لماذا دعا كاتب سعودي إلى عدم تزوج المرأة المثقفة؟

1 min read


ازدادت في الآونة الأخيرة مطالب ناشطات وحقوقيات سعوديات تطالب بالمساواة مع الرجل وأطلقت ناشطات سعوديات منذ أشهر عدة
وجه كاتب سعودي دعوة مثيرة للجدل للرجال ينصحهم فيها بالابتعاد عن المرأة المثقفة والقارئة النهمة، وعدم طلب يدها للزواج، ساردًا جملة من الأسباب المتعلقة بطبيعة المجتمعات الذكورية المحافظة، وما في ذلك من خروج عن مألوف العلاقات الزوجية التقليدية.


وجاءت دعوة الكاتب فهد الأحمري لتحمل في ثناياها مديحًا مبطنًا للمرأة المستنيرة، رغم ظاهر الدعوة الذي ينصح بالابتعاد عنها، لتكون بذلك موجهة لشريحة محددة من الرجال الرافضين لحرية المرأة، والمؤكدين على دورها التقليدي في المنزل وتربية الأبناء.

ويقول الأحمري إنه من الأفضل للرجل التقليدي أن يبتعد عن المثقفة “لأنها تقرأ وتقرأ وتقرأ، فهي تعشق الاطلاع والمعرفة، ستقلب الطاولة على مفاهيمك، ستغير أفكارك وتعيد قراءاتك للحياة وللموت، للقيم والقناعات والمفاهيم، تفكك نصوصًا عشعشت في كهف عقلك الباطن وتعيد غربلتها في العقل الواعي”.

ويضيف الأحمري في مقال نشرته صحيفة “الوطن” السعودية، تحت عنوان “لا تتزوج امرأة تقرأ”، أن المرأة المثقفة “تبخل بالوقت لتصرفه في القراءة، تحمل كتابًا مشتركًا بينكما في النزهة، ومجلدًا وكتيبًا في صالة الانتظار والرحلة؛ أحدهما لك، في قسمة لا ينقصها القسط والرحمة”.

ويشير الكاتب إلى أن الزواج بمثقفة له ضريبته إذ يكون “مطبخها فارغ ومكتبتها عامرة، أوانيها كتب وكتبها أوان، رفوف المطبخ مؤلفات وأدراجه دفاتر، تملأ عقلك وبطنك خاوية، تعرف تقرأ ولا تعرف تطبخ.. تثور على ثقافة الأموات فتمحّص الغث من الغثيث، تفلتر نصوص الغابرين ومعهم السائرين”.

ويمعن الكاتب في تحذيره ليؤكد في ختام مقاله على أن المرأة القارئة “تفسد رجولتك الشرقية فأنت لا تقبلها ممرضة ولا طبيبة، لا باحثة ولا مخترعة، لا طيارة ولا مهندسة، لا تريدها إعلامية ولا محامية، لا عضو برلمان ولا حتى (كاشيرة)، فكيف تتزوج أنثى تفكر، سيدة تعقل، امرأة تقرأ، والأصعب حين تكون امرأة تكتب”.

سجال بين السعوديين

وأثارت دعوة الأحمري سجالًا في موقع “تويتر” للتواصل الاجتماعي؛ وعلقت مغردة تدعى غدير الدوسري‏، “المقال يتدرج مع نظرة الرجل الشرقي، ومخاوفه من تلك الدوامة من ثقافة المرأة”.

وأضاف آخر ” أن التعليم الآن مفتوح لا يقتصر على أحد. وأنا أنصح المرأة تكون مثقفة وواعية وفعالة في المجتمع من ناحية تحصيل تعليمها”.

حقوق المرأة السعودية.. في الميزان

ويُعد ملف حقوق النساء السعوديات أحد أكثر الملفات جدلاً نظراً لحساسيته والقيود التي يفرضها المجتمع السعودي، أكثر المجتمعات العربية والإسلامية محافظة، إذ شهدت الحركة النسوية نقلة نوعية في الفترة الأخيرة، بعد خروج بعض مطالب السعوديات من دائرة مواقع التواصل الاجتماعي لتصل إلى الجهات العليا، وبشكلٍ خاص بعد إعلان المملكة عن “رؤية 2030 التي لم تتطرق للأوضاع الاجتماعية للمرأة”.

وفي الوقت الذي تستمر حقوقيات بالمطالبة بحقوق المرأة السعودية ترتفع أصوات محافظة تتهم تلك الحملات بأنها ليست سوى صدى لتدخلات خارجية تحاول تشويه صورة المجتمع السعودي والإساءة له، والضغط على المملكة سياسياً.

إسقاط الولاية


وازدادت في الآونة الأخيرة مطالب ناشطات وحقوقيات سعوديات تطالب بالمساواة مع الرجل وأطلقت ناشطات سعوديات منذ أشهر عدة، حملة للمطالبة بإسقاط ولاية الرجال على النساء، لتثير الحملة إحدى أكثر القضايا جدلاً في المملكة، كما تستمر مطالب السعوديات بالسماح للمرأة بقيادة السيارة، إذ تعد المملكة الدولة الوحيدة في العالم التي تمنع قيادة المرأة للسيارة.

وسبق أن أكدت الكاتبة السعودية، هيا المنيع، أواخر العام الماضي، على “أن ملف حقوق المرأة متسع وأثبتت الأحداث أن تلك الحقوق يحسمها القرار السياسي بقوة القرار؛ بدءًا من التعليم.. (وأن) حقوق المرأة عمومًا ليست ترفًا وأيضًا ليست مرتبطة بحالتها الاجتماعية، بل هي حقوق أصيلة أقرتها الشريعة الإسلامية”.

أبوبكر أبوالمجد https://asiaelyoum.com

صحفي وباحث متخصص في شئون آسيا السياسية والاقتصادية

قد يعجبك أيضاً

المزيد من الكاتب

+ There are no comments

Add yours