أحمد لترتيب أوراقه للاستفادة من تناقضات الأزمة الداخلية، والتي عبرها فرض إجراءات قسرية استثنائية للتخلص من معارضيه وخصومه، وبالتالي تهئ له المسرح تمامًا عبر هذه الإجراءات وأصبحت فرصة فوزه بالانتخابات القادمة مسألة وقت.
+ There are no comments
Add yours