كشف فصيلان فلسطينيان في لبنان، عن لقاء سيُعقد مع المخابرات اللبنانية، خلال اليومين القادمين، في محاولة لوقف بناء الجدار الاسمنتي حول مخيم “عين الحلوة”.
جاء ذلك على لسان رأفت مرة، المتحدث باسم حركة حماس، وعلي فيصل عضو المكتب السياسي للجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين. وتشرع السلطات اللبنانية، منذ الجمعة الماضية، ببناء جدار إسمنتي عازل في الناحية الغربية لمخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين قرب صيدا (جنوب) والذي يعد أكبر المخيمات الفلسطينية في البلاد.
ومن المقرر أن يبلغ ارتفاع الجدار الذي سيطوق ثمانين ألف نسمة تقطن المخيم، ستة أمتار، على أن تقام عليه أبراج مراقبة تشرف مباشرة على المنازل والطرقات داخل المخيم وهو ما اعتبره قاطنون “استفزازاً مباشراً”. وقال المتحدث باسم حماس رأفت مرة للأناضول إن هذا الجدار “يعكس التعاطي الأمني مع الوجود الفلسطيني في لبنان، ولا زالت السلطات تنتهج سياسة التضييق وتنفيذ الإجراءات العقابية بحق أبناء المخيمات، بدء من دخول مواد الإعمار وليس انتهاء ببناء جدار عازل حول المخيم، وهو ما ترفضه حركتنا والفصائل الفلسطينية مجتمعة”.
ومن المتوقع أن يستغرق إتمام العمل في بناء الجدار 15 شهراً بتكلفة سبعة ملايين دولار. وأضاف مرة “لا نريد أن يتجمد قرار بناء الجدار ليوم أو يومين ثم يستأنف العمل على بنائه بعد فترة، فالقضية أشمل من مجرد جدار، وتتعداها إلى كونها سياسة استهداف وجود”، مستدركاً “نرفض أي إجراء من شأنه توتير العلاقات اللبنانية الفلسطينية وندعو في مقابل ذلك إلى حوار لبناني فلسطيني جامع يعالج كافة القضايا المحورية ويوفر الحياة الكريمة والآمنة كما المستقرة لكلا الطرفين”.
وتابع: “كما أننا نرفض تصنيف الوجود الفلسطيني في لبنان على أنه وجود أمني ويمس استقرار الوطن”.
المتحدث باسم حماس أكد على أن الجهات الفلسطينية “تهتم بتأمين الاستقرار الداخلي للبنان وترى نفسها شريكاً أساسياً في هذا، وليست نداً أو خصماً لأي طرف في هذا البلد”.
وفي هذا الصدد، أشار إلى لقاء سيجمع الفصائل الفلسطينية بالمخابرات اللبنانية في الجنوب خلال اليومين القادمين، في محاولة لوقف العمل بالجدار بشكل نهائي وقاطع”.من جهته، قال علي فيصل عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية إن “اللجنة الأمنية الممثلة لكل الأطياف الفلسطينية ستجتمع يوم الخميس مع المخابرات اللبنانية، لبحث القرار وآليات تحرير المخيمات من التعاطي الأمني الذي بلغ مداه في السنوات الأخيرة”.
وأوضح فيصل في حديث للأناضول أن اللقاء سيبحث سلسة من القضايا الفلسطينية، وخاصة معاناة اللاجئين داخل المخيمات التي تمثل البوابة الرئيسية لحق العودة”.
وشدد على أن “ما ينتظره الفلسطينيون من الحكومة اللبنانية الجديدة هو تعاط غير أمني مبني على أسس سياسية وقانونية واضحة”. ولفت إلى أن “تحديد العلاقات الفلسطينية- اللبنانية لابد أن يبنى وفقاً لحوار مشترك يبحث كل القضايا برعاية رسمية لبنانية”.
ودعا السلطات اللبنانية إلى مراجعة قرارها وظكتجنب الإجراءات الاستفزازية التي من شأنها توتير العلاقات الثنائية”.بدوره، قال رئيس لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني حسن منيمنة (جانب حكومي) إن الفصائل الفلسطينية لم تكن على علم واطلاع كامل بشأن بناء الجدار .
وفي حديث مع الأناضول، ذكر أن “المسؤول الأمني داخل المخيم صبحي أبو عرب صرّح بأنه كان على علم بخطة الجدار لكن الفصائل من جانبها تعتبر أن ما امتلكته من معلومات كان مجرد كلام عابر ولم تكن على اطلاع كامل بالمشروع وتفاصيله”.
ولفت منيمنة إلى أنهم في اللجنة الحوارية المشتركة سيجرون سلسة من الاتصالات اليوم الأربعاء في إطار بحث تنفيذ حوار بين السلطات اللبنانية والفصائل الفلسطينية لطرح القضية ومعالجتها.
+ There are no comments
Add yours